قديسو اليوم: 24 تشرين الأول 2016
وقد اجرى الله على يده معجزة ايقاف الزلزال الهائل الذي حدث في القسطنطينية وجوارها سنة 447، وذهب بالوف الضحايا. فهرب الناس الى البراري والحقول فقام هذا البطريرك يتفقَّدهم ويعزِّيهم ويوزع عليهم المساعدات ويحرم نفسه الطعام ليشاركهم في آلامهم. وبينما هو يتضرع الى الله ليرحم شعبه، اذا باصوات الملائكة تسبِّح وتقول: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الذي لا يموت، عندها هدأت الزلزلة، ومن ذلك الحين دخلت تلك التسبحة في الليتورجيا. وتوفي بروكلوس سنة 447. صلاته معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضًا: تذكار القديس امبراميوس وابنة اخيه مريم
ولد امبراميوس في مدينة الرها من اسرة مسيحية غنيَّة. وتتلمذ للقديس افرام الذي كتب سيرته وهذه خلاصتها: لمَّا شبَّ امبراميوس نذر بتوليته لله. وانسلَّ من البيت وذهب الى البرية، فسكن مغارةً، يمارس فيها الصلاة والتأمل وجميع انواع التقشفات.
واشتهرت قداسته فتقاطر اليه الناس. فرسمه اسقف الرها كاهناً وأرسله الى بلدة قريبة، كان اهلها متعبدين للاوثان، فردَّهم بمثله وارشاده الى الايمان بالمسيح، كما انه عُني بتربية مريم ابنة اخيه اليتيمة تربية صالحة.
وما زال هذا القديس سائراً على طريق الفضائل الى ان رقد بالرب سنة 370. صلاته معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار الشهداء حارث ورفاقه
كان حارث شيخاً جليلاً وزعيم النصارى بمدينة نجران، يوم دخلها اليهود وأعملوا السيف بأهلها. وقبضوا على حارث. فخيَّروه بين الكفر بالمسيح، او الموت مهاناً، فأجاب قائلاً:" الموت ولا الكفر بمن مات لاجلي".
وقبل ان ينفَّذ به الحكم، التفت الى رفقته وأخذ يشجعهم على الثبات في ايمانهم فهتفوا بصوت واحد:" انه لا يفصلنا عن محبة المسيح الهنا عذابٌ ولا سيف، ولا موت". عندئذ أمر الملك بضرب اعناقهم مع شيخهم حارث، فنال جميعهم اكليل الشهادة سنة 523. وكان عددهم 340 شهيداً. صلاتهم معنا. آمين!
القديس الحارث (اريتا) الشهيد العظيم ورفاقه في نجران (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
كان الحارث رأساً على مدينة نجران وجوارها، في شمالي اليمن، مسيحياً يسلك في مخافة الله، يسوس مدينته بالحكمة والدراية ويشهد له الجميع بالفضل والفضيلة. وكان قد تقدّم في السن كثيراً عندما واجه سيف الاستشهاد.
وخبر استشهاده أن المتولّي على مملكة سبأ، أو المملكة الحميرية، أي بلاد اليمن، آنئذ، كان يهودياً اسمه ذو النؤاس. هذا كان في صراع مع ملك الحبشة المجاورة، كالب (ألسبان) المسيحي. ولما كان ذو النؤاس يخشى جانب مدينة نجران اليمنية أن تعين عدوّه عليه، بسبب وحدة الإيمان بين نجران والحبشة عزم على محو المسيحية من هناك، وحشد لذلك قوات كبيرة من العسكر، وأتى فحاصر المدينة. لكن نجران صمدت. فأخذها بالحيلة. ولما دخلها أعمل السيف في رقاب بنيها. وكان يأتي بالناس إليه ويخيّرهم بين الموت ونكران المسيح. وأول من مثل لديه في المحاكمة شيخ نجران، الحارث، وقد جيء به محمولاً لأنه كان قد بلغ الخامسة والتسعين من العمر.
وقف الحارث أمام الغازي فأبدى شجاعة فائقة، واستعداداً دائماً لأن يموت من أجل اسم الرب يسوع ولا ينكره. وكان مع الحارث جمع من الناس بلغ عددهم أربعة آلاف ومئتين وثلاثة وخمسين. فلما رأى ذو النؤاس أن ثني هذا الشيخ عن مسيحيته أمر مستحيل، أمر به فقطعوا هامته. وكما أبدى الحارث مثل هذه الأمانة أبدى رفاقه أيضاً، فتسارعوا الواحد بعد الآخر وأخذوا يسمون أنفسهم على الجبهة بدم شيخهم وكبيرهم استعداداً للموت. فما كان من ذي النؤاس الباغي سوى أن قتلهم جميعاً بحد السيف.
هكذا اقتحم هؤلاء الأبطال جدار الخوف من الموت متممين بدمائهم القول الإلهي الذي للرسول بولس "أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلية... تقدر أن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رومية 38:8-39).
تذكار القديس الشهيد الحارث ورفقته (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن هذا القديس الشهيد هو من أشراف بلاد اليمن. عاش في القرنين الخامس والسادس وسفك دمه لأجل المسيح سنة 523. تكرّمه كنيستنا في هذا النهار، وتذكّر رفقته العرب رجالاً ونساءً، ثلاث مئة وأربعين شهيداً، قد ضحّوا بحياتهم في سبيل المسيح، ولم يرضخوا لأوامر الأمير اليهودي الذي كان يريد أن يرغمهم على انتحال اليهوديّة والكفر بالمسيح.
