دينيّة
31 كانون الأول 2015, 08:23

وقفة اليوم قبل تلك الوقفة الابدية

وقفة مع الذات، هي وقفة مع الله الساكن فينا، ولا شيء أكثر. وإلا فإننا نقف مع أفكارنا وفراغنا ودوامة عيشنا.

وعندما تنضج هذه الوقفة بما تحمل من حضور الهي، عندها نمرر كل افكارنا واعمالنا تحت نظر الرب، فنراها على حقيقتها، بضعفها وكبرها بكل ما تحمل... فتصبح هذه الوقفة استباق، للوقفة في يوم الدينونة، حيث لا يديننا هو، "لأنه لم يأتِ ليدين، بل ليخلص"، وانما كلامه الذي قيل لنا، هوالذي يديننا.
في تلك الساعة الأخيرة، في تلك الوقفة، لا شيء يُخفى عليه، ولا نستطيع ان نخبأ اي شيء عنه، فلا عودة الى الوراء...إنها لحظات خجل أبدي، يظهر الضعف والنقص بطريقة جليّة "تفرك" القلب كما تظهر كل الاعمال التي صنعت تحت نظره.
فقبل تلك الوقفة، ها نحن ما زلنا هنا، فلنرَ ذاتنا كما هي على حقيقتها، منه نطلب الرحمة والغفران اليوم، الثبات والاستمرار... إنه بقربنا، نظراته مليئة بالرحمة والحنان... كلما تقدمنا يوماً، كلما اقتربنا نحو الابدية... من يعرف ويثق ويترجى انه سيرى الرب، يعيش بسلام على هذه الارض...فالحياة رغم ما يعتريها من صعوبات، تبقى نعمة من الرب، فلنحافظ عليها بال "نَعَم" الدائمة له.