قديسو اليوم: 28 شباط 2017
وكانت مارانا وحدها تكلّم الزائرين، أما كورا فلم يسمع احد صوتها. وكان لباسهما خشناً مثقلاً بالحديد، حتى ان كورا حدبت لضعف جسمها. وقد زارهما تاودوريطس وأشار عليهما بنزع الحديد عنهما، فعملتا باشارته.
ثم زارتا الاماكن المقدسة ماشيتين لا تذوقان طعاماً وبعد وصولهما الى اورشليم وزيارتهما جبل الجلجلة والقبر المقدس ومهد بيت لحم، بمنتهى الخشوع وذرف الدموع، عادتا الى محلهما في حلب، تواصلان جهادهما في طريق النسك والقداسة، الى أن نقلهما الله اليه نحو سنة 445. صلاتهما معنا. آمين.
القدّيستان البارّتان مارانّا وكيرا الحلبيتان (بحسب الكنيسة الأورثوذكسيّة)
كتب سيرتهما ثيودوريتوس القورشي، علّق في مطلع الكلام عليهما بالقول انّهما بين النساء اللواتي: "جاهدن بعزيمةٍ ليست في شيء أقل من عزائم الرجال لأنّهن رغم طبيعتهن الضعيفة أظهرن من البسالة ما يضاهي شجاعة الرجال ".
وأضاف ان مارانا وكيرا تفوّقتا على جميع النساء في بطولتهما في الجهاد.
مدينتهما كانت حلب وانتماؤهما كان إلى طبقة الأشراف. تربّتا تربيةً راقية. لكنّهما تخلّتا عن كلّ شيء وجعلتا لهما حصناً صغيراً عند مدخل المدينة، وأوصدتا الباب بالطين والحجارة.
كانتا قد اصطحبتا معهما خادماتهما اللواتي رغبن في العيش على طريقتهما. وقد شيّدتا لهن ديراً صغيراً خارج حصنهما، ثم صارتا تُطلاّن عليهن من نافذة صغيرة وتدعيانهن إلى الصلاة فتُضرمان فيهن نار المحبّة الإلهية.
أما هما فعاشتا في الهواء الطلق دون غرفة ولا كوخ. طعامهما كان يصل إليهما عبر نافذة ومنها أيضاً كانتا تخاطبان النساء الآتيات لزيارتهما.
غير ان الزيارات كانت تتم في زمن العنصرة فقط. فيما عدا ذلك كانت المجاهدتان تلتزمان حياة الهدوء.
لم تعتد كيرا الكلام البتّة. وحدها مارانا كانت تكلّم الزائرات. كما اعتادتا حمل السلاسل الحديدية: الطوق في العنق والزنّار في الخصر والباقي في الذراعين والرجلين. كان جسم كيرا منحنياً إلى الأرض حتى لم تستطع ان تنتصب البتّة. وقد فتحتا لثيودوريتوس، وهو أسقف، باب موضعهما فشاهدهما وتعجّب.
كذلك أخبر أنّهما سارتا على هذا المنوال اثنتين وأربعين سنة.
لم تخبُ حرارتهما البتة . كانتا مستعدتين أبداً لتقبّل سقوط المطر والثلج عليهما وكذا حرارة الشمس بلا حزن ولا تذمّر.
صامتا، على غرار النبي موسى، أربعين يوماً لم تتناولا شيئاً من الطعام. فعلتا ذلك ثلاث مرّات.
كما صامتا صوم دانيال ثلاثة أسابيع.
خرجتا لزيارة الأماكن المقدّسة فلم تتناولا الطعام ذهاباً وإياباً إلا مرّةً واحد مع أن الرحلة استغرقت قرابة العشرين يوماً.
كذلك زارتا ضريح القدّيسة تقلا في إيصافريا وبقيتا صائمتين ذهاباً وإياباً.
استمرتا في الجهاد وأضحتا زينة لجنس النساء ومثالاً لهن إلى ان أخذهما الرّب الإله مكمَّلتين بالفضيلة. يذكر أن ديرهما كان في باب الجنائن قرب باب أنطاكية في حلب .
