قديسو اليوم: 5 كانون الثاني 2017
واثار داكيوس قيصر الاضطهاد على النصارى، فذهب بولا واختبأ في بستان له على ضفاف النيل، ولما شعر ان صهره يريد ان يوشي به طمعاً بميراثه، حزن لتلك الخيانة الفظيعة، وترك عزلته وماله وشقيقته، وسار الى برية تيبايس فتنسك هناك، يقتات من ثمر النخل ويكتسي باوراقه، عائشاً على الارض مثل ملاك في السماء، الى ان بلغ من العمر مئة وثلاث عشرة سنة.
فأوحى الله الى انطونيوس في الحلم ان بولا الناسك اقدم منه واكثر قداسة. فسار يطوف تلك الفلوات حتى عثر على مغارة بولا. فتعانقا كأنهما صديقان من زمن بعيد.
ويُروى ان غراباً جاءهما برغيف خبز. فقال بولا:" تبارك الله الذي ارسل لنا كفافنا! ان هذا الغراب يأتيني منذ ستين سنة، كل يوم بنصف رغيف، واليوم، لاجلك اتاني برغيفٍ كامل". وصرفا الليل كله بتلاوة المزامير وتسبيح الله.
وفي الغد قال بولا لأنطونيوس: قد دنا اجلي فارسلكَ الله إِليَّ لتَدفُن جسدي وتُرجع التراب الى التراب. فأسألك ان تذهب وتأتيني بالرداء الذي وهبك اياه البطريرك اثناسيوس وتجعله كفناً لي بعد موتي.
فذهب انطونيوس ليأتيه بالرداء. ولما عاد اليه بالمطلوب وجده ميتاً. فكفَّنه برداء البطريك ودفنه. ثم رجع، متزوداً ثوب بولا الذي نسجه من ورق النخل. وكان يلبسه انطونيوس في عيد الفصح وعيد العنصرة، تبرُّكاً منه. وقد قصّ رهبانه كل ما جرى بينه وبين القديس بولا الذي كانت وفاته سنة 343. صلاته معنا. آمين.
القديسين الشهيدان ثيوبمبتوس وثيوناس ( بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ورد عن ثيوبمبتوس أنه من أصل كيليكي وإنه تسقّف على نيقوميذية، العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية. فلما حمل ذيوكليسيانوس على المسيحيين حملة شعواء، جرى القبض على ثيوبمبتوس وإيقافه في محضر الإمبراطور. وقد عرض ذيوكليسيانوس على الأسقف الكفر بالمسيح والعودة إلى آلهة الآباء والأجداد أو يموت، فلم يسايره ثيوبمبتوس ولا تردّد لديه في إعلان إيمانه النهائي بالمسيح يسوع رباً وإلهاً. فضُرب وجُوِّع وأُلقي في آتون متَّقد فحفظته نعمة الله فلم يحترق. وإذ استدعى الإمبراطور ساحراً اسمه ثيوناس ظنّاً منه أن في الأمر سحراً. أعدّ له هذا الأخير شراباً مميتاً. فلما قُدِّم إليه أخذه ورسم عليه علامة الصليب واحتساه بلا خوف فلم يؤذه. إذ ذاك تمّ فيه القول السيّدي: "هذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي وي ويتكلّمون بألسنة جديدة. يحملون الحياة وإن شربوا شيئاً مميتاً فلا يضرّهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مرقص17:16_18). وانتظر الحاضرون أن يسقط ثيوبميتوس صريعاً بين لحظة وأخرى فلم يسقط. فلما طال انتظارهم، على غير طائل، أيقن ثيوناس الساحر، وهو العليم بمفعول السم، أن في الأمر ما هو أعظم من سحره وأفعل. وإذا اخترقته النعمة الإلهية أعلن إيمانه بالمسيح هو أيضاً. ولكن لم يحمل أحد الحاضرين قوله على محمل الجدّ، إلى أن كرّر اعترافه بالمسيح بإصرار. إذ ذاك أوقف وحُكم عليه بالموت. أما ثيوبمبتوس فقُطع رأسه وأما ثيوناس فدفن حيّاً في حفرة عميقة أُعِدَّت لذلك.
