قديسو اليوم: 29 تموز 2016
كانت مرتا اذن تضيف يسوع في بيتها وتبالغ باكرامه واجلاله. وعند موت اخيها وقدوم يسوع قالت:" لو كنت هنا لم يمت اخي!" فقال لها يسوع:" سيقوم اخوك". فقالت له مرتا: انا اعلم انه سيقوم في اليوم الاخير. فقال لها يسوع:" انا القيامة والحياة، من آمن بي وان مات فسيحيا... أتؤمنين بهذا؟ فقالت نعم با رب، انا مؤمنة انك انت المسيح ابن الله الآتي الى هذا العالم" (يوحنا 11: 20-27). ومضوا الى القبر، فقال لها يسوع: ارفعوا الحجر، فقالت مرتا: يا رب، قد أنتن، لان له اربعة ايام. فقال لها يسوع ألم أقل لك ان آمنت سترين مجد الله؟ (يوحنا 11: 39-40).
وبعد ان اقام يسوع لعازر اخاها من القبر. لحقت مرتا به وتتلمذت له الى ان رقدت بالرب نحو عام 84. صلاتها معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار حزقّيال النبي
هو من الانبياء الاربعة الكبار: آشعيا وأرميا وحزقيّال ودانيال.
ولد نحو سنة 624ق.م. في اليهودية. وفي عمر 26سنة حاصر نبوكدنصّر اورشليم وافتتحها واخذ الملك يوياكين أسيراً مع رهط من القّواد والكهنة، وكان جزقّيال بينهم، سنة 598ق. م. أقام في بلاد بابل. دعاه الله الى الخدمة النبويّة، فقام بأعبائها بين اليهود المسبيّين طيلة 22 سنة. فكان كاهناً ونبيّاً ومرشداً غيوراً.
ومات في بلاد السبي، بعد أن تنبّأ عن خراب اورشليم. وكانت وفاته في القرن السادس قبل المسيح.
سفر نبوءاته هو مزيج من سمّو المعاني وحنان القلب وجمال الانشاء والشعر الصافي.
رؤيا المركبة التي أُخِذَت عنها رموزُ الانجيليين الأربعة هي في حزقيّال (1: 4-11).
ورؤيا رعاة اسرائيل الكسالى المبدولين برعاة صالحين هي من قلمه (فصل 34).
ورؤيا العظام التي ترمز الى قيامة المسيح فقيامة الموتى هي من سفره (37: 1-15).
ثمّ رؤيا العُودَين والمملكة الواحدة والمَلِك الواحد الرامزة عن كنيسة المسيح (37: 15).
صلاة النبي حزقيّال تكون معنا. آمين.
القديسة مرتا العذراء (أخت لعازر) (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
هي مرتا أخت مريم ولعازر الذي أقامه يسوع المسيح من القبر، من قرية بيت عنيا القريبة من أورشليم. ويخبّرنا لوقا الإنجيلي أن هذه المرأة القديسة إستضافت يوماً يسوع في بيتها في قرية بيت عنيا، وكانت تخدمه بإجتهاد. فمع إنّها كانت على سعة العيش، أرادت هي بنفسها أن تصنع عشاءً ليسوع. وتمنّت أن تعينها أختها مريم. فقامت مرتا وقالت ليسوع: " يا رب، أما يعنيك أمري إنّ أختي تركتني أخدم وحدي. فقل لها أن تعينني". فقال لها يسوع: "مرتا مرتا إنّك مجتهدة ومهتمّة في أمور كثيرة والذي يُحتاج إليه هو واحد. فأمّا مريم فاختارت لها نصيباً صالحاً لا يُنزع منها". وهنا لا يذمّ المسيح عمل مرتا، بل مدح عمل مريم، لأنّ الإجتهاد في ما يختص الروح خير ممّا يخص الجسد.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : كلينكس الشهيد
أصله من بلاد كيليكيا، وكان رجلاً باراً وتقيّاً، عُرف بقوّة إيمانه. كان ينادي ضد ديوكلسيانس ومكسيمانس اللذين كانا يضطهدان الكنيسة، فقبض عليه وعُذّب كثيراً واحتمل كل ذلك. ولمّا رأوه مصرّاً على معتقده، قادوه إلى كيليكيا إلى مدينة غنغرة في إقليم بفلاغونيا مشياً على الأقدام بعد أن ألبسوه حذاءاً من حديد حتى سالت الدماء من قدميه، حتى وصلوا إلى غنغرة، أودعوه سجناً مظلماً، ثم طرحوه في أتـون نار، فاحترق وبذلك نال إكليل الإستشهاد وكان ذلك في القرن الثالث.
