لنبحث.. فنجد الخلاص
يكلّمنا الرّوح القدس بلغة الحكمة والمحبّة، غير أنّ إصغاءنا إليه لا يتوقّف سوى عند نقطة البحث الدّائم. فالبحث مسيرة طويلة يجب أن نخوضها بمغامرة التّفتيش الدّؤوب.
البحث يعني الجهد والعمل والنّشاط والتّرقّب والتّعب والتّدقيق والمقاربة والمطالعة والتّأمّل. والله بدوره يتكلّم مع من يبغى البحث، لأنّ الباحث يضمر رغبة في إيجاد الله وفي غَرف أكيال من المعرفة الرّوحيّة.
أمّا الكسل والإهمال فهما إثم ينقر العقل والقلب، به نبتعد عن عمليّة البحث الدّقيقة عن الله وعن جدّيّة المبالاة بتعاليمه.
بهذا الإثم أيضًا نطيح بنظرنا عن الإشارات التي يبعثها القدّيسون من أجل تعظيم إيماننا، وعن الهمسات الإلهيّة التي تحيي ضمائرنا النّائمة وقلوبنا المظلمة.
البحث بوصلة توصلنا إلى تفكيك مؤشّرات الحضور الإلهيّ في حياتنا، فلتكن طريق الخلاص التي نسيرها معبّدة باستمراريّة البحث عن الرّبّ، وليكن بحثنا مُستندًا إلى المحبّة والشّغف، لننال الفرح الذي وعدنا به الآب.