دينيّة
18 نيسان 2019, 13:00

لماذا نزور 7 كنائس في خميس الأسرار؟

ماريلين صليبي
إنّه لأسبوع عظيم غنيّ بالرّتب الرّوحيّة المباركة، أسبوع الآلام والقيامة، أسبوع الصّلاة والخشوع.

 

ها هو خميس الأسرار يطلّ على المؤمنين بطقوسه المسيحيّة ونور شفاعته، فيه يهمّ المؤمنون إلى زيارة سبع كنائس، فما هي دلالة هذه الزّيارة السّنويّة؟

الإحتفال الرّسميّ الذي لا بدّ من أن يشارك به المؤمنون في هذا اليوم هو قدّاس الغسل. غير أنّ زيارة سبع كنائس تبقى واحدة من العادات التّقويّة والكنسيّة لا اللّيتورجيّة التي يشتهر بها هذا اليوم.

يقوم المؤمنون بهذه الزيّارة إمّا قبل قدّاس الغسل للتّحضير إليه روحيًّا إمّا بعده لامتداد نِعمه.

رموز هذه الزّيارة متمثّلة بالصّلاة واللّقاء مع الرّبّ والتّنويع في أمكنة الخشوع بهدف إمضاء ليلة مباركة في الصّلاة مع الرّبّ.

ولكن كيف بدأت هذه الطّقوس؟

يقول الكاهن في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة الأب إيلي الخويري إنّه كان حول روما كنائس سبع مبنيّة على تلال سبع، فيها كانت مدفونة عظام الشّهداء الذين ماتوا حبًّا بيسوع.

وفي هذه اللّيلة، كان سكّان روما المؤمنين يزورون الكنائس تلك ليتباركوا من عظام الشّهداء الذين قدّموا أجسادهم ذبيحة امتدادًا لجسد المسيح. فكما أنّ المسيح مات من أجلنا وأعطانا جسده، الشّهداء في هذه اللّيلة أيضًا قدّموا أجسداهم استمرارًا لذبيحة الرّبّ.

ولكن بسبب وجود شعوب بعيدة عن روما وبسبب صعوبة الاتّصالات وبعد المسافات، رأى البعض ضرورة زيارة 7 كنائس مجاورة لهم متذكّرين شهداء كنائس روما السّبع.

هذا تاريخيًّا، أمّا اليوم، يضيف الأب خويري، تعطي الكنيسة زيارة ٧ كنائس رمزيّة تعود إلى الأسرار الـ٧ التي تدفعنا إلى استكمال شهادة الرّبّ والشّهداء.

وإختتم الأب خويري بنداء إلى المؤمنين بعدم التّركيز على العدد ٧ غاضّين الطّرف عن أهمّيّة خميس الأسرار، بل ليكن هذا اليوم مناسبة للصّلاة الحارّة لأنّ هذه اللّيلة هي ليلة محاكمة الرّبّ، فلنعش الفروض الطّويلة لنلاقي الرّبّ الفادي.