قديسو اليوم : 29 نيسان 2016
وقد أظهر لها يسوع قلبه وجراحاته الخمسة حتى انطبعت فيها. وكانت أمها تهتم بتزويجها. الا ان كاترينا قصت شعرها علامة الثبات في نذرها بتوليتها لله. فشق ذلك على أمها، فأنبتها واشغلتها بمهام البيت. انما ابوها جعلها تتفرغ لامر دعوتها. ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها، اتشحت بثوب الراهبات الثالثات واستمرت متشحة به وهي في بيت والديها. وقد ضاهت بحياتها القشفة اكابر النساك بمَا كانت تمارسه من الاصوام والتقشفات حتى الجلد ولبس المسح وزنار من حديد شائك.
ولما اصيحت في أسمى درجة من الكمال، كان الرب يتراءى لها ويعلمها ما تقصر عن معرفته اعاظم الفلاسفة واللاهوتيين. فكانت ترشد الجميع وتمارس افعال المحبة للقريب وتحسن الى الفقراء من ثروة والديها، وتخدم المرضى.
وقد شرفها الله بموهبة صنع المعجزات الكثيرة. ولشدة تأملها بآلامه، تراءى لها المسيح مصلوباً ونفذت انوار جراحاته في قلبها. كانت ترى بعين دامعة ما حل بالكنيسة من الانشقاق والتنازع فذهبت الى البابا غريغوريوس في أفينيون في فرنسا، بعد ان كتبت اليه رسالة ملؤها التوسل بالدموع. فأقنعته بالرجوع الى روما مع حاشيته. بعد أن أقامت البابوية في فرنسا نحو سبعين سنة (1309 – 1377). وكان الفضل لكاترينا ايضاً في اخماد نار الثورة في فلورنسا. وبمسعاها وكتاباتها الى الملوك والامراء في ايطاليا وفرنسا واسبانيا وانكلترا والمانيا، كان الاعتراف بالبابا اوربانوس السادس الشرعي ونبذ اكليمنضوس التاسع البابا الدخيل. واستدعاها البابا اوربانوس السادس، فقامت تخطب فيمجمع الكرادلة، وتبيّن لهم بفصاحة عن سلوك العناية الربانية في تدبير الكنيسة. ورغماً عن كل ما كان لها من شأن ونفوذ لدى عظماء الدنيا ومدح وثناء على ألسنة الناس، كانت تتستر وراء حجاب الوداعة والتواضع.
وبعد أن أكملت شوطها النبيل في مثل هذا الجهاد البطولي والشريف، رقدت بالرب في روما في 25 نيسان سنة 1380 مملوءة قداسة وفضلاً، وهي لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر. ولها كتابات قيمة اهمها كتاب "العلم الالهي". وقد احصاها البابا بيوس الثاني بين القديسين عام 1461. صلاتها معنا. آمين!
القدّيسين الرسولين ياسون وسوسيباتروس ورفاقهما (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
أصل القدّيس ياسون من طرسوس الكيليكية. فلما قام اليهود في المدينة، حسدوا الرسول بولس ورفيقه سيلا، ولكنهم صادفوا ياسون الذي استضاف الرسولين، وجرّروه أمام الولاة متهمين إياه بإيواء قوم ينازعون سلطة قيصر. فأزعجوا الجميع وحكّام المدينة الذين سمعوا هذا. فأخذوا كفالة من ياسون ومن الباقين ثم أطلقوهم".
بعد ذلك لحق ياسون بالقدّيس بولس في رحلته إلى مقدونيا وآسيا, برفقة تلاميذ آخرين بينهم سوسيباتروس، التصقا ببولس. وقد ورد في التراث أن بولس كلّف ياسون بكنيسة طرسوس، فيما كلّف سوسيباتروس بكنيسة أيكونيوم.
بعد أن ثبّت الرسولان دعائم المسيحية في هاتين المدينتين، ارتحلا إلى الغرب ليكرزا بالإنجيل. ورفعا أناشيد متواترة لتمجيد الله فاجتذبا العديد من الوثنيّين إلى الإيمان، أي إلى التسبيح القويم لله.
أقلق نجاحاهما ملك الجزيرة، فاستحضرهما لإجبارهما على التضحية للإلهة، ولما لم يتجاوبا معه، ألقيا في السجن بانتظار صدور الحكم عليهما. التقيا في الحبس سبعة لصوص، وقد تمكن الرسولان بنعمة الله وصبرهما في الشدائد من هداية اللصوص إلى الإيمان القويم، وإضافة إلى أنطونيوس الجلاد، هذا جذبه الطيب والنور الإلهيان اللذان كانا ينبعثان من السجن. وسأل الملك أنطونيوس الجلاد لما تخلى عن دين آبائه, فأجابه برسم إشارة الصليب على الملك. فقطع الملك يد أنطونيوس. وامر بقطع رأسه خارج المدينة. وأخذ بعض الأتقياء المسيحيّين، جسد أنطونيوس الجلاد ودفنوه في كنيسة القدّيس استفانوس.
