قديسو اليوم: 6 آذار 2017
ثم ان والي ايسوريا سمع بأن هذا القديس يعظ بايمان المسيح ويحتقر آلهة الوثنيين، فاستنطقه، فجاهر بايمانه، مزدرياً بالاوثان. فأمر الوالي، فجلدوه جلداً عنيفاً، فوثب الشعب الحاضر على الجند وخلَّصوه من ايديهم وأتوا به الى بيته، وضمدوا جراحه حتى شفي وعاش نحو سنتين، ثم رقد بالرب في القرن الاول للميلاد. صلاته معنا. آمين.
الاثنان والأربعون شهيداً (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
لما اجتاحت الجيوش العربية في القرن التاسع مناطق آسيا الصغرى، طوّقت مدينة عمورية في إقليم فريجيا بسوريا وشددت الحصار على المدينة، واستبسلت المدينة طوال شهور عديدة. لكن أحد أبناء المدينة خان أهله ففتح الأبواب، فدخلوها وأعملوا السيف في رقاب أهلها. وجمعوا القواد الاثنين والأربعين معاً وجردوهم من أسلحتهم وساقوهم الى بلادهم وطرحوهم في غياهب السجون... وهكذا ظلوا سبع سنوات يعانون الأسر والضيق والجوع. أخيراً صمم الأعداء على قتلهم، فأخرجوهم واستعرضوهم واحداً واحداً فقطعوا رأسهم، الواحد تلو الآخر، وماتوا شهداء من أجل إيمانهم وكان ذلك في سنة 845 في عهد الخليفة الواثق بالله ابن المعتصم.
الشهداء الـ42 الذين في عموريّة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية(
استُشهد هؤلاء القدّيسون زمن الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث (842 – 867) والخليفة العباسي الواثق بالله (842 – 847).
كانوا قد وقعوا في أسر العرب المسلمين سنة 837م حين كان الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس، المحارب للأيقونات، بعد في الحكم.
جرى القبض عليهم إثر سقوط مدينة عمورية في فيرجية العليا نتيجة خيانة أحد المقدّمين واقتباله الإسلام.
أُعمل السيف في رقاب الناس وأُخذ هؤلاء الإثنان والأربعون أسرى إلى سورية مصفّدين بالحديد حيث أودعوا، في مكان ما، سجنًا مظلمًا لسبع سنين.
قصدُ الخليفة كان أن يحوِّلهم عن إيمانهم بالمسيح وجلبهم لإيمانه، لهذا السبب مارس عليهم ضغوطًا شديدة.
حاول إضعاف معنوياتهم بشتّى الطرق. عرّضهم للجوع والعطش وتركهم طعمًا للحشرات، كما لم تُتح الظلمة لأحد منهما أن يرى رفيقه.
رغم كلّ شيء ورغم الوهن الشديد الذي أصاب أبدانهم، كانوا بسلاء، أقوياء في النفس حتى لم تنجح محاولات مرسلي الخليفة في حملهم على الكفر بإيمانهم والظهور علنًا بمعيّة الخليفة لأداء الصلاة.
بقي هؤلاء الشهداء القدّيسون ثابتين على الإيمان بالمسيح إلى النهاية وكانوا، على ما قيل، يؤدون الصلوات في حينها ويرددون مزامير داود النبي شاكرين الله لأنه أهّلهم لأن يتألّموا من أجله.
وفي الخامس من آذار سنة 845م صدر بحقّهم حكم الموت. فجاء المدعو باديتزاس، وهو الخائن الذي أسلم عمّورية، ناقلاً لهم الخبر وحاثًا إياهم على نكران المسيح والانضمام إلى الخليفة في صلاته فلم يلقَ لديهم أذنًا صاغية.
في صباح اليوم التالي قُطعت رؤوس القديسين الواحد تلو الآخر. وكان هؤلاء يتقدمون بهدوء وثقة بالله وكانت عليهم نعمة.
إثر استكمال إعدام الشهداء، أُستدعي باديتزاس، الذي خانهم، وقيل له: لو كنت مستقيمًا لما أسلمت مدينتك، ولو كنت صالحًا لما كفرت بدينك. ولما قيل له هذا، صدر أمر بقُطع رأسه. وهكذا كان.
