من أجل الآخر.. حياتنا خبز مكسور
بها أراد البابا فرنسيس زجّنا في خانة التّضحية والعطاء، خانة لا بدّ من الانتماء إلى فضائلها والتّنعّم بنعمها والسّير بحسب إنسانيّتها لنواجه الآخر بالمحبّة.
بها أراد البابا فرنسيس أن يجعل فداء الرّبّ مثالًا لحياتنا الخاطئة، فنتألّم بتجسّده وبذله ذاته على الصّليب متّحدين بالإيمان رافضين الأنانيّة والتّكبّر متّجهين صوب العطاء المجّانيّ.
من أجل الآخر، لنضحِّ! لنخدم، لنساعد، لنخلّص، لنُفرح أخانا في الإنسانيّة!
لتكن حياتنا إذًا خبزًا مكسورًا على غرار موت المسيح وتحوّله جسدًا محييًا ودمًا مقدّسًا لخلاصنا. لنتخلَّ عن الـ"أنا" القاتلة ولنفكّر بحاجات الآخر محاولين تلبيتها باندفاع وفرح.
الخدمة لا بدّ من أن تبتعد عن التّذمّر، بذل الذّات يجب أن يكون نابعًا من قناعة، على التّضحية أن تكون مقرونة بالفرح، لأنّ للموت الأرضيّ الذي نسير نحوه لذّة أبديّة إلى جانب الله والقدّيسين.
إذًا حثّنا بابا روما، نحن المجبولين بالأنانيّة المفرطة، أن نتّحد بالرّبّ الذي أوصانا في الكتاب المقدّس: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلَّمَا فَعَلْتُمْ ذٰلِكَ بِأَحَدِ ٱلْأَصَاغِرِ مِنْ إِخْوَتِي هٰؤُلَاءِ، فَبِي فَعَلْتُمُوهُ".
لنطعم إذًا الجائع ونسقي العطشان ونداوي المجروح، عندها يفرح الآب الذي في السّماوات...