كيف يكون المسيحيّ مصدر وحدة وسط الانقسامات السّياسيّة؟
منافسة حادّة ودقيقة انطلقت في الآونة الأخيرة بين المرشّح الجمهوريّ دونالد ترامب ومرشّحة الحزب الدّيمقراطي هيلاري كلينتون؛ منافسة قسمت السّكان الأميركيّين باختلاف آرائهم، انقسام لا بدّ من أن ينعكس على المجتمع المسيحيّ الكاثوليكيّ، فكيف يكون الكاثوليك، بعد صدور النّتائج، مصدر وحدة؟
قد يكمن حلّ هذه الإشكاليّة، بحسب مقال نُشر في http://www.catholicregister.org، في أن يمارس الكاثوليك المؤمنون كامل مسؤوليّاتهم كمواطنين صالحين، ولو كانت النّتائج مخيّبة وغير مرضية لبعضهم.
الحلّ يكون أيضًا في تجديد الحياة الرّعويّة المسيحيّة في مجتمعات تقدّر معاني الإفخارستيّة التي بها يتحقّق الخير والوحدة وتفهمها.
هذا التّجديد يُضاف إلى تجديد آخر يطال الحياة التّبشيريّة داخل العائلة، إذ على الجوهر العائليّ التّعمّق بالإنجيل المقدّس والتّعاليم المسيحيّة ليكون كنيسة مصغّرة تساهم بتضامنها مع العائلات الأخرى في بناء مجتمع صالح.
عبادة مريم العذراء ضروريّة لإلحام الانقسام النّاتج عن الخلافات السّياسيّة، عبادة تجعل من السّكان مواطنين صالحين يتحمّلون مسؤوليّاتهم تجاه جيرانهم ويتمسّكون بمبادئ المصلحة العامّة.
من الضّروريّ أيضًا السّير على مبادئ أخلاقيّة أساسيّة كـ"الحوار والتّضامن" تعكس تربية مسيحيّة شاملة.
بهذا كلّه تتحقّق الوحدة المبنيّة على الانفتاح وتقبّل الرّأي الآخر المختلف. هي إذًا مفاتيح التّضامن بعد الانتخابات الأميركيّة، علّنا نسيرعليها كلبنانيّين مؤمنين مسيحيّين في جملة الانقسامات التي تضرب مجتمعاتنا بشكل مستمرّ.