أن بلاد اليمن هي عريقة الحضارة في التاريخ، قبل المسيح وبعده. ولقد توالت فيها ثلاث دول، المعينية، والسبائية، والحميرية، وخرج منها ملوك عظام ورجال عظام.
وفي القرن الأول قبل الميلاد إحتلّ الحبشة بلاد اليمن، ونازعوا الحميرين زماناً طويلاً إلى أن تغلّبوا نهائياً عليهم في القرن السادس بعد المسيح، واحتلّوا بلاد اليمن كلّها، وولّوا عليها أميراً مسيحيّاً يدعى أسيمافيوس. ولكن ما عتّم العرب أن استنجدوا بكسرى فأنجدهم، وطردوا الحبشة من بلادهم، وولّوا سيف بن يزن ملكاً عليهم.
أمّا النصرانيّة فقد تأصّلت في بلاد اليمن في القرن الرابع على يد الأسقف ثاوفيلس من اليهود المنتصرين. وكان أفسافيوس أسقف نيقوميذية، الشهير في تاريخ الهرطقة الآريوسيّة، هو الذي هدى ثاوفيلس هذا إلى الإيمان، ورسمه أسقفاً، وأرسله إلى بلاد العرب يبشّر بالإنجيل. فتنصر الحَميريون على يده، وازدهرت الكنيسة في ربوعهم.
ولكن لمّا تولّى زمام الحكم ملك يهودي، يُدعى دونواس، أوقد نار الإضطهاد على النصرانيّة، وقتل من أبنائها شعباً غفيراً. ومكا زال يعيث فساداً في تلك البلاد حتى تغلّب الأحباش، كما سبق القول، وكانوا نصارى، فأعادوا السلام إلى تلك البلاد العربيّة السعيدة.
وبقي الأمراء المسيحيّون الأحباش يحكمون اليمن إلى أن جائت جيوش الفرس، على ايام كسرى، فطردتهم منها وأعادت الملك إلى العرب. وبقيت النصرانيّة منتشرة في تلك الربوع الجميلة غلى أن طلع الإسلام على البلاد بجيوشه وقرآنه. فخيّمت الأعلام الإسلاميّة على تلك الأمصار إلى يومنا هذا.
أمّا إستشهاد الحارث ورفقته الثلاث مئة والأربعين شهيداً، فقد تمَّ في الربع الأول من القرن السادس، لمّا حكم اليهود تلك البلاد اليمنيّة، وأعملوا السيف في رقاب الألوف من المؤمنين المسيحيين فيها. فقدّم هؤلاء دمهم فرحين بأن يموتوا من أجل ذاك الذي سبق ومات من أجلهم.
ويُحكى أنّها كانت بين هؤلاء الشهداء إمرأة تحمل طفلها، وكان هذا إبن خمس سنوات. فزجّوها في النار وأرادوا أن يبقوا على ذلك الطفل. لكنّه هتف هو أيضاً مع الهاتفين: أنا مسيحي، أنا مسيحي، ورمى بنفسه بالنار وراء أمّه.
وكان الشهيد الحارث رجلاً جليلاً طاعناً في السن. ولم يكن يقدر على المشي. فحملوه إلى المشهد وخيّروه بين الكفر بالمسيح والعذاب والموت. فاختار الموت. فأماتوه مع تلك الجماعة العديدة من العرب اليمنيين.
نياحة القديس فيلبس احد الشمامسة السبعة وهو غير احد الاثنى عشر تلميذا(بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس فيلبس أحد السبعة الشمامسة(اع5:6). كان من أهلقيصرية فلسطين.ولما عبر الرب يسوع له المجد بتلك الجهة وعلم بها سمع هذا القديس تعليمه وتبعه في الحال. ولما اختار الرب السبعين تلميذاّ وأرسلهم ليكرزوا ويشفوا، المرضى كان هذا التلميذ أحدهم، واختاره الرسل الإثنا عشر واحدا من السبعة الشمامسة الذين أقامهم للخدمة.
وقد بشر هذا الرسول في مدن السامرة وعمد أهلها. وهو الذي عمد أيضا سيمون الساحر الذي هلك لما قصد أن يقتنى موهبة الروح القدس بالمال.
ثم أن ملاك الرب كلم فيلبس قائلا "قم واذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة منأورشليم إلى غزة التي هي برية". فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان على جميع خزائنها. فهذا كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد وكان راجعا وجالسا على مركبته وهو يقرأ في نبوة أشعياء النبي فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة، فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرأ في سفر أشعياء النبي فقال له "العلك تفهم ما أنت تقرأ؟"، فقال "كيف يمكنني إن لم يرشدني أحد". وطلب فيلبس أن يصعد ويجلس معه. وأما فصل الكتاب الذي كان يقرأه فكان هذا "مثل شاة سيقت إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. في تواضعه انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به لأن حياته تنتزع من الأرض". فأجاب الخصي فيلبس وقال "أطلب إليك عن من يقول هذا النبي، عن نفسه أم عن واحد آخر". ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع.
وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء، فقال الخصي هو ذا ماء ماذا يمنع أن أعتمد، فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز، فأجاب وقال أنا أومن أن يسوع هو أبن الله، فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده. ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصي أيضا. وذهب في طريقه فرحا، وأما فيلبس فوجد في أشدود. وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء إلى قيصرية(أع 8: 26 - 40).
وطاف بلاد آسيا وكرز فيها بالبشارة المحيية. وكان له أربع بنات يبشرن معه. ورد كثيرين من اليهود والسامرة وغيرهم إلى حظيرة الإيمان. وتنيح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبدياّ. آمين.