ويقال إنّه بينما كان سائراً نحو غنغرة، عطش مرافقوه، وإذ لم يجدوا ماءً ركع القديس الشهيد وصلّى، فأخرج الله لهم نبع ماء رووا به غليلهم.
القديس الشهيد كلينيكوس غنغرة (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
أصل القديس كلينيكوس من كيليكيا . كريم الخلق راسخ الايمان منذ الطفولية. جاب الأصقاع والقى مذيعا بالانجيل، مجتذبا نفوسا عديدة الى الخلاص. بلغ أنفره في غلاطية فشرع في الكرازة وأخذ يحث الوثنيين على الكفر بعبادة الأصنام الباطلة التي لا حياة فيها وصولا الى معرفة الله، خالق كل شي. أثارت نجاحاته حقد بعض الوثنيين الذين وشوا به الى الحاكم ساسردوس. مثل أمامه فاعترف بكونه خادما لله الحي وبأنه يكرز بتعليم المسيح خلاصا للناس من الجهل وابتغاء الحياة الأبدية حسب وعد الكتاب المقدس . واذ دعا الحاكم نفسه الى نبذ الوثنية اغتاظ ساسردوس وأسلمه للتعذيب. ضربوه بأعصاب البقر فشكر كلينيكوس الله لأنه أتاح له أن يتألم من أجل محبته، مزقوه بأظافر الحديد فسخر من جلاديه لأنهم لا يقوون على رجل عار لا سلاح له. ألبسوه حذاء حديديا مسمرا ذا أنصال قاطعة. جرروه وراء أحصنتهم حتى غنغرة في بفلاغونيا ليحرقوه هناك. أعانته نعمة الله فجرى وراءهم ستين ميلا، تحت شمس حارقة، بفرح، كان أحيانا يتقدمهم. فلما بلغ موضعا يعرف ب"ماتريكا" عجز الجنود عن متابعة السير، وقد أضناهم العطش. صلى كلينيكوس فاستنبع لهم ماء استقوا منه وارتووا. فلما بلغوا غنغرة تردد الجنود في تنفيذ أوامر الطاغية عرفانا بالجميل لكلينيكوس في شأن الماء، فشجعهم القديس على اعداد المحرقة. فلما ارتفعت ألسنة اللهب ألقوه فيه وهو يمجد الله فاستكمل الشهادة. أضحت رفاته، فيما بعد، لمسيحيي غنغرة، بركة أعانهم الرب الاله بها على صروف الدهر.
القديس الشهيد كلنيكس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان القديس الشهيد كلنيكس من بلاد كيليكيا، وكان رجلاً باراً تقيّاً غيّوراً على نشر الإيمان. فقُبض عليه في الإضطهاد الذي قام ينادي به ضد الكنيسة كل من ذيوكلسيانس ومكسميانس. فعُذّب كثيراً، فلبث ثابتاً في إيمانه. وكيف يجحد ذلك الإيمان الإلهي، وقد نشأ عليه وتزيّن بفضائله وبشّر الناس بتعاليمه؟.
فلمّا رأوه مصرّاً على معتقده، قادوه من كيليكيا إلى مدينة غنغرة، في إقليم بفلاغونيا، مشياً على الأقدام. ولم يكتفوا بذلك بل ألبسوه حذاءً من حديد، فيه مسامير مسنّنة، واضطروه أن يسير ركضاً أمام الخيل حتى أن دماءَه كانت تسيل وتبلّل الطريق. ورغم ذلك فقد تحلّى بالوداعة المسيحيّة وبفضيلة المحبّة الأخوية. لأن الجنود عطشوا على الطريق عطشاً شديداً ولم يجدوا ماءً. فركع القديس الشهيد وصلّى فأنبع لهم ماءً. فشربوا وارتوَوا وأكملوا مسيرهم حتى وصلوا إلى غنغرة، فألقوه في سجن مظلم. أمّا هو فكان يسبّح الله لكونه أهّله أن يتألّم لأجله.
