دينيّة
20 كانون الأول 2016, 06:43

قديسو اليوم: 20 كانون الأول 2016

تذكار الشهيد اغناطيوس بطريرك انطاكية (بحسب الكنيسة المارونية) ان هذا القديس العظيم كان تلميذاً للرسل وصديقاً للقديس بوليكربوس اسقف ازمير. وقد جاء في التقليد الكنسي ان القديس اغناطيوس هو ذاك الطفل الذي باركه يسوع وقال:" ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى 18: 3و4).

 

وقد لُقِّب " بثاوفوروس" باليونانية اي المتوشح بالله لانشغافه بمحبة السيد المسيح. أقيم اسقفاً على انطاكية، فكان الخليفة الثاني للقديس بطرس على الكرسي الانطاكي عام 79.

ولما جاء الملك ترايانوس الظالم الى انطاكية وكانت قد بلغته شهرة اغناطيوس وغيرته على بثِّ الروح المسيحي في الشعب، سأله:" أأنت من يسمُّونه ثاوفوروس الذي يعصى اوامري ولا بعترف بآلهتي؟" – فأجابه القديس بكل شجاعة وسكينة:

" نعم أنا هو حامل يسوع المسيح، لانه هو الاله الحقيقي وما آلهتكم سوى تماثيل صمَّاء جامدة لا فائدة منها".

فدعاه الملك الى ان يقدِّم ذبيحة للآلهة، فقال القديس:" انا كاهن يسوع المسيح وله أقدِّم الذبيحة كل يوم اشتهي أن أقدِّم له حياتي ذبيحة". عندئذ اصدر الملك حكمه عليه بان يُقاد الى روما وبان يُطرح هناك للوحوش امام الشعب الروماني في حفلات الاعياد، ليتسلى ذلك الشعب برؤية عظيم من عظماء المسيحية تمزِّقه انياب الوحوش الضارية.

اهتز قلب اغناطيوس لهذا الحكم طرباً وشكر الله على نعمة الاستشهاد. واسرع الاساقفة والكهنة والشعب يودعونه بالدموع.

اركبوه سفينة سارت بهم الى ازمير، حيث اسرع اسقفها صديقه بوليكربوس يعانقه بدموع الحزن والفرح. وقد اسرعت كنائس آسيا باساقفتها وشعبها الى وداعه، فتعزّى بهم وزوَّدهم ثلاث رسائل بها يحثُّ على الصبر والثبات في الايمان، وهي تفيض بالمحبة للسيد المسيح وبالتواضع العميق والعطف الابوي. ثم ركب السفينة واقلع مع الشماسين فيلمون واغاثون.

ومن ازمير كتب رسالته الشهيرة الى اهل روما، بها يرجوهم ان لا يردُّوا الوحوش عنه بصلواتهم، بل يقول لهم:" لا بدَّ لي ان أطحن بانياب الوحوش لأصبح خبزاً جيداً على مائدة المسيح".

ولما جاؤوا به الى الملعب حيث كانت الجماهير، جثا على الارض وقدَّم ذاته ذبيحة لله وصلى من اجل الكنيسة. فهجمت عليه الوحوش فمزَّقته وافترسته، وهو يدعو باسم يسوع المسيح. وكان استشهاده سنة 107.

جمع شماساه فيليمون واغاثون عظامه، وجاءا بها الى انطاكية حيث دفناها في ضريح فاض بالنعم والعجائب. صلاته معنا. آمين.

 

الشهيد أغناطيوس النوراني (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

لا نعرف أين ولد، ولا يوم ميلاده. كما أنّنا لا نعرف شيئاً عن أسرته. إنّما هو تلميذ الرسل لاسيّما بطرس ويوحنّا، وصديق للقديس بوليكريس أسقف أزمير... يقول التقليد إنّه هو الطفل الذي إحتضنه الرب يسوع وباركه وقال: "إن لم ترجعوا وتصيروا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى 18: 3-4).

إنّه الخليفة الثاني للقديس بطرس على كرسي أنطاكية ويلقّب ب"تاوفوروس" باليونانية أي "المتوشّح بالله". ساس رعيته بغيرة رسولية. وكان السبّاق في الصلاة والإماتات وممارسة الفضائل الكهنوتيّة. وكان كلامه فعّالاً في مسامع الوثنيين، فاهتدى منهم إلى الإيمان جمهور غفير. عاش طويلاً وذاع صيته في الآفاق.

في أوائل القرن الثاني، لمّا جاء الملك ترايانوس إلى أنطاكية، وكان قد بلغته شهرة أغناطيوس وغيرته، سأله: "أأنت َ من يسمّونه تاوفوروس الذي يعصى أوامري ولا يعترف بآلهتي؟ "فأجابه القديس بكل شجاعة وسكينة: "نعم، أنا هو حامل يسوع المسيح"...

ودعاه الملك ليقدّم ذبيحة للآلهة فقال: "أنا كاهن للمسيح وله أقدّم الذبيحة، وأشتهي أن أقدّم له حياتي ذبيحة". عندئذٍ أصدر الملك حكمه عليه بأن يقاد إلى روما وبأن يطرح للوحوش أمام الشعب الروماني في إحتفالات الأعياد. فودّع أغناطيوس الأساقفة وكهنته. وقيّده الجنود وساروا به حتى أزمير حيث ودّع صديقه بوليكربس الذي ذرف الدموع وهنّأه على نعمة الإستشهاد وتمنّاه لنفسه. وازدحم أهل كنائس آسيا في أزمير لتوديع الأسقف الشهيد ونيل بركته، فشجّعهم، ومن جملة ما قاله لهم: "إنّي ارى بينكم شهداء كثيرين... حافظوا على التقاليد التي تسلمتموها من بولس ومن يوحنّا وغيرهم من الرسل". فخلقت كلماته أبطالاً وحمّلهم رسائل إلى الذين لم يوافوه من كنائس أفسس ومانيسيا وترالي. ثم ودّعهم وأقلع مع الشماسين فيلون وأغاثودة.

وكتب من أزمير رسالته الشهيرة إلى أهل روما فسبقته إليهم، وفيها يتضرّع أن لا ينقادوا لصوت عواطفهم، فيسعوا في حرمانه من الإستشهاد. ومن هذه الرسالة نعلم الكثير عن إنتشار الإيمان المسيحي في الدنيا في أوائل القرن الثاني وعن كثير من العوائد المسيحيّة.

وعن سلاسله وشغفه بالإستشهاد يقول: "أنا الآن مقيّد بالسلاسل حبّاً بالرب يسوع... إذا كان الغد يمنحني هذه الأمنية العذبة على قلبي".

وعلى مثال بولس يطلب معونة الصلاة. وبقوله: "لا بد لي أن أطحن بأنياب الوحوش وأصير دقيقاً ناعماً لأصبح خبزاً نقيّاً جيداً جميلاً ليسوع المسيح" يلمّح إلى سرّ الإفخارستّيا.

ويتذكّر حقارته فيقول: "لا يسعني أن آمركم أمراً كما كان يفعل معكم القديسان بطرس وبولس لأنّهما كانا رسولين وأنا لست سوى رجل حقير خاطىء". وينهب رسالته عن غرور الدنيا وبطلان خيراتها وأمجاد صليب المسيح وعن القربان الإلهي الغذاء الدائم للنفوس.

ورغم ذلك القول، سعى بعضهم في إنقاذ هذا الأسقف من الموت. ولمّا بلغ روما، تهافت عليه المؤمنون يقبّلون يديه وثيابه وقيوده، فأخذ يتضرّع إليهم أن يتركوه يموت. فذرفوا الدموع السخينة على فقدانه. وقاده الجند إلى الملعب حيث كانت الجماهير تنتظره. فجثا على ركبتيه وأخذ يصلّي، فمزّقته الوحوش. وجمع الشمّاسان فيلون وأغاثودة ما بقي من عظامه ودفناها في أنطاكية حيث نال المؤمنون النعم والعجائب بشفاعته ونقلها ثاودوسيوس الصغير الملك إلى كنيسة دعيت بإسمه. ثم نُقلت إلى روما ووُضعت في كنيسة القديس أكلمنضس البابا الشهيد. وكان إستشهاده سنة 107.

 

الشهيد في الكهنة أغناطيوس المتوشّح بالله (بحسب الكنيسة الأرثوذكسية)
اسم القديس أغناطيوس أصله لاتيني ويعني النار والاشتعال. كان ممتلئاً من نار الروح القدس ومشتعلاً بحب الله. عرف الرسل وتتلمذ، مع القدّيس بوليكاربوس، للقديس يوحنا الحبيب.
سمعان المترجم وآخرون غيره يتحدثون عن الولد الذي أخذه الرب يسوع بين ذراعيه قائلاً: "من وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات. ومن قبل ولداً واحداً مثل هذا باسمي فقد قبلني" (متى4:18-5)،إنه هو إيّاه القديس أغناطيوس.
لما اندلعت موجة من الاضطهاد للمسيحيين في زمن الإمبراطور الروماني دومتيانوس (81-96م)، انصرف القديس أغناطيوس إلى تشديد المعترفين بالمسيح يسوع ليثبتوا في اعترافهم إلى المنتهى.
كان يزورهم في سجونهم ويغبطهم لأن الرب الإله اصطفاهم شهوداً له بدمائهم، ويتطلع، بتحرّق، إلى اليوم الذي يأخذ فيه، هو نفسه، مكاناً في موكب المعترفين والشهداء ليصير تلميذاً حقيقياً للمسيح. وإذ لم تكن ساعته قد جاءت بعد ولم يلق أحد عليه يداً، أقام في حسرة يترجّى ساعة ‏افتقاده.
ذهب بنفسه إلى ترايانوس قيصر وأجاب بجرأة على أسئلته حول بطلان العبادة الوثنيّة، فكان نصيبه أنّه ُقيَّد وسيق إلى رومية سيرًا على الأقدام لتفترسه الوحوش هناك تسلية للشعب. فهتف أغناطيوس فرحاً: "أشكرك، ربّي، لأنك أهّلتني للكرامة إذ أنعمت عليّ بعربون المحبّة الكاملة لك وأن أُقيّد بسلاسل من حديد، أسوة برسولك بولس، من أجلك". وفي طريقه رفض كل ّ محاولات تخليصه متنيًّا أن يصبح حنطةً للرب بين انياب الوحوش.
قال عنه القدّيس يوحنا الذهبي الفم أنه طرح نفسه للوحوش كما يطرح المرء ثوبه عنه. وقد جمع المؤمنون من عظامه ما تيسّر وعادوا بها إلى إنطاكية حيث أودعت القبر خارج أبواب دفني. ثم في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني الصغير (408-450م) جرى نقلها إلى كنيسة في إنطاكية المدينة. وفي العام 637م، أيام الإمبراطور البيزنطي هرقل، أُخذت رفات القديس إلى رومية، بسبب سقوط إنطاكية بيد العرب المسلمين. وقد استقرّت في كنيسة القديس اكليمنضوس هناك.
من كلماته: " ‏... أتوق للوحوش التي تنتظرني... أرجوكم أن تتركوني وشأني. إني أعرف ما يوافقني. لقد ابتدأت أن أكون تلميذاً للمسيح... قربت الساعة التي سأولد فيها. اغفروا لي يا إخوتي، دعوني أحيا، اتركوني أموت... اتركوني أقتدي بآلام ربي... 
إن رئيس هذا العالم يريد أن يخطفني وأن يفسد فكرتي عن الله. أرجو ألا يساعده أحد من الحاضرين هنا... إن رغبتي الأرضية قد صّلبت ولم تبق فيّ أي نار لأحبّ المادة. لا يوجد فيّ غير ماء حيّ يدمدم في أعماقي ويقول تعال إلى الآب..."

 

تقدمة عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أن كنيستنا الملكيّة تحمل بنيها على الإستعداد لعيد الميلاد الشريف بالصيام، وبترانيم خاصة بديعة. أمّا الصيام أو القطاعة عن الزفرين، فإنّه في العصور السالفة كان يدوم أربعين يوماً. إلاّ أن الكنيسة عادت فجعلته خمسة عشر يوماً فقط، إبتداءً من اليوم العاشر من هذا الشهر.

ومنذ هذا اليوم العشرين تضاعف الكنيسة إستعدادها، وتبدأ بترتيل تسابيح الميلاد. وتعيد بأنّات لا توصف كلام أشعيا: "أقطري أيتها السماوات من فوق ولتمطر الغيوم الصديق". أمّا أناشيد هذه التقدمة فهي أناشيد الفرح والرجاء والإيمان والإكرام، والمقارنة الرائعة بين حقارة المغارة وعظمة الكلمة المتجسّد.

فلنبدا إذن بالإستعداد لعيد ميلاد ربّنا، لكي نكرّمه مع الملائكة والرعاة والمجوس ومريم أمّه ويوسف حارسه، ولكي نعدّ له بأنواع الإماتات والصلوات والأعمال الصالحة مكاناً لائقاً في قلوبنا. فينزل فيها بنعمته ويتّخذها مسكناً له إلى الأبد.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديس الشهيد في رؤساء الكهنة اغناطيوس المتوشّح بالله.

لا يعرف التاريخ شيئاً عن مسقط رأس اغناطيوس، ولا عن يوم ميلاده، ولا عن أسرته. فجلّ ما يؤكّد عنه أنّه تلميذاً للرسل، وخصوصاً للقديسين بطرس ويوحنّا الحبيب. كما كان رفيقاً وصديقاً للقