قديسو اليوم: 21 تشرين الثاني 2016
فاضحت مريم بكل قواها لله، تتفرغ للصلاة والشغل اليدوي وتتعلم القراءة وتنكبُّ على مطالعة الكتب المقدسة. فادركت كل ما فيها عن تجسد ابن الله. بقيت في الهيكل احدى عشرة سنة مُختليةً بالله غارقة في بحر كمالاته.
وقد مدح القديسان امبروسيوس وايرونيموس احتشامها ورصانتها وصمتها العميق المقدس، ومواظبتها الصلاة والخلوة، ومحبتها لرفيقاتها الابكار اللواتي كانت تحضُّهنَّ على الفضيلة وعمل الخير. كانت تحب التعب والشغل وتتقن جميع اعمالها، تنام قليلاً وتكدُّ كثيراً. الفاظها عذبة، مُنادمتها لذيذة. وكثيراً ما كانت تخاطب الملائكة وتناجي الله. أقامت في الهيكل حتى بلغت الخامسة عشرة من عمرها، وعادت الى الناصرة حيث قبلت سر البشارة. ثم أخذها يوسف خطّيبها الى بيته، بعد أن ظهر له الملاك.
اما الاحتفال بعيدها هذا فهو قديم العهد في الكنيسة الشرقية ويرتقي الى القرن السادس في الاقل. اما في الكنيسة الغربية فابتُدئ به في السنة 1372. صلاتها معنا. آمين.
دخول (تقدمة) العذراء الى الهيكل (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
القديسون أمثلة تحثنا على العمل الصالح في كل أمور الحياة. والتقليد الرسولي والكنسي يعلمنا أن حنّة والدة العذراء مريم كانت عاقراً، فطلبت من الله أن يعطيها ولداً لتنذره وتكرّسه لخدمة الله، فرزقهما بابنة.
ولما بلغت السنة الثالثة من العمر، ذهب بها أبواها الى الهيكل. فأخذ الكهنة الطفلة النجيبة وأصعدوها الى المذبح. وعكفت العذراء على اقتناء الفضائل النفيسة السامية العجيبة. وقد قال القديس امبروسيوس: "إن العذراء لم تمل الى مخاطبة الفتيات الأخريات، وكانت تتسلى دائماً بوحدتها هذه بقراءة الكتب المقدسة."
وقال مار هيرونيمس : "إن العذراء الطوباوية كانت تقوم من النوم ليلاً قبل رفيقاتها، وكانت أيضاً خبيرة بشريعة الله أكثر الجميع، وأشدّهنّ تمسكاً بالتواضع، وأحسنهنّ اتقاناً في تسبيح أناشيد داوود ومزاميره، وأكثرهنّ حرارة في المحبة، وأنقى في الطهارة، وأكمل في سائر الفضائل".
وفي الإجمال إن سيرة العذراء في الهيكل صارت أفضل مرآة لنا في خصوص الكمال، لأنها قد جمعت في نفسها الفضائل كلها، وأضحت قدوة لجميع المؤمنين وخاصة لأولئك الذين نذروا بتوليتهم لله. فإن العذراء من ذلك الحين نذرت بتوليتها لله نذراً مؤبداً، وبقيت في الهيكل الى أن بلغت السنة الخامسة عشرة من العمر. فعادت الى الناصرة حيث قبلت سر البشارة بعد أن خُطِبَت ليوسف ليحافظ على بتوليتها.
إن الاحتفال بعيدها هذا هو قديم العهد في الكنيسة الشرقية ويرتقي الى القرن السادس في الأقل، أما في الكنيسة الغربية فيبدو أنه لم يُحتفل به إلا انطلاقاً من سنة 1372.
القديس البار كولومبو الإيرلندي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ولد سنة 540م . تسنى له ان يتلقى نصيباً وافراً من العلوم الدينية . انضم الى شيخ روحاني . درس الكتاب المقدس ونشأ على الحياة النسكية ترهب . تربى على يد القديس كوموغال.