ثم أخرجوه بعد أيامٍ من سجنه، ولمّا وجدوه ثابتاً في إيمانه جلدوه جلداً بربريّاً حتى أسالوا من جديدٍ دماءَه. ثم طرحوه في أتون نارٍ عظيمة فاحترق، وبذلك نال إكليل الإستشهاد.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديسة الشهيدة ثاوذوتي
إنّ القديسة ثاوذوتي هي مثال الأمهات الصالحات، وقدوة الأرامل المسيحيّات المتعبدات. كانت من ضواحي مدينة نيقية قي بلاد بيثينيا، وتزوّجت زيجة مسيحيّة في أواخر القرن الثالث، وعاشت مع زوجها عيشة المحبّة والهناء والسلام. فرزقها الله ثلاث بنين، فجعلت حياتها وقفاً على حسن تربيتهم وعلى غرس الفضائل المسيحيّة في قلوبهم.
ثم افتقدها الله بوفاة زوجها. فحملت حزنها بقلب كبير، وعكفت على حياة العبادة بحسب وصيّة الرسول: "أمّا التي هي أرملة في الحقيقة ومنقطعة، فرجاؤها على الله ومواظبتها على التضرّعات والصلوات ليلاً ونهاراً. وأمّا المترفة فقد ماتت وإن كانت حيّة". وتركت ثاوذوتي الأرياف وجاءت وسكنت مع بنيها مدينة نيقية، ووضعت ذاتها تحت إرشاد وأنظار القديسة أنسطاسيا السيّدة الذائعة الصيت.
ولمّا كانت بارعةً في الجمال وزادت بوداعتها وحشمتها بهاءً وإشراقاً، رغب فيه حاكم المدينة، فاستدعاها إليه وباح لها بحبّه، وفاتحها بالتزوّج بها. فأجفلت وأطرقت بعينيها إلى الأرض حياءً وخجلاً. فتواردت الأفكار إلى عقلها وازدحمت وتعارضت. فإن هي قبلت بذلك الزواج أتاها الغنى والشرف، وألقتهموم حياتها في قلب غيرها. ولكن كيف تتزوّج من رجل وثني وهي مسيحيّة، وكيف تبيع دينها بدنياها، وكيف ترمي بأولادها في هوّة الوثنية بعد أن ربّتهم بدموع قلبها. كلاّ ثم كلاّ، أنّها لا تقبل بهذا الزواج الهدّام لحياة نفسها ولمستقبل أولادها. فبقيت صامتة. فأعاد الحاكم لوكاديوس طلبه. فاستمهلته بضعة أيام لتنظر في أمرها.
وعرفت تلك المرأة الشريفة أن الحاكم لا بد له من أن يعرف أنّها مسيحيّة، فيتذرّع بذلك لكي ينتقم منها ويميتها شر ميتة هي وأولادها. فوّطنت النفس على الإستشهاد، وأعدّت أولادها لمعركة الجهاد. وقضت الأيام بالصوم والصلاة والتضرّع إلى الله، لكي يثبّتها في عزمها ويقوّيها هي وأولادها على خوض تلك المعركة. وجمعت أموالها فوزعتها على الكنائس والمساكين، ولبثت تنتظر يوم القضاء.
وانتهت المدّة التي سمح لها بها الحاكم، فاستدعاها فذهبت إليه، ولم تكن لتقدر أن تفلت من يديه. فعاد يصوّر لها ما ستجد من السعادة لديه. فرفضت وأعرضت عنه. فأعاد الكرّة عليها، فاعتصمت بعزمها وأبت أن تقبل معه بحال من الأحوال. ففطن أنّها ربما مسيحيّة، فاعترفت بلا تردد بإيمانها بالمسيح. فقبض عليها وسلّمها إلى قائد الجند ليحملها على الكفر بإيمانها.
فقيّدها ذلك البطريق نيكيتيوس، وأرسل فقبض على أولادها، وأمر بتعذيبهم وتعذيب أمّهم بقساوةٍ بربرية. فلبثوا ثابتين في الإيمان لا تزعزعهم الآلام ولا تثنيهم عن عزمهم صنوف المحن. فلمّا أعيت البطريق الحيل أمر بهم، فزجّهم الجند جميعاً في أتون نار متّقدة، فاحترقوا وطارت نفوسهم معاً إلى الأخدار العلوية.
هنيئاً للأم التي تحسن تربية أولادها، فإنّهميكونون إكليل مجدها وبهجة قلبها إلى الأبد.
