الخوري روجيه كرم: البابا فرنسيس، رأس الكنيسة وراعي شعب الله على مثال المسيح
"حين نتأمّل بحياة البابا فرنسيس، نلمس بوضوح نور الله في وجه الرّاعي الصّالح.
لقد سعى جاهدًا في طلب الخروف الضّال.
بتواضعه ونقاوة قلبه، قد تميّز بجلوسه مع البسطاء، وبمخاطبة القلوب قبل العقول.
في بساطته، أظهر عمقًا روحيًّا نادرًا، إذ جعل من الإنجيل نبضًا منعشًا لحياته ولخدمته.
في نظام حياته الرّوحيًة، تميّز البابا بعمق علاقته مع الله، والتي انعكست في صلاته المتواضعة وفي كلماته المفعمة بالرّجاء وبالرّحمة.
إنّه رجل صلاة، انفتح لصوت الرّوح، وقاد الكنيسة، لا بحكمة بشريّة فقط، بل بإنقياده الدّائم لإلهامات الرّوح.
إنسانيًّا، كان قلبه مفتوحًا للجميع، بخاصّة للمهمّشين وللمجروحين. حمل وجع العالم، وتكلّم بلغة يفهمها الفقراء والمتألّمون.
وجّهنا لكي ننظر إلى الآخرين بعين المحبّة لا بالإدانة، ولكي نكتشف وجه المسيح في كلّ محتاج.
إنّه الخادم المصلح الّذي سعى لنموّ الكنيسة، لا ببني الأسوار بل الجسور.
دعا إلى كنيسة "ميدانيّة"، قريبة من النّاس، شاهدة بالحبّ، لا بالسّلطة.
فلنصلّ كي تبقى الكنيسة على خطى هذا الرّاعي المتواضع، الذي يذكّرنا أنّ العظمة الحقيقيّة تكمن في الخدمة المتواضعة.
نطلب من الرّبّ أن يكافئ هذا الرّاعي الصّالح والأمين الذي جاهد طوال الحياة وقد أتمّ سعيه، وأن يرفعه في مصاف الأبرار والقدّيسين جاعلًا منه قدوة للمؤمنين، آمين."