ارتحل هو وبعض رفقته الى بلاد الغال للكرازة بالانجيل . أسس ديراً في غراي . أنشأ ديري آخرين لوكساي وفونتين . هكذا وجد على رأس جماعة رهبانية ضمت بضع مئات من الرهبان . كانت الصلاة تجري في الأديرة الثلاثة ليلاً نهاراً . بشّر البرابرة على ضفافا بحيرة كونستاتس.
أسس المزيد من الأديرة في فرنسا وإيطاليا. حارب الآريوسية. رقد في الرب سنة 615 م .
عيد دخول سيدتنا والدة الله الفائقة القداسة إلى الهيكل (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن الكنيسة كلّها جمعاء، في مشارق الأرض ومغاربها، تحتفل في هذا النهار، بعيد دخول الفائقة القداسة والدة الإله إلى الهيكل. وهو من الأعياد المريمية الجميلة التي تملأ القلب بهجة وسروراً.
كان الهيكل في أورشليم من عجائب الدنيا، وكان اليهود به فخورين جدّاً، وكان هو لهم مكان العبادة الأعظم، الذي فيه وحده تجوز تقدمة الذبائح للإله العلي، يغص على الدوام بجموع الناس من كهنة وكتبة ومعلّمين وفريسيين ولاويين، وخدم وزوّار ومقدّمين الذبائح وصاعدين ونازلين. وكانت البنات الأبكار قد اعتدن أن يخصصن بعض السنين من حياتهنَّ في خدمة أقداسه، ويسكنَّ في مخادعه عائشات في كنفه. وتعتقد الكنيسة، إستناداً على تقليد قديم، أن القديسة حنّة أم البتول مريم، لمّا كانت عاقراً وكانت تتضرّع إلى الله لكي يرأف بها وينزع عنها عار العقر، كانت قد نذرت للرب أن تقف لخدمته الولد الذي يولد منها. فلمّا منَّ عليها الله في أيام شيخوختها بتلك الإبنة المباركة، سبّحت تسبحة حنّة أم صموئيل وأخذت تتهيّأ لإتمام نذرها.
فما كادت البتول تبلغ الثالثة من عمرها حتى ذهبت بها أمّها إلى الهيكل، وقدمتها لخدمة العلي بقلب يطفح بشراً وإبتهاجاً. ويعتقد البعض من الآباء القديسين، وغيرهم من كبار اللاهوتيين أيضاً، نظير سوارز، أن البتول مريم كانت تتمتّع منذ أيام الطفولة بكل قواها العقليّة، وأنّها بدخولها إلى الهيكل، وبتقدمة ذاتها لخدمة الرب، لم تكن تأتي عمل طفل لا يدري ماذا يفعل، بل بالحري قدّمت ذاتها تقدمة صحيحة كاملة، تقدمة ثابتة دائمة، لا رجوع عنها مدى الحياة. كانت النعمة قد ملأت قلبها، وأنارت ذهنها، وأضرمت فؤادها بنار حب فاق إضطراماً محبّة الكروبين. فكان نظرها إلى الله نظر النسر إلى شمس الضحىالبهيّة، فتعشّقته وسكرت بأنواره، وغاصت في بحور وجمال وسحر كمالاته.
ومنذ تلك الساعة أضحت مريم لله بكل جوارحها وكل قواها، في أيامها كلّها ولياليها، وفي كل دقيقة من دقائق حياتها. وأخذت تسير من قمّة إلى قمّة، ومن كمال إلى كمال، حتى أتت الساعة التي فيها وصلت إلى ذروة الجمال والنعمة الإلهيّة، فحلّ إبن الله في أحشائها، واتّخذ له جسداً من جسدها، ودماً من دمائها الزكيّة.
