مانويل غونزاليس غارسيا.. رسول المعابد المهجورة
انضمّ الكاهن إلى قافلة القدّيسين مع 6 آخرين كان قد أعلن قداستهم البابا فرنسيس في 16 ت1/ أكتوبر الماضي.
كان الأب مانويل راعيًا غيورًا على بيعته قائدًا لهم، مبشّرًا زارعًا لكلمة الحياة، كاتبًا شاهدًا لمجد الرّبّ، معزّزًا لعمل المؤسّسات خدمة للمسيحيّين وتحسين حياتهم.
فأيّ عمل يمكن أن يكون أعظم من البشارة وحبّ الأسرار المقدّسة والشّهادة لوجود المسيح؟! آمن بوجود الله الحاضر في القربان المقدّس فتعبّد له مؤسّسًا جمعيّة بعد أن أُرسل إلى إحدى البلدات لرعاية كنيستها، وعند وصوله لم يأتِ أحد لاستقباله وكانت الكنيسة مهجورة يملأها الغبار وتنتشر فيها الأوساخ. فلمّا رأى ذاك المشهد، ركع أمام المذبح وراح يفكّر بكلّ المعابد المهجورة في العالم، وإذا بالقرار يصدر: جمعيّة النّاصرة للمرسلين الإفخارستيّين.
في الثّامنة والعشرين من عمره، بُعث إلى إحدى المدن الإسبانيّة حيث رأى أعدادًا كبيرة من المشرّدين في الشّوارع، فكانوا السّبب وراء تأسيسه لمدارس تنتشلهم من جهلهم وترويهم من نبع الإيمان من خلال تخصيص حصص للتّعليم المسيحيّ، وذلك بمساعدة أبناء الرّعيّة.
سنة 1915، عيّنه البابا بنديكتوس الخامس عشر أسقفًا مساعدًا في أبرشيّة مالاغا، ليتبوّأ لاحقًا سنة 1935 منصب مطران على فالنسيا بتعيين من البابا بيوس السّادس.
فارق المطران الحياة في الرّابع من كانون الثّاني/ يناير 1940 بعد صراع مع المرض غير أنّ فضائله البطوليّة ظهرت بعد رحيله بالجسد وصنع الرّبّ من خلاله أعاجيب رفعته مكرّمًا سنة 1998 وطوباويًّا سنة 2001 وقدّيسًا سنة 2016 على عهد البابا فرنسيس.
وعلى ضوء سيرته ومسيرته، ساعدنا يا ربّ أن ندخل على مثال القدّيسين في أعماق سرّ الصّلاة ونسمح للرّوح القدس أن يعمل فينا، آمين!