وفاض القبر نورًا
نعم اليوم ستزدحم كنيسة القيامة الّتي لا تزال تشرّع أبوابها أمام المؤمنين من كلّ أنحاء العالم، بالحجاج الّذي سيؤمّونها وفي فؤادهم صلوات يرفعونها إلى القائم من الموت بحرارة قلب يخفق رهبة وخشوعًا لهذا الحدث العظيم الّذي تلخّصة الشّعلة المقدّسة.
وعن فيض النّور، يخبر خادم رعيّة مار الياس- بيت مري الأب الحارث ابراهيم لموقع "نورنيوز" الإخباريّ أنّه "قد جرت العادة في الجمعة العظيمة بعد جنازة المسيح، منذ عهد الامبراطورة هيلانة والامبراطور قسطنطين، أن تُطفأ أضواء كنيسة القيامة ويُختم باب القبر بالشّمع الأحمر وتحرسه عائلتان مسلمتان حتّى يوم السّبت.
أمّا يوم السّبت، اليوم الّذي ينقلنا من آلام الجمعة العظيمة إلى فرح أحد القيامة، والّذي تبتهج فيه النّفوس ويتعزّز خلاله الإيمان، فيُفتح باب القبر قرابة الـ2.30 و3.00 من بعد الظّهر، ويدخل إليه بطريرك أورشليم للرّوم الأرثوذكس مباشرةً بعد أن يطوف والمؤمنون ثلاث مرّات حول القبر". ويؤكّد الأب ابراهيم أنّ "شعلة النّور المقدّسة لا تحرق الجلد ولا تؤذي الجسد في الدّقائق الأولى". هذه الشّعلة نفسها تنطلق من القدس لتجول إلى كلّ الكنائس المسيحيّة في العالم فيتبارك منها المؤمنون حيثما حلّوا.
اليوم، مع فيض نورك يا ربّ نسألك أن تضرم قلوبنا بنورك الأزليّ وتلهبه بشعلة إيمان لا تنظفئ وتشرق على أوطاننا سلامًا وأمانًا لا ينتهيان، آمين.