استشهاد مقاريوس ابن واسيليدس الوزير (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم مقاريوس بن واسيليدس الوزير. وذلك أنه لما عرضوا عليه أوامر الملك دقلديانوس القاضية بعبادة الأوثان لم يكترث بها. ولما علم الملك بذلك أرسله إلى والي الإسكندرية، فودع والدته وأوصاها بالمساكين والضعفاء ومضي مع الرسل فظهر له السيد المسيح في رؤيا وشجعه وأعلمه بما سيناله فلما وصل مدينة الإسكندرية ووقف أمام أرمانيوس الوالي لاطفه وخادعه كثيرا لعلمه أنه ابن الوزير واسيليدس، وإذ لم يرجع عن عزمه عذبه بكل نوع وبينما هو يعذب خطفت نفسه وشاهدت منازل القديسين ز وبعد ذلك أرسله الوالي إلى نقيوس وهناك عذبوه وقطعوا لسانه وذراعيه وجعلوا مسامير ساخنة في جنبيه. وقد اجري الله علي يديه آيات كثيرة، من ذلك أن قوما اجتازوا به حاملين ميتا، فطلب القديس من السيد المسيح أن يظهر مجده فقام الميت لوقته وأعلم الحاضرين أنه رأي الجحيم، وأن المسيح هو رب الكل. فآمن كثيرون وقطعت رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة. وقد اتفق حضور إريانا والي أنصنا. فأخذ القديس معه عند عودته، ولما وصلوا إلى شطانوف توقفت السفينة عن السير ولم يستطيعوا تحريكها من مكانها فأمر الوالي الجند فأصعدوا القديس إلى البر حيث قطعوا رأسه وهكذا أكمل جهاده ونال إكليل الشهادة ولما تولي الملك قسطنطين البار، أرسل من قبله القائد أولوجيوس (ورد اسمه في مخطوط "أوخيدس") وأمره بفتح الكنائس وترميم المتهدم منها وهدم هياكل الأوثان فظهر له القديس في رؤيا وأعلمه بمكان جسده فذهب إلى حيث أرشده وأخرج الجسد وبني علي اسمه كنيسة ووضع فيها الجسد وقد اجري الله منه آيات كثيرة.
صلاته تكون معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار استشهاد القديس لاونديوس
في مثل هذا اليوم استشهد القديس لاونديوس. ولد في طرابلس من والدين مسيحيين وكان حسن الصورة كاملا في سيرته لطيفا في معاشرته، مداوما علي قراءة الكتب الإلهية وبالأكثر سفر المزأمير حتى حفظه. ولما انتظم في سلك الجندية كان يعظ رفاقه الجنود ويبين لهم فساد عبادة الأوثان وينصحهم أن يقلعوا عن عبادتها. فمنهم من أطاع والبعض الآخر أغراهم الشيطان فمضوا إلى القائد، وعرفوه أن لاونديوس يحتقر الأصنام ويعلم أن المسيح هو هو الإله الحقيقي. فاستحضره القائد وسأله عن ذلك فأجابه بقول القديس بولس: "من سيفصلنا عن محبة المسيح أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" (رو 8: 35).
فغضب القائد وطرحه في السجن وفي اليوم التالي استحضره وقال له: "بأية قوة تجرؤ علي مخالفة الملك، وترد الناس عن عبادة الآلهة؟ فأجابه القديس: حقا أنني أود أن يقبل الناس جميعهم إلى طاعة المسيح وآنت إذا تركت ضلالك وعبدت المسيح ترث الملكوت الأبدي فأمر بضربه حتى جري دمه علي الأرض وهو يسبح الله ويقدسه فرثي له أحد الجنود وتقدم منه وقال له: أنني أشفق عليك كثيرا ولذلك أريدك أن تذبح للآلهة فيعفي عنك. فصرخ فيه القديس قائلا: اذهب عني يا شيطان، فزاد القائد في تعذيبه حتى أسلم روحه الطاهرة وهو في السجن. وأتت امرأة مؤمنة غنية وبذلت أموالا كثيرا للجنود وللسجان حتى أخذت الجسد وكفنته في ثوب مذهب ووضعته في تابوت داخل بيتها حتى انقضي زمن الاضطهاد (تكريس كنيسته تحت اليوم الأول من شهر بؤونه).
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين