قدّيسو اليوم: 11 تموز 2017
اما اوفيميا فأرادا الوالي ان يربحها بالملاطفة، فأجابته: أنا مسيحية لا شيء يمكنه ان يفصلني عن محبة المسيح. فأمر الوالي بوضعها على دواليب مسننة فتمزق جسدها، انما الله انقذها وأبرأ جراحها. اشتد غيظ الوالي، فأمر بجلدها وطرحها بالنار، واوفيميا تتشدد محبةً بيسوع. واخيراً القوها للوحوش فلم تفترسها، وهناك فاضت روحها الطاهرة سنة 404 فجاء ابوها وامها مع المؤمنين واخذوا جثمانها الطاهر ودفنوه في ضريح جديد، وكانت رائحة زكية تفوح منه. وقيل ان البطريرك التقط باسفنجة دماً من جسدها. وكان يوزعه ذخائر على المؤمنين تشفي امراضهم.
وقد بنوا كنيسة فخمة على اسمها حيث عقد فيها المجمع الخلكيدوني الرابع المقدس سنة 451. ويروى ان آباء المجمع المذكور اتفقوا فوضعوا فيقبرها صك الامانة الكاثوليكية القائلة بالطبيعتين والمشيئتين في المسيح. وصك الهراطقة القائلة بالطبيعة الواحدة. وفي اليوم التالي وجدوا الصك الاول قد قبضت عليه القديسة بيمينها فناولته للبطريرك اناطوليوس، والصك الثاني على قدميها. فمجدَ المؤمنون الله الذي اظهر الحقيقة على يد القديسة الطاهرة. صلاتها معنا. آمين.
القدّيسة أفّيميّة المعظّمة في الشهيدات (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
لمّا اجتمع الآباء الستمائة والثلاثون في المجمع المسكوني الرابع (خلقيدونيا 451م)، بهمّة الإمبراطورين التقيين مرقيانوس وبلخاريا، في البازيليكا الفسيحة للقديسة إفّيميّة، كان سعي الآباء إلى دحض الآراء الهرطوقية للأرشمندريت أفتشيس المدعوم من رئيس أساقفة الإسكندرية ديوسكوروس. والتماساً لحكم قاطع من الله في هذا الشأن اقترح البطريرك القديس أناتوليوس أن يحرّر الفريقان كتاباً لكل منهما يضمّنه دستور إيمانه الخاص به وأن تُجعل الوثيقتان في الصندوق الذي يضمّ جسد القديسة إفّيميّة . فلمّا وُضع الكتابان على صدر القديسة خُتم الصندوق وانصرف الآباء إلى الصلاة. بعد ثمانية أيام عاد الجميع إلى المكان. فما أن فتحوا الصندوق حتى اكتشفوا أن القديسة كانت تضمّ كتاب الإيمان الأرثوذكسي إلى صدرها فيما وُجد كتاب الهراطقة عند قدميها. وثمّة رواية قديمة أخرى لما حدث مفادها أنّ الآباء جعلوا الوثيقتين في الصندوق، للحال مدّت القديسة يدها وأخذت كتاب الإيمان القويم وقبلته وسلمته إلى الآباء. وفي الرسالة التي كتبها آباء المجمع للقديس لاون الأول الرومي قالوا: "إنّ القديسة الشهيدة إفّيميّة إذ اقتبلت منّا التحديد العقدي، قدّمته إلى عريسها بوساطة الإمبراطور والإمبراطورة باعتباره الإيمان الذي تدين به، فثبتت باليد واللسان المرسوم الموقَّع من الجميع".
إلى هذه الأعجوبة وردت للقديسة إفّيميّة أعاجيب أخرى جرت برفاتها المقدسة. فأثناء غزوة فارسية – والفرس حاولوا غزو القسطنطينية ثلاثاً، في العام 608م و616م و626م – اجتاح الفرس خلقيدونيا وحاولوا إتلاف رفات القديسة بالنار فلم يصبها أذى. في المقابل سال من الصندوق الذي أحدثوا فيه ثلاثة ثقوب دم حار. هذه الآية عينها تكرّرت في أوقات متفاوتة محدثة جملة من الأشفية للمؤمنين المقبلين لجمع دم القديسة الشهيدة. وما كان يحدث بتواتر أكبر كان أنّ ضريحها كانت تخرج منه رائحة الطيب دليلاً على حظوة القديسة لدى الله.
وحماية لهذه الرفات الثمينة من التدنيس جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث وُضعت في كنيسة القديسة إفّيميّة بقرب ميدان السباق. غير أنها أُلقيت في البحر، زمن اضطهاد الإمبراطور قسطنطين الزبلي الاسم، فيما حُوِّلت الكنيسة إلى مخزن أسلحة. لكن صيّادي سمك التقطاها على شاطئ ليمنوس. وقد أُعيدت إلى العاصمة في زمن الإمبراطورة إيريني حيث استمرّت العجائب تجري بها. والرفات اليوم في مقر البطريركية المسكونية في الفنار.
تذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا الكليّة المديح (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
قد بسطنا سيرة القديسة البتول الشهيدة أوفيميَّا وحادث إستشهادها المجيد في اليوم السادس عشر من شهر أيلول، وهو اليوم الذي تقيم فيه الكنيسة تذكارها الشريف. أمّا اليوم فأنّ كنيستنا الشرقيّة الملكيّة تقيم تذكار الأعجوبة الكبرى التي صنعتها هذه البتول العظيمة في الشهيدات تثبيتاً للإيمان المجمع الخلقيدوني الرابع سنة 451.
فاجتمع الآباء في مدينة خلقيدونيّة في كنيسة الشهيدة أوفيميَّا برئاسة قصّاد الحبر الأعظم. فتباحثوا وحدّدوا إيمان الكنيسة الجامعة، وقالوا أن في المسيح أقنوماً واحداً، بحسب تعليم المجمع الأفسسي (سنة 431)، وأن فيه طبيعتين كاملتين، الطبيعة الإلهيّة والطبيعة البشريّة، متّحدين اتّحاداً تاماً بلا اختلاط ولا امتزاج بالأقنوم الإلهي.
إلاّ أن الأساقفة المناصرين لأوطيخا لم يشاءوا أن يرضخوا لتعليم الحبر الأعظم ولأكثريّة آباء المجمع بل أصرّوا على عنادهم. فطلع عليهم البطريرك أناطوليوس القديس بإقتراح راق لهم جميعاً، وهو أن يُكتب إيمان آباء المجمع في صكّ وإيمان الأوطيخيين في صكٍ ثانٍ، ويوضع الصكّان في ضريح القديسة أوفيميّا. فالصكّ الذي يجوز قبولها ورضاها يكون هو الصكّ المقبول عند الجميع. فرضي الفريقان المتخاصمان بذلك، وكتبوا الصكّين وفتحوا قبر القديسة الشهيدة ووضعوا الصكّين على جسمها الطاهر وأغلقوا القبر. وقضوا ثلاثة أيام في صومٍ وصلاة وابتهال إلى الرب وإلى القديسة أوفيميّا المكرّمة لكي يختار الرب بشفاعتها صك الإيمان القويم.
وفي آخر الأيام الثلاثة فتحوا الضريح فوجدوا صك أوطيخا والأساقفة الهراطقة موضوعاً تحت قدَمي القديسة. أمّا صك آباء المجمع المستقيمي الإيمان فكانت تحمله في يمينها. فتهلّل أناطوليوس البطريرك ولفيف الآباء وسبّحوا الرب ومجّدوا شهيدته البتول أوفيميّا. وأن كثيرين من الأساقفة المعاندين قبلوا إيمان المجمع وعادوا عن ضلالهم بسبب تلك الأعجوبة وهكذا كانت القديسة أوفيميّا النصيرة الكبرى لمجمع خلقيدونية.
إلاّ أن الكتبة الكنسيين لم يتّفقوا على الطريقة التي اتّبعها الآباء في الحادث العجيب الذي أوردنا ذكره، هل كان باتّفاق جميع الآباء أم باتّفاقٍ جرى بين البطريرك أناطوليوس فقط والأوطيخيين. لكن الجوهر موجود والأعجوبة ثابتة، وهي دليل على أن القديسين في السماء هم نصراء الكنيسة على الأرض، لأنّهم أولادُها وشفعاؤها معاً.
نقل اجساد اباكير ويوحنا (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في هذا اليوم نعيد بنقل أعضاء القديسين الجليلين أباكير ويوحنا وذلك أنه بعد أن نالا إكليل الشهادة كما هو مذكور تحت اليوم السادس من شهر أمشير أخذ بعض المؤمنين جسديهما ووضعوهما في كنيسة القديس مرقس الإنجيلي قبلي الإسكندرية وظلا بها إلى زمان القديس كيرلس الكبير عمود الدين حيث ظهر له ملاك الرب وأمره بنقل أعضاء هذين القديسين إلى كنيسة القديس مرقس الأخرى التي علي البحر فنقلهما بكرامة عظيمة ثم بني لهما كنيسة بتلك الجهة ورتبوا لهما عيدا في هذا اليوم وكان بجانب الكنيسة هيكل لعبادة الأوثان يجتمع فيه كثيرون من الوثنيين ولما رأوا العجائب التي تظهر في كنيسة القديسين آمن كثيرون منهم بالسيد المسيح.
صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.
ترجمة أخرى للنص السابق:
في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار القديسين أباكير ويوحنا. ومن أمرهما أنهما بعد نيلهما إكليل الشهادة كما هو واضح تحت اليوم السادس من شهر أمشير حمل أعضاءهما بعض المؤمنين ووضعوها في كنيسة القديس مرقس الإنجيلى التي كانت قبل الإسكندرية. وظلت الأعضاء موضوعة هناك إلى زمان القديس كيرلس الكبير عمود الدين الذي ظهر له ملاك الرب وأمره أن ينقل الأعضاء. فمضى مع جماعة من الشعب ونقلوها بكرامة عظيمة إلى كنيسة القديس مرقس الإنجيلى الثانية التي علىالبحر. إلى أن بنوا على اسم القديسين كنيسة ونقلوا أعضاءهما اليها، وثبتوا لهما هذا العيد في مثل هذا اليوم من كل سنة. وقد شرف الله قديسيه بآيات كثيرة بركة صلاتهما فلتكن معنا. ولربنا المجد دائما آمين.