دينيّة
27 شباط 2017, 06:30

قديسو اليوم: 27 شباط 2017

تذكار القديس تلالاوس (بحسب الكنيسة المارونية) كتب سيرة هذا القديس المؤرخ تاودوريطس اسقف قورش بكتابه "في النساك" ( فصل 28) حيث قال:" ان اصله من جزيرة قبرص وقد زهد في العالم لكي يعيش لله وحده فأتى الى مدينة جبلة القريبة من طرابلس لبنان وصعد الى قمة جبل ونصب له كوخاً حقيراً على انقاض معبد للاصنام. وأقام فيه مثابراً على الصلوات والتأملات وممارسة التقشفات ثمّ ابتنى ناووساً ضيقاً، بحيث لا يمكنه الجلوس فيه الا مطأطئ الرأس حتى ركبتيه، قاعداً القرفصاء.

 

واستمر على ذلك عشر سنوات". وأضاف تاودوريطس قائلاً:" اني عندما اتيت اليه سألته ما هذا النوع من العيشة؟ فأجابني: اني مثقَّل بخطايا كثيرة فاخترعت هذه الطريقة لأعاقب جسدي بعذاب متوسط، فأنجو من هول العذابات القاسية في الآخرة. فانّ ما اعانيه الآن، انما هو يسير بالنظر الى العذاب الابدي". وبمثل هذه التقشفات انهى حياته ورقد بالرب سنة 466. صلاته معنا. آمين.

 

القديس البار بروكوبيوس المعترف (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)  

هو المعروف عندنا بالبانياسي. قيل إنه من فلسطين، من المدن العشر، وقيل لا بل من المدن العشر الإيصافرية، وهي ناحية جبلية من آسيا الصغرى تابعة لسلوقيا. عاش في زمن الإمبراطور البيزنطي لاون الثالث الإيصافري (717 – 741)، مضطهد الأيقونات ومكرميها. ورد انه ترهّب في القسطنطينية وتطهّر من الأهواء وأدران الجسد بالنسك والصلاة الصامتة.

ويعدما نما في الروح القدس نموا كافيا واقتنى ثباتا وثقة داخليين، خرج وتلميذ له اسمه باسيليوس جائلين يرومان دحض الهراطقة الذين تنكّروا لحقيقة تجسّد ربّنا ومخلصنا يسوع المسيح من خلال نبذهم إكرام الأيقونات المقدّسة. لم يقتصر بوكوبيوس على نشر الكلمة، بل كابد، إليها، الآلام والأتعاب. فلقد عُذّب بوحشية وسُجن وجُلد وضُرب بالحديد. لا شيء حمله على التراجع عن يقينه وعزمه على الشهادة للحق. كابد ذلك كله بفرح. فلما مات لاون استكان العنف على مكرمي الأيقونات، فعاد بروكوبيوس إلى ديره وعاش سنين عديدة بعدها إلى ان رقد بسلام، في الرب، في مطلع القرن التاسع الميلادي.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس البار ثلالاوس الكيليكي

كتب سيرته ثيودوريتوس القورشي (الفصل 28 من كتابه تاريخ أصفياء الله). لم يسمع عنه ثيودوريتوس وحسب بل عرفه شخصياً. حطّ رحاله على بعد حوالي ستة كيلومترات من مدينة جبلة السورية، الصغيرة في ذلك الزمان. هناك، فوق تلة، كان يوجد قديماً معبد وثني، فاختار ثلالاوس أن يتخذ لنفسه فيه صومعة. وهناك اعتاد الوثنيون تقريب ذبائحهم. المكان ، كما يبدو، استوطن فيه الشياطين، وكانوا يتسبّبون بإلحاق الضرر بالعديدين عابري السبيل والمقيمين في الجوار، بالناس وحسب بل بالبهائم أيضاً، الحمير والبغال والبقر والغنم. فلما رأى الشياطين أن ثلالاوس وافى إلى تلك البقعة حاولوا تخويفه فلم يقووا عليه لأنه كان محصّناً بالإيمان ومَصوناً بالنعمة فزادهم إصراره حنقاً وغيظاً. ويظهر أنهم صبّوا غضبهم على عدد من أشجار التين والزيتون النضرة فاقتلعوها. ولا هذا الأمر أقلق ثلالاوس الذي تابع سعيه المبرور غير آبه لتدابير الأرواح المضللة. كذلك حاول الشياطين إخافة رجل الله أثناء الليل وإلقاء الاضطراب في أفكاره. أخذوا يُصدرون أنيناً ويُظهرون مشاعل، فلم تُخرجه خزعبلاتهم عن طوره. إذ ذاك تركوه وفرّوا هاربين.

بشأن تقشّفاته ذكر ثيودوريتوس أنه صنع لنفسه مسطَّحَين مستديرّين من خشب قطرهما ذراعان وفَصَلهما بعوارض خشبية متفرقة وجلس بينها بعد أن أثبت خشبات ضخمة مجموعة في أعلاها بقضبان وبربطه اسطوانة في داخلها وتركها معّلقة في الهواء. علو الأسطوانة كان ذراعين وعرضها ذراع واحد. وقد لبث ثلالاوس جالساً أو معلّقاً فيها إلى الوقت الذي كتب فيه ثيودوريتوس عنه عشر سنوات. وإذ كان طويل القامة ولا يمكنه جالساً أن يرفع رأسه استمر منطوياً على ذاته وجبهته ملتصقة بركبتيه.

ولما سأله ثيودوريتوس يوماً عن سبب تبنّيه هذه الطريقة الجديدة في النسك أجاب: "أنا واقع تحت عبء ثقيل من الخطايا الكثيرة. ولما كنت على يقين من العقوبات التي تنتظرني استنبطت هذا النوع من العيش مختاراً ضيقات تلائم قواي الطبيعية لأخفف شيئاً من تلك التي تنتظرني...".       

هذا وقد كان الناس في جوار المكان مقتنعين بأن عجائب عديدة جرت بثلالاوس وبفضل صلاته. هذه نعم بفوائدها لا البشر وحدهم بل البهائم أيضاً، الأمر الذي حدا بالعديد من الوثنيين الذين عاينوا عمل الله إلى نبذ الضلال واقتبال إيمان ثلالاوس. وقد سعى هو، من ناحيته، إلى هدم معبد الشياطين واستبداله بمزار للشهداء الظافرين.

من جهة أخرى، ذكر مكاريوس ابن الزعيم (القرن 17) عندنا، في كتابه "قديسون من بلادنا" أن ثلالاوس دفن في جبلة، وأن النصيرية يسمّونه "الشيخ قرفيصة" لأنهم وجدوه في قبره مقرفصاً.

 

ذكار أبينا البار بروكوبيوس البانياسي المعترف (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

لقد طالما كان الرهبان في كنيسة المسيح جنوداً أبطالاً، زيّنوها بقداستهم وفضائلهم، وذادوا عنها بأمثالهم وتعاليمهم  وكتاباتهم  ودمائهم. ولا غروَ في ذلك، وقد وقفوا حياتهم في سبيل خدمة العلي وكنيسته. فهذا أنطونيوس ورهبانه في مصر، قاموا على آريوس وردّوا تلك البدعة الجهنّميّة عن بلادهم، هؤلاء رهبان القسطنطنية، ناضلوا ضد نسطوريوس ونشروا العبادة لوالدة الإله، وهذا ثاوذوسيوس في فلسطين، فإنّ ديورته أضحت حصن الكنيسة الحصين ضد أوطيخا والقائلين قوله بالطبيعة الواحدة في المسيح. ويعود الفضل الأكبر أيضاً للرهبان في صد الهجمات العنيفة التي قام بها محاربو الأيقونات ضد بيعة الله والشعب المسيحي. فإنّهم أهرقوا في سبيل الإيمان الكاثوليكي أنهراً جارية من دمائهم، وبهم فاز الحق وانتصرت الكنيسة. وإذا كان لا بد من ذكر الأسماء في هذا النضال فأسماء يوحنّا الدمشقي واستفانس وثاوذورس هي في مقدّمة الأسماء. وتكرّم الكنيسة معهم بطليها الأبوين المعترفين بروكوبيوس وباسيليوس. فإنّ هذين الأبوين قاوما بشدّة هرطقة الملك لاون الأيصوري في حرب الأيقونات، واحتملا مرَّ العذاب، وضُربا وسجنا في سبيل الإيمان. ولمّا مات ذاك الملك العاتي خرجا من السجن وعلى رأسهما إكليل الظفر والإعتراف بالمسيح. فكانا من الفعلة الصالحين في بناء صرح الكنيسة الكاثوليكية المجيدة.

 

نياحة البابا بطرس الثانى الإسكندرى "21"  (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 370 م. تنيح الأب القديس المغبوط الأنبا بطرس الثاني بابا الإسكندرية الحادي والعشرون. وقدم بطريركا بعد القديس أثناسيوس الرسوليمعلمه، وقد قاسي شدائد كثيرة من اتباع اريوس، الذين حاولوا قتله مرارا، فكان يهرب منهم وظل مختفيا مدة سنتين أقاموا خلالها واحد منهم بدله اسمه لوكيوس، غير إن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل، وإعادة الآب بطرس حيث أقام في كرسيه ست سنين مضطهدا مقاوما. ولما كمل له ثماني سنين نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضي إلى النعيم الدائم. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار القديسين باسيليوس وثاؤذورس وتيموثاوس

وفي هذا اليوم تذكار القديسين باسيليوس وثاؤذورس وتيموثاوس الشهداء بمدينة الإسكندرية. صلاتهم تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.