دوّن حادث استشهاد هؤلاء القديسين أحد معاصريهم المدعو أفوذيوس.
تذكار الشهداء والأربعين الذين من عموريّة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
إنّ ذبح الإثنين والأربعين قائداً مسيحيّاً، من قوّاد الجيوش البيزنطية ، بسيف العباسيين في بغداد، لأنّهم وهم في الأسر ثبّتوا بشهامة وأنفة على دين آبائهم وأجدادهم، لهو من الحوادث المروّعة التي يذكرها الكتبة الكنسيّون بعاطفة بليغة من الإعتزاز والفخار.
كانت الجيوش العربية في ذلك القرن التاسع، على إيام هرون الرشيد والمأمون وخلفائهم، تجتاح البلاد الرومية في آسيا الصغرى، وتعود أحياناً ظافرةً مثقلةً بالغنائم.
فجاءت يوماً وطوّقت مدينة عمّورية في إقليم فريجيا، وشدّدت عليها الحصار. فاستبسلت حاميتها وصمدت للعدو أشهراً طوالاً. لكن أحد الخوَنة من الروم فتح الأبواب للعرب، فدخلوها وأعملوا السيف في رقاب أهلها، وذبحوا الحامية عن آخرها. إلاّ أنّهم أبقوا على القوّاد، وكانوا إثنين وأربعين قائداً. فجرّدهم من أسلحتهم، وصفدوهم بالحديد، وساقوهم إلى بلادهم، وطلرحوهم في غياب السجون.
وعلّل العرب النفس، بعد أن أذاقوهم مرّ العذاب والهوان، بأن يحملوهم على انتحال الإسلام، كما فعل غيرهم. لكن أولئك القوّاد البواسل آثروا السجن والموت على أن يكفروا بإله حداثتهم وربّ عيالهم وأولادهم. وشدّد العرب عليهم في أسرهم، فلم ينالوا من ثباتهم مأرباً. وكانوا كلّ يوم يعلّلونهم بالحرّية وبالعودة إلى أنسبائهم وأولادهم، على شرط أن يكفروا بالمسيح ويؤمنوا برسالة محمد ويختتنوا ويقيموا الصلاة مع الخليفة. ولم يكتفوا بإثارة عواطفهم، بل أرسلوا إليهم علماءَهم ليقنعوهم بحقيقة الإسلام، فوجدوهم قلوباً أصلب عوداً من قناة الرماح وأرهف جدّاً من أسنّة السيوف.
وبقي أولئك الأبطال سبع سنوات يعانون الأسر والضيق والجوع والعريّ، وقد أكلتهم الأوساخ وأنحلت أجسامهم ظلمة السجون، وهم صابرون على الضنى، متوكّلون على الله، راسخون في إيمانهم، ثابتون في عزيمتهم. كانوا أبناء البيوتات الكبيرة وأولاد الترف والنعم، وكان بعضهم من إشراف البلاط ومن فرقة الحرس الملكي. لكنّهم ذكروا إله أمهاتهم وقربان هياكلهم، وذكروا إيمان نسائهم وأولادهم، فآثروا ذلك الموت المستطيل على ان يخونوا العهد الذي قطعوه مع المسيح الملك.
فلمّا رأى العرب أن لا حيلة لهم مع أولئك الشجعان، صمّموا على قتلهم. فأخرجوهم إلى ضفاف دجلة واستعرضوهم واحداً واحداً. ونادى عريفهم الضابط الذي كان يراه متزعّماً بينهم، وهو ثاوذورس كراتيروس، وقال له: أنت كنت كاهناً وخلعت الثوب الرهباني وذهبت وراء الدنيا وطلبت المجد في الجندية، فكيف لا ترضى الآن بالعودة إلى المجد والحرّية وأطايب الحياة؟ - فأجابه ثاوذورس: هو السبب الذي من أجله أفضّل الموت على الحياة. فإنّي بآلامي وموتي اكفّر حياتي. ما قولك في عبدٍ لك هرب من بيتك ثم عاد يجاهد ويموت في سبيلك، ألا تصفح عنه؟ - قال العريف: أصفح. – فقال القائد: أذن يصفح الله عنّي. – فقال: أنّك تموت بهذا السيف. وشهر سيفه، فمدّ ثاوذورس عنقه، فرماه. وتقدّم أولئك الشجعان واحد فواحد، فضرب العرب أعناقهم. ففازوا الفوز العظيم في تلك المعركة الأخيرة، وكانت أشد هولاً من كل ما لاقوه في ساحات الوغى. فهناك كانت الأوطان والأخوان والبسالة والحماسة والطبول والأبواق والأعلام والأصوات تدفعهم فيستبسلون. أمّا هنا فالشتيمة والذلّ والأسر والضعف والغربة المريرة والعائلة البعيدة. لكن إيمانهم كان حيّاً عظيماً، فسمّوا أنفسهم إلى الأعالي فانتصروا، وعادوا إلى الملك السماوي الأكبر مكلّلين بغار الظفر. وكان ذلك سنة 845 على عهد الخليفة الواثق بالله بن المعتصم.
وأمّا ذاك الخائن المدعوّ بديزس فقد لقي هو أيضاً حتفه. لأن الخليفة انتهره وقال: لو كنت أميناً مثل أولئك لربّك لما أقدمت على فعلك. فأمر به، فضربت عنقه.
إنّ حادث إستشهاد هؤلاء القوّاد الأبطال كتبه المؤرّخ أفوذيوس المعاصر لهم، وذكره غيره من الكتبة البيزنطيين أمثال كذرينس وزوناراسويوحنّا الككليتس ولاون وغيرهم. وكتب عنهم روربخر صاحب التاريخ الكنسي المسهب كتابةً بديعة بقلمه الشائق.
نياحة القديس اوسطاثيوس بطريرك إنطاكية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم من سنة 330 م. تنيح القديس أسطاثيوس بطريرك إنطاكية في منفاه، وذلك انه قدم بطريركا علي إنطاكية في زمن الملك البار قسطنطين الكبير وكان عالما تقيا وشهد مجمع نيقية ووافق الآباء علي قطع اريوس ونفيه هو والقائلين بتعاليمه وهو أوسابيوس الينقوميدي وثاؤغونيوس أسقف نيقية وأوسابيوس أسقف قيسارية وبعد انتهاء المجمع وعودة الآباء إلى كراسيهم اتفق هؤلاء المقطوعين فيما بنيهم علي إن يتظاهروا بالرغبة في الذهاب إلى بيت المقدس ولكنهم ذهبوا إلى إنطاكية وهناك أغروا امرأة زانية ببعض المال ووعدوها بأكثر مقابل إن تتهم هذا القديس انه قد انجب منها ولدًا. فآخذت المال وذهبت إلى الكنيسة وقالت كما لقنوها أما هم فتظاهروا بتكذيبها وقالوا لها: قدمي دليلك إن كنت صادقة فيما تقولين. نحن لا نقبل قولك إلا إذا حلفت علي الإنجيل إن هذا الذي ادعيته علي هذا الآب صحيح. فحلفت لهم، حينئذ قالوا ليس بعد القسم شئ. ثم حكموا بسقوط القديس من درجته وابلغوا قسطنطين الملك قائلين له إن مجمع كهنة حكم بسقوط الأب أسطاثيوس بطريرك إنطاكية فصدق الملك قولهم ونفاه إلى ثراكي حيث لبث القديس بها حتى تنيح إلا إن الله لم يغفل عن إظهار الحقيقة فان المرآة قد مرضت مرضا طويلا متي نحل جسمها وتيقنت إن الذي أصابها إنما كان بسبب قذفها القديس بما ليس فيه. فاتت وأقرت أمام هل المدينة ببراءته وكذبها فيما ادعت به عليه وقالت إن هؤلاء هم الذين الجأوها إلى ذلك نظير مبلغ من المال وإن الولد الذي معها هو من رجل اسمه كاسم القديس أسطاثيوس. فأقنعوها بان تحلف وتقصد في قلبها الرجل صاحبها فتنجو من خطر الحلف كذبا وهكذا ظهرت براءة هذا القديس وعاد الكهنة إلى ذكر اسمه في القداس. وقد مدحه القديس يوحنا ذهبي الفم في يوم تذكاره. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.