إذ ذاك اقترح كيركيليانوس على كلٍّ من ياسون وسوسيباتروس أن يتبارزا واحد السحرة لديه. ولما بدأ الساحر بتلاوة شعوذاته اضطربت الحيوانات والطبيعة في الجوار. فأصاب كل الحاضرين الدهش لهذه القوى الشيطانية ما خلا القدّيسين الرسولين اللذين دعيا باسم الربّ فسقط الساحر للحال صريعا. فاغتاظ الحاكم وأمر بإعادة الرسولين إلى السجن. وفي الغد, أخضعا للاستجواب أمام الوالي، وعاينت كيركرة ابنة الملك المحاكمة، وعلمت أن هؤلاء الرجال يكابدون التعذيب من اجل المسيح. فهتفت :"أنا أيضا مسيحية". وصعق الملك لهذا المشهد. وحاول أن يقنع ابنته بالعدول عما أبدت. ولما رآها مصرّة هدّدها بالتعذيب والموت، فتمسّكت بالأكثر، وقامت بتوزيع ما لديها للفقراء وأخذت تستعدّ لاقتبال الشهادة. فألقيت بالسجن، بناء لطلب أبيها الملك، أوفد عسكري حبشي ليذلها، لكنها هدته إلى المسيح ودعته خريستوذولوس. فقبض عليه عندما ظهر في المدينة وأسلم للتعذيب إلى أن قطعه الوالي إلى اثنين.
تذكار القدّيسين الرسولين ياسون وسوسبتير (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان اليهود ألدّ أعداء بشارة الإنجيل في الأجيال الأولى للكنيسة، ولاسيّما في عهد الرسل. فمنهم من كانوا يقاومون تلك البشارة بدافع الغيرة على سنن آبائهم وأجدادهم، أمثال بولس قبل ان دعاه الله الى أثقال وأمجاد البشارة. ومنهم من كانوا يُقدمون على ذلك العداء حسداً وضغينةً.
ولمّا كان الشعب اليهودي منتشراً في كل مدن المملكة الرومانية، سعياً وراء الرزق والمكسب ، فإن الرسل وجدوهم دائماً في طريقهم، وكان أكثرهم حاملين علَم المعارضة في وجه البشارة بإنجيل المسيح. ومن هؤلاء القدّيسان ياسون وسوسبتير.
أمّا القدّيس ياسون هذا، فكان من أولئك الإسرائيليين الصالحين. وكان يسكن مدينة تسالونيكي. فلمّا وصل بولس مع سيلا في رحلته الثانية، سنة 51، الى تلك المدينة، إستقبلهما ياسون، فحلاّ في بيته ضيفين كريمين.
وكان هناك مجمع لليهود. وما كاد ياسون يؤمن بالمسيح ويقبل إنجيله، حتى نزلت به الشدائد. لكنّه لم يهلع ولم يكترث لها، بل ترك هو أيضاً متاجره ومكاسبه وتبع بولس، يعينه في أسفاره ويساعده في نشر إنجيله.
أمّا سوسبتير، فقد كان يهوديّاً أيضاً، من مدينة بيريه، وكان نسيباً للقدّيس بولس. واهتدى الى الإيمان على يده، ورافقه في أسفاره، وذهب معه الى أورشليم، وشاطره أتعابه ومضايقه ومخاوفه وأنواع الإضطهادات التي احتملها من أجل بشارته بالمسيح يسوع. ويغلب على الظن أنّه انهى حياته بسفك دمه لأجل ذاك الذي بقي آباؤه أجيالاً طوالاً ينتظرون مجيئه ويتشوّقون الى الخلاص الذي يأتي به.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيسون الشهداء دادا ورفيقاه
أمّا القدّيسون الشهداء الأبطال دادا ومكسيمس وكونتليانس، فإنّهم كانوا من دورستا في ميسيا، وهي بلغاريا الحالية. وكان مكسيمس شمّساً قارئاً، وكان دادا وكونتليانس من أصدقائه ومن المواظبين على سماع كلام الله من فمه. فقبض الولاة عليهم في عهد الملك مكسميانس في أوائل القرن الرابع. فعُذّبوا أشد العذابات من أجل إيمانهم بالمسيح، فلبثوا ثابتين لا يظفر بهم ألم ولا يغويهم وعد باطل. فضُربت أعناقهم، فطارت نفوسهم الى جنان المملكة الأبدية في السماء.
التذكار الشهري لوالدة الاله القديسة مريم العذراء (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مرتمريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة القديس بروثاوس قس أثينا
في مثل هذا اليوم تنيح القديس بروثاؤس اللاتيني، هذا الأب كان من علماء مدينة أثينا فاجتمع بالقديس بولس الرسول. وجرت بينهما مباحثات أدت به إلى أن يؤمن علي يده فعمده وعلمه كل الفرائض المسيحية ورسمه قسا علي تلك المدينة وقد اجتمع هذا القديس بالقديس ديونيسيوس الأريوباغي وكان هذا من علما أثينا أيضا. وقد حضر هذا القديس نياحة السيدة العذراء وقام في وسط التلاميذ وعزاهم بكلمات منظومة أنشدت بالآلات الموسيقية ورد جماعة من اليهود والأمم إلى معرفة السيد المسيح (عن مخطوط شبين الكوم) وأراد الشعب رسامته أسقفا فلم يقبل وقال " ليتني أقدر علي القيام بواجبات القسيسية " ولما أكمل سعيه الصالح انتقل إلى الرب الذي أحبه صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.