وفي هذا اليوم أيضاً : القديسة البارة سنكليتيكي
إذا كان القديس أنطونيوس الكبير، في عرف الدارسين، أب الرهبان، فالبارة سنكليتيكي هي أم الراهبات.
أما سيرتها فتُنسب إلى القديس أثناسيوس الكبير (296 -373م). وثمة من يدعى أنها اهتمت به لما توارى ست سنوات عن الأنظار في أحد الأديار.
أصلها من مقدونية، من عائلة نبيلة تقية. كان والداها مؤمنين تقيين. ولتقواهما انتقلا إلى الإسكندرية بعدما بلغهما صيت التقى بين الناس فيها. كان لها ثلاثة إخوة، أخوين وأختاً. أحد الصبيين قضى ولداً والثاني في سن الخامسة والعشرين فيما كانت يُعد العدة لزفه. أما الشقيقة فعميت.
تمتعت سنكليتيكي، في شبابها، بجمال آخاذ. فأقبل الشبان عليها يطلبون ودها. وقد حثّها والداها على الزواج فلم ترد لأنها كانت قد وضعت في قلبها أن تحفظ البتولية عذراء للمسيح. كيف لا وقد اهتمت بزينة الفضيلة دون الأساور والذهب منذ وقت مبكر من حياتها حتى أضحت صلبة صلابة الماس في نبذها أباطيل هذا الدهر. فلما أيقن أبواها أن قلبها مائل عن الزواج إلى الحياة الملائكية الفضلى كفا عن إقلاقها واستودعاها مشيئة الله. مذ ذاك أخذت تجتنب الخلطة بالناس وتضيق على نفسها بالأكثر، مهتمة، بالحري، بالتأدب بما لله والصلاة.
كذلك شرعت سنكليتيكي تصوم عن أطايب الطعام مكتفية لجسدها بما هو ضروري. شحب لونها لكن قويت روحها وتشدد قلبها. نسكها أخفته عن العيون اتقاء لمدائح الناس. فلما رقد والداها هجرت بيتها ووزعت ميراثها على الفقراء والمعدمين وانتقلت وأختها العمياء، التي شاركتها هم القداسة. إلى مدفن قريب من المدينة فأقامت فيه على غرار ما فعل القديس أنطونيوس الكبير.
وإن هي إلا فسحة من الزمن حتى خطت سنكليتيكي نحو الانقطاع عن العالم خطوة جديدة. فعمدت إلى قص شعرها. الشعر للنساء، كان ولا يزال، أثمن الزينة. وكن يومذاك يعبرن عنه باللفظة عينها التي تعني "العالم"، وفي اليونانية "كوزموس". فكأن سنكليتيكي، أرادت، بما فعلته، أن تقطع كل رباط لها بالعالم.
سيرة القديسة، في هذه المرحلة الجديدة من حياتها، أضحت، على حد تعبير مترجمها، رسولية. فالإيمان الحي والفقر الإرادي والتواضع العميق والمحبة المتقدة أضحت الفضائل التي كانت تتلألأ فيها. لم يعد طعامها غير الخبز تتناوله و لا تشبع منه، و لم يعد شرابها غير الماء. وقد كال لها الشيطان تجارب جمة قاسية ليثنيها عن عزمها فلم يقو عليها بنعمة ربها. وعلى قدر ما كانت تجاربها كان نسكها. تخفف منه متى خفت حدته وتتشدد فيه متى اشتدت وطأنه. وكانت تجمع إلى الصلاة والنسك ثقة بالله بنوية لا تتزعزع وتسليماً كاملاً.
ورغم محاولات القديسة لإخفاء سيرتها الداخلية تواضعاً. الأمر الذي أسف له مترجمها لأنه لم يتمكن من تسطير غير القليل عنها، فإن رائحة فضيلتها الطيبة ما لبثت أن فاحت هنا وهناك فاجتذبت أعداداً من الفتيات العذارى اللواتي شققن طريقهن إليها إما ليتخذنها قدوة و مثالاً و إما لينتفعن من مشوراتها الخلاصية. موقف القديسة كان متحفظاً كل التحفظ. لسان حالها كان "لا تسلب الفقير لأنه فقير" (أمثال22:22). لكنهن أصررن فأذعنت.
ثابرت سنكليتيكي على ممارسة الفضيلة و الأعمال الصالحة حتى سن الثمانين حين سمع الرب الإله لإبليس أن يسيء إليها كما أساء لأيوب الصديق. عذابات أيوب دامت خمسة وثلاثين عاماً. أما عذابات سنكليتيكي فدامت ثلاث سنوات ونصف السنة. وقيل عادلت أيوب لأنها كانت على درجة عالية من الحدة و الاستمرارية. فلقد أشعل إبليس في الأعضاء الداخلية لبدن القديسة، لاسيما الرئتين ناراً مصحوبة بحمى حادة تآكلتها كمبرد خفي دون أن تهادنها لا في ليل و لا في نهار.
من الصعب وصف الجلد الذي واجهت به سنكليتيكي الأوجاع المبرحة التي ألمت بها. فلقد بدا أن روحها كانت تقوى بمقدار ما كان جسدها ينوء تحت أدوائه. لا نفذ صبرها و لا تضجرت من طول آلامها. لم تنقصها الشجاعة البتة على مقاومة عدو الخير. و لا وهنت عزيمتها في الذود عن العذارى اللواتي اؤتمنت عليهن من لدن الله. ثابرت على تزويدهن بنصائحها وإرشاداتها إلى النهاية.
لسان حالها كان: "إذا أثقل علينا المرض فلا نكتئبن كما لو أن وهن الجسد يحول دوننا و التسبيح. لأن كل ما يحدث لنا يكون لخيرنا وتنقيتنا من شهواتنا. و الحق يقال أن الصوم والنسك لا يوصى بهما إلا بسبب هذه الملذات. فإذا أضحى المرض منخس الصوم و النسك فإن ممارستهما تصبح غير مجدية. لذلك النسك الكبير يكون هذا: أن يصبر المرء في أوان المرض ويرفع لله تسابيح شكرية".
ولما رأى الشيطان أن مرض القديسة لم يحل دون استمرارها في الاهتمام بعذاراها ضربها في حنجرتها فسكت ينبوع المياه الحية المتدفق من فمها. ولكن، كان مرأى القديسة وروحها العالية كافيين لثباتهن. لقد أضحت جراحها دواء خلاصياً لنفوسهن.
ثم أن وجعاً جديداً ألم بها ما لبث أن تفاقم. فإن أحد أضراسها التهب وامتد الالتهاب ليشمل اللثة برمتها. فلم يمض عليها أربعون يوماً حتى أضحى فمها في أسوء حال وكانت تخرج منه رائحة منفرة لا تطاق. بالجهد تمكنت العذارى من خدمتها. و كن ملزمات أحياناً بإشعال البخور لتطغى رائحته على رائحة العفونة والنتن. لم ترض القديسة أن يخفف عنها بعلاج أو بطيب تدهن به. كانت تعتبر أنها قد بلغت في جهادها مرحلة متقدمة ولم ترد العودة إلى الوراء. أخيراً أذعنت للطبيب أن يدهن بعض جسدها بطيب تخفيفاً من حدة الرائحة الكريهة المنبعثة منها و رأفة بعذاراها اللواتي عانين الأمرين في خدمتها.
أخيراً بعدما غادرها النوم و استحال عليها أن تتناول الطعام لاحت في الأفق خاتمة جهاداتها و ساعة الظفر فعزاها الرب الإله بظهور للملائكة ولعذارى قديسات دعونها لموافاتهن إلى السماء. كما عاينت النور الإلهي الذي لا يعبر عنه و نعمت بذوق الفردوس الذي كانت مقبلة إليه. فلما عادت إلى نفسها تكلمت وزودت العذارى بإرشاداتها حاثة إياهن على الجهاد بشجاعة وعدم الاستسلام للضعف. ثم أردفت أنها سوف تذهب عنهم بعد ثلاثة أيام. وحددت لهم ساعة فراقها. فلما زفت الساعة زفتها الملائكة إلى الرب الإله.