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القديس باسيليوس المعترف
هو صديق القدّيس بروكوبيوس البانياسي ورفيق نسكه. صار راهبًا وهو شاب صغير، وأقبل على سيرة التقشّف بشجاعة وتصميم كبيرين بإشراف بروكوبيوس. وبعدما تمرّس في الجهاد ومواجهة أحابيل الشرير انتقل إلى الدفاع عن الإيقونات المقدذسة والتصدّي لمحطّيمها ومضطهدي مكرميها.
أوقفه عمّال الأمبراطور وأخضعوه للتعذيب. فلم تؤثّر تدابيرهم في اعترافه الثابت بالايمان القويم. وبعدما أثخنوه جراحًا، لاسيما في وجهه، ألقوه في سجن مظلم حيث بقي إلى وفاة الطاغية لاون الإيصافري (741م). إثر ذلك تمّ إطلاق سراحه، وهو والقدّيس بروكوبيوس ومعترفون آخرون، فعاد إلى متابعة سيرته النسكيّة. وقد اجتذب العديد من الخطأة إلى التوبة وجمًّا من الهراطقة إلى شركة الكنيسة لقوّة كلامه ومثاله الصالح. على هذا قضى بقية سني حياته إلى أن رقد بسلام في الربّ.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: القدّيس إيلاريّون الجديد البار
ترهّب صغيرًا واجتهد في دروب النسك والصلاة المستمرّة اجتهادًا كبيرًا.
تنقّى من كلّ هوى بنعمة الله. كان شديد العطف على الفقراء، لا يمنع عنهم شيئًا من مقتنياته، حتى ثيابه التي على بدنه.
امتاز بتواضعه ولطفه وحلاوة طبعه. اختير رئيسًا لدير البلاكيت في قمّة الأوليمبوس البيثينية زمن الاضطهاد الذي عانى منه مكرّمو الأيقونات. تمسّك بالأيقونات المقدّسة ودافع عن إكرامها.
نال حظّه من التنكّيل أيام الإمبراطور البيزنطي لاون الإيصافري. جرى نفيه وأربعين من رهبانه إلى مكان ما قرب أفسس حيث مات في السجن.
سُرَّ الله أن تجري برفاته عجائب جمّة.
تذكار أبينا البار باسيليوس المعترف (بحسب كنيسة الروم المكليين الكاثوليك)
أنظر ما جاء أمس عنه وعن البار بروكوبيوس صديقه وشريكه في الجهاد.
التذكار الشهري لوالدة الاله القديسة مريم العذراء (بحسب الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة)
فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة انبا زخارياس اسقف سخا
في مثل هذا اليوم تنيح القديس زخارياس أسقف سخا. كان ابن كاتب اسمه يوحنا، ترك وظيفته واختير قسًا، فنشا ابنه زخارياس علي تلقي العلوم الأدبية والدينية ولما كبر عينه الوزير كاتبًا بديوانه وبعد ذلك اتفق مع صديق له يسمي ابلاطس وكان واليا علي سخا، إن يتركا عملهما ويذهبا إلى البرية ويترهبا. واتفق حضور أحد رهبان دير القديس يحنس القصير، فعزما إن يذهبا معه إلى ديره، فلما علم الوالي بذلك منعهما، وبعد أيام قليلة رأى الاثنان رؤيا كمن يقول لهما لماذا لم تتمما النذر الذي قررتماه، فخرجا توا خفية وسارا إلى البرية وهما لا يعرفان الطريق فاتفق إن قابلهما أحد الرهبان فاصطحبهما إلى دير القديس يحنس، فلما علم أصدقاؤهما اخذوا من الوالي كتابًا لِيُرْجِعوُهُمَا، فَبَدَّد الرب مشورتهم، أما زخارياس وصديقه فقد لبسا الثوب الرهباني وأجهدا نفسيهما في عبادات كثيرة. وكان ذلك في زمان القديسين أنبا ابرام وأنبا جورجي اللذين كانا خير مرشدًا لهما. ولما تنيح أسقف سخا كتب الشعب إلى الأب البطريرك يطلبون زخارياس ليكون أسقفا عليهم، فاستحضره وسامه رغمًا عنه. وقد حدث وقت السامة أنه عندما هَمَّ الأب البطريرك بوضع يده علي رأس زخارياس أن سطع نور في الكنيسة وظهر وجهه كنجم بهي. ولما حضر إلى كرسيه فرح به الشعب وخرج للقائه بمنتهى الإجلال، فاستضاءت الكنيسة به. وكان هذا الآب فصيحًا مُمتلئًا من النعمة، فوضع عِدة مقالات ومواعِظ وميامِر. وأقام علي كرسيه ثلاثين سنة ثم تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس انسيموس تلميذ القديس بولس الرسول
في مثل هذا اليوم أستشهد القديس انسيموس تلميذ القديس بولس الرسول. كان هذا القديس مملوكا لرجل من رومية اسمه فليمون الذي كان قد آمن علي يد القديس بولس لدي سماعه تبشيره في رومية. وحدث إن سافر فليمون من رومية لأعمال خاصة فاستصحب انسيموس ضمن غلمانه، وهناك اغوي الشيطان انسيموس فسرق بعض مال سيده وهرب إلى رومية. واتفق بالإرادة الإلهية إن حضر انسيموس تعليم القديس بولس الرسول فحفظه في قلبه وآمن علي يديه وإمتلأ قلبه بالنعمة وخوف الله، فتذكر ما سرقه من سيده ومن غيره، ولم يبق معه منه شئ يعيده إلى أربابه. فحزن وأعلم الرسول بولس بذلك. فطمأنه وكتب رسالة إلى سيده فليمون، اعلمه فيها إن انسيموس قد اصبح تلميذا للمسيح، وابنا لبولس بالبشارة، ويوصيه إن يترفق به ولا يؤاخذه بل يحسب ما خسره كأنه علي الرسول. فلما أوصل انسيموس الرسالة إلى سيده فليمون فرح بإيمانه وتوبته وعامله كوصية الرسول. وزاد علي ذلك بان قدم له مالا أخرًا فلم يقبل قائلا انا استغنيت بالمسيح ثم ودعه وعاد إلى رومية. واستمر خادما للقديس بولس إلى حين شهادته واستحق إن يقدم كاهنا. وبعد استشهاد القديس بولس قبض عليه حاكم رومية ونفاه إلى إحدى الجزائر فمكث هناك يعلم ويعمد أهل الجزيرة. ولما حضر الحاكم إلى تلك الجزيرة ووجده يرشد الناس إلى الإيمان بالسيد المسيح ضربه ضربا موجعا ثم كسر ساقيه فتنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين..
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة البابا غبريال بابا الاسكندرية السابع والخمسون
في مثل هذا اليوم من سنة 911 م. تنيح الآب العظيم القديس غبريال بابا الإسكندرية السابع والخمسون وقد ترهب هذا القديس منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة. وكان محبا للانفراد والوحدة. وكان يكثر من البكاء في الصلاة طالبا من الله إن ينجيه من مكائد الشيطان.
و لما تنيح البابا ميخائيل السادس والخمسون وقع الاختيار علي هذا الآب ليكون بطريركا مكانه فرسم سنة 900 م. رغما عنه. فاخذ يهتم بشئون الكنيسة ولم تمنعه مهام البطريركية عن عبادته ونسكه، إذ كان يقضي اغلب الأيام في البرية. وإذا جد ما يستدعي قيامه إلى مصر أو الإسكندرية كان يذهب ثم يعود إلي الصوم والسهر والصلاة والتواضع. وكان يستيقظ في الليل ويأخذ مجرفة من حديد ويلبس ثوبا رثا ويمر علي دورات المياه التي بالقلالي فيغسلها وينظفها. وأقام علي هذا الحال عدة سنين حتى نظر الله إلى تواضعه وانسحاق قلبه فرفع عنه الآلام ومنحه نعمة الانتصار علي الخطية والذات. وأقام هذا الآب عابدا ومجاهدا وواعظا إحدى عشر سنة ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين..