"نسجد لآلامك أيّها المسيح"
في مثل هذه الجمعة العظيمة، اختبر يسوع الخيانة، خيانة أحد تلاميذه الذين رافقوه في السّنوات الثّلاث التّبشيريّة وشهدوا على آياته وثمّنوا تعاليمه.
في مثل هذه الجمعة العظيمة، قُبض على يسوع وحوكِم ومَثُل أمام المجلس وسيقَ إلى بيلاطس وأُرسل إلى هيرودس أنتيباس، كمن يُحاكَم أكبر لصّ أو أشرس قاتل، فتلقّى الإهانات والاستهزاءات.
في مثل هذه الجمعة العظيمة، حمل يسوع صليبًا ثقيلًا منحوتًا بخطايا البشريّة جمعاء، ومشى طريق الجلجلة، مرتديًا ثوب الجلد والتّعذيب، مكلَّلًا بإكليل الشّوك الملكيّ، تائقًا للوصول إلى أعلى القمّة، ليتمّم مشروع الله الخلاصيّ.
في مثل هذه الجمعة العظيمة، غُرست المسامير الموجِعة في كفَّي يسوع، كفَّان شُفي من خلالهما مرضى كثيرون، كفّان تقدّس من خلالهما الخبز والخمر، كفّان صُنعَت من خلالهما الأعاجيب والآيات المقدّسة.
في مثل هذه الجمعة العظيمة، صُلب يسوع ومات على الصّليب، أسلم الرّوح تحت أنظار أبيه الذي في السّماوات، مُجدّدًا العالم، مُخلّصًا البشريّة، متمّمًا ما أنبأ به الأنبياء.
في مثل هذه الجمعة العظيمة، نسجد لآلامك أيّها المسيح، آلام سنستذكرها في قلوبنا وفي أذهاننا وفي أعمالنا، لنمجّدك ونباركك من الآن إلى الأبد..