فمريم هي مثال البنات المتعبّدات، والرهبان والراهبات، والرجال والنساء والكهنة، وكل من وقف على خدمة العلي حياته أو شطراً من جهوده وأيامه. فهؤلاء كلّهم، إذا راموا كمالاً فهي الكمال، وإذا أرادوا قوّة فهي النعمة، وإذا ابتغوا تعزية فهي الفرح والبهجة. وقد اعتاد رجال الله وجماعات الأديار أن يجدّدوا مواعيدهم ونذورهم لله في مثل هذا اليوم، إكراماً لمريم مثَلهم الأعلى، واستنهاضاً لهممهم أمام همّتها وفضيلتها وكمالاتها.
وقد جاء في كتابات سمعان المترجم، أن كنيسة القسطنطينيّة كانت تحتفل بهذا العيد في القرن الثامن. وكان الملك عمانوئيل كومنين في القرن الثاني عشر، يعدّ هذا العيد من الأعياد التي تحتفل بها الكنيسة كلّها جمعاء. أمّا اليوم فإنّ الدنيا كلّها تختفل به في هذا اليوم المبارك.
تذكار رئيس الملائكة الجليل ميخائيل (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الأجناد السمائية، القائم في كل حين أمام كرسي العظمة يشفع في جنس البشر، هذا الذي رآه يشوع بن نون وهو بمجد عظيم، فجزع منه وخر ساجدا له قائلا " هل لنا أنت أو لأعدائنا"، فقال "كلا بل انا رئيس جند الرب انظر، قد دفعت بيدك أريحا وملكها". والملاك ميخائيل رفيق القديسين يقويهم ويصبرهم حتى يكملوا جهادهم. ويحتفل بتذكاره وتوزع باسمه الصدقات في اليوم الثاني عشر (12من كل شهر). ومن عجائبه إن إنسانا محبا للإله يدع ذوروتاؤس وزوجته ثاؤبستى، كانا يصنعان تذكار الملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر، فانعم الرب عليهما بالغني والفرج بعد الضيق، وذلك انه لما اشتد الضيق بهذين البارين ولم يكن لهما ما يكملان به العيد أخذا ثيابهما ليبيعاها، فظهر الملاك ميخائيل لذوروتاؤس في زي رئيس جليل وأمره إلا يبيع ثيابه، بل يمضي بضمانته إلى صاحب أغنام، ويأخذ منه خروفا بثلث دينار، وإلى صياد ويأخذ منه حوتا من السمك بثلث دينار، وإلا يفتح السمكة حتى يحضر إليه، وإلى صاحب قمح ويأخذ منه ما يحتاج إليه، فصنع الرجل كما أمره الملاك، ودعا الناس للعيد كعادته، ثم دخل إلى الخزانة لعله يجد فيها خمرا لتقديم القرابين، فوجد الآنية مملوءة خمرا وكذا خيرات كثيرة متنوعة، فتعجب ودهش، وبعد إتمام مراسيم العيد وانصراف الحاضرين حضر الملاك إلى ذوروثاؤس بالهيئة التي رآه بها أولا، وأمره إن يفتح بطن السمكة فوجد فيها ثلاثمائة دينار وثلاث أثلاث ذهب، فقال له "هذه الأثلاث هي ثمن الخروف والسمكة والقمح، أما الدنانير فلكما ولأولادكما، لان الرب قد ذكركما وذكر صدقاتكما التي تقدمانها، فعوضكما عنها بها في هذه الدنيا وفي الآخرة بملكوت السموات"، وفيما هما في حيرة مما جري قال لهما "انا هو ميخائيل رئيس الملائكة الذي خلصتكما من جميع شدائدهما، انا الذي قدمت قرابينكما وصدقاتكما أمام الرب، وسوف لا تفتقران إلى شيء من خيرات هذا العالم"، فسجدا له وغاب عنهما صاعدا إلى السماء، هذه إحدى عجائب هذا الملاك الجليل التي لا تحصي،شفاعته تكون معنا، ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
وفي هذا اليوم أيضاً : نياحة القديس يوحنا السريانى
تذكار نياحة القديس يوحنا السرياني. صلواته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.