من أقوالها:
التطرف مفسد على الدوام.
عندما نكون في دير مشترك فلنؤثر الطاعة على النسك لأن هذا يعلم التشامخ وذاك التواضع.
لماذا تمقت من أحزنك؟ ليس هو الذي ظلمك بل الشيطان. أنك مدعو لأن تمقت المرض لا المريض.
كما أن الدجاجة عندما تغادر البيضة تهملها. هكذا حال الراهب أو العذراء، عندما ينتقل من موضع إلى آخر، يفتر وتنطفئ جذوة الإيمان فيه.
يكثر في البداية التعب والجهاد عند الذين يتقدمون نحو الله، لكن، بعد ذلك، يغمرهم فرح لا يوصف. وهم كالذين يريدون إشعال النار فيلفحهم الدخان وتدمع عيونهم، لكنهم يبلغون إلى ما يرومون.
إذا تقدمنا في الفضيلة فلنحرص على إخفائها. أما إذا كان فينا ضعف يحدونا إلى الكلام عما صنعناه من صالحات فلنحرص أيضاً على التكلم عما ارتكبناه من سيئات. فإذا كان الخجل يمنعنا فكم يجب علينا، بالحري، أن نسكت عما يغضب الله إذا كشفناه.
تذكار القديسين الشهيدين ثاوبمبتس وثاونا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان ثاوبمبتس من كيليكية، ونال إكليل الإستشهاد على عهد ذيوكلسيانس. فقد أذيق مرّ العذابات قم قُطع رأسه.
أمّا ثاونا، فكان رجلاً وثنيّاً ساحراً. فلمّا رأى المعجزات التي حدثت عند إستشهاد ثاوبمبتس، وشاهد تلك الشهامة المتجلّية فيه، وكيف أقدم على الموت غير هيّاب ولا متردّد، مجاهراً بإيمانه بالمسيح وبمحبّته له، أعجب بتلك النفس العالية، وتحرّك قلبه للإيمان بتلك العقائد السامية التي يُقدم المرء على أن يموت في سبيلها. فصرخ هو أيضاً في حضرة الوالي: أنا مسيحي! فظنّه الحاضرون ساخراً، فضحكوا. لكنّه أعاد الكرّة بجد وقال: أنا حقّاً مسيحي. وأنا مستعد أن أموت دفاعاً عن هذه الديانة الشريفة السامية.
فأمر به الوالي، فطُرح في بئرٍ عميقة وسُدَّ عليه بابها بالحجارة. فمات خنقاً، ونال إكليل الشهادة.
أن أسرار الله غامضة. وقد قال الرب: يأتو ن من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إسحاق ويعقوب. فهوذا ثاوبمبتس قد أنهى حياة تقىً وفضيلة بإكليل الشهادة.
وهذا ثاونا عاش في الوثنيّة وفي أعمال السحر، وفي آخر ساعة مات شهيداً وقديساً! على أنّه لا بد أن يكون له أمام الله أفضال سنيّة حفظها له العلي إلى يومه الأخير، فكافأه عنها بإكليل الإستشهاد.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: البتول البارة سنكليتيسكي
نبتت سنكليتيسكي في بيتٍ شريف كثير الخيرات وافر الغنى. لكن الفضيلة المسيحيّة كانت الكنز الثمين المصون بحرص في تلك الأسرة التقيّة الفاضلة.
كبرت سنكليتيسكي ورأت حولها نعيماً كثيراً، لكنّها لم تعلّق قلبها به، لأنّها كانت قد اختارت نصيباً أكمل وغنى أوفر. فأنّها جعلت جواهرها في فضائلها، وزيّنتها في تقواها وحشمتها. فلم تعد تحفل بشيء من بهرجة الدنيا وكبريائها، ولم يعد يغرّها مال أو غنى أو ترف. فكانت كثيرة الصلاة والتأمّل، وتُميت جسدها بأنواع الصيامات والتقشّفات. ورغم ذلك كلّه كانت الإبتسامة الحلوة لا تفارق محيّاها، واللطف يقطر من شفتيها في مجالسها وأحاديثها.
وكان لها أخوان فماتا. ومات أبوها، فأصبحت وريثة تلك الأسرة الكثيرة الغنى، مع أختٍ لها عمياء، ولكن تقيّة فاضلة على مثالها. ولمّا كانت ذات جمال رائع، رغب كثير من الشبّان الإشراف في خطب ودّها ونيل رضاها. فامتنعت عنهم. واتّفقت مع أختها، فوزّعت ما تركه لها والدها من الثروة الطائلة على الفقراء، وعزمت على أن تقضي حياتها في أعمال النسك والصلاة والتعبّد.
وكان في أرض لها قبر مصري قديم مبني بالحجارة الضخمة. فتركت قصرها وذهبت إلى القبر، فسجنت فيه نفسها، وبدأت هناك حياة العبادة والإنقطاع عن الدنيا.
وأخذت تلك الفتاة النحيفة الجسم تمارس في خلوتها، فقصّت شعرها، ومنعت نفسها عن كل مأكول ومشروب، ما عدا خبز النخالة والماء. وجعلت أرض ذلك القبر مرقداً لها. وأخذت تحيي معظم الليالي بالصلاة ومناجاة الخالق.
إلاّ أن عدو كل خير لم ترُق له تلك الفضيلة السامية، فجمع قواه ليهاجم تلك الفتاة الضعيفة القويّة. فصبّ سخطه عليها، وبدأ يُصليها ناراً حامية بالتجارب الدنسة. لكنّها لم تجزع، بل صمدت له وجعلت تلقى سهامه بإذلال جسدها أكثر بالصيامات الشديدة المتواصلة والإتّضاع العميق. وهكذا قضت سنين طويلة ملاكاً سماويّاً، بجسد ذليل مائت.
وأراد الله أن يكلّل فضلها وفضيلتها بأجور جديدة ونعم غزيرة، فابتلاها بأمراض ثقيلة، بقيت تتألّم منها مدّة سنوات متوالية. وساءت حالها، وأخذت الروائح الكريهة تنبعث من جروحها، حتى لم يعد أحد يستطيع الدنو منها. ورغم ذلك كلّه كانت دائمة الإبتسام، جميلة في صبرها وتسليمها لمشيئة المولى.
وقبل وفاتها عزّاها الله برؤيا سماويّة، شاهدت فيها نفسها تنعم بصحبة الملائكة والبتولات القدّيسات. ثم رقدت رقاد الأبرار، وذهبت إلى خدر الفادي الإلهي، لتنضمّ إلى طغمات العذارى البارات، اللواتي يتبعن الختن أينما ذهب.
استشهاد القديس انبا بساده اسقف ابصاى (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم الأنبا بسادي أسقف ابصاي، وذلك لما بلغ الملك دقلديانوس إن بسادي وغللينيكوس الأسقفين يثبتان المسيحيين علي الإيمان، ويعطلان عبادة الأوثان، أرسل يستحضرهما، فطلب الأنبا بسادي من الرسول إمهاله ليلة واحدة، فأمهله فذهب إلى الكنيسة، ودعا الشعب، وأقام القداس الإلهي، وقربهم من الأسرار المقدسة، وأوصاهم بالثبات علي الإيمان المستقيم، ثم ودعهم وسلم نفسه للرب، ومضي به الرسول إلى أريانوس والي انصنا، فلما رأي وجهه المنير وما هو عليه من الهيبة، عطف عليه وقال " أنت رجل موقر، فأشفق علي نفسك وأطع أمر الملك "، فأجابه " يستحيل إن استبدل ملكوت السموات بحياة زائلة "، وبعد مفاوضات كثيرة بينهما أمر الوالي بتعذيبه بالهنبازين، وإلقائه في مستوقد حمام، وكان الرب يحفظه ويقيمه سالما بغير ألم، وبعد هذا أمر الوالي بقطع رأسه، فنال إكليل الحياة في ملكوت السموات.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.