17 حزيران 2014, 21:00
مديرة معهد هدسون للحريات الدينية: تطهير العراق من المسيحيين
لدى العراقيين بصورة عامة والمجتمع المسيحي بشكل خاص مخاوف كبيرة بسبب قسوة داعش التي تتمثل بقطع الرؤوس والصلب وغيرها من الفظائع ضد المسيحيين، وكل من يختلف مع هذه الدولة ولايؤيدها في رؤيتها لدولة الخلِافة، فقد نفذت العديد من هذه الأعمال الفظيعة خلال بداية هذا العام في سوريا.
هذا ما نشرته نينا شيا مديرة معهد هدسون للحريات الدينية والمفوض السابق في لجنة الولايات المتحدة للحريات الدينية العالمية في صحيفة "ناشينال ريفيو" في مقال حول عمليات تطهير العراق من المسيحيين.
واعتبرت أنّه نتيجة سقوط الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، بين يدَي دولة العراق والشام الاسلامية أصاب مسيحيي الموصل الخوف والذعر، جنباً الى جنب مع العديد من الآخرين، وهم يفرون الآن بشكل جماعي الى الريف في سهل نينوى كذلك أصبحت المنافذ الحدودية مع اقليم كردستان مُغلقة بسبب تكدس العدد الكبير من السيارات وحوالي 150 ألفاً من الهاربين.
وذكّرت شيا في مقالها أنّه في شهر شباط عمِل المتشددون من هذه الجماعة المتمردة في مدينة الرِقة الواقعة في شمال سوريا على إجبار الرؤساء المسيحيين في المدينة على توقيع "عقد الذمي" الذي يرجع الى القرن السابع الميلادي. وتتضمن الوثيقة التي وضعتها داعش على شروط معينة تحرم المسيحيين من الحقوق المدنية الأساسية، مثل المساواة والحرية الدينية، وتُرغمهم على دفع المال مقابل حماية حياتهم والحفاظ على هويتهم المسيحية.
وأكّدت شيا أنّه منذ عام 2003 يعاني المسيحيون في العراق من الإضطهاد الديني الشديد نتيجة للصراع الدائر مما سبب تقلصها وانكماشها بما يزيد عن 50%. وأصبحت الموصل، التي هي موقع نينوى القديمة التي سكنها الآشوريين وأعتنقوا المسيحية في القرن الأول الميلادي، أصبحت موطن الكثير من المسيحيين الذين بقوا على ديانتهم المسيحية. وتعتبر الموصل بالنسبة للمسيحيين الملاذ الأخير لهم داخل العراق. وأصبحت الموصل وسهل نينوى المحيط بها في السنوات الأخيرة موطن العديد من المسيحيين الذين طُرِدوا من بغداد والبصرة.
ورأت أنّ مسيحيي الموصل سينضمون الى المهاجرين في مشيكان وكاليفورنيا والسويد وغيرها من بلاد الغرب.
ونقلت شيا في مقالها أنّ المطران أميل شمعون نونا ومطارنة الموصل الآخرين قد أطلقوا نداءً يحث على إبقاء الكنائس والمساجد مفتوحة الأبواب للصلاة من أجل السلام. ولفتت الى أنّه بطبيعة الحال سوف لن يسمع رجال داعش لذلك لأنهم ليسوا رجال سلام لكنهم يقتلون رجال السلام.
وفي ختام المقال تشير شيا الى أنّ هذا التطوّر العميق والخطير للكنيسة المسيحية التي مضى عليها ألفي عام من الوجود في المنطقة سيكون له آثار على الأمن القومي على المدى الطويل بالنسبة للغرب واعتبرت أنّ القيادات السياسية الأميريكية فشلت حتى الآن في التمييز بين التطهير الديني والسياقات المحيطة بالإرهاب والصراع، وتغفل هذه القيادات حقيقة أن التعددية الدينية والتنوع هما من بين الضحايا اليوم. وختمت المقال بقول للبطريرك ساكو الذي اعتبر أنّ مسيحيي العراق يشعرون بأنّهم منسيون ومعزولون. وتساءل إذا ما قتلنا جميعا، ماذا سيكون رد فعل المسيحيين في الغرب؟ فهل سيفعلون شيئا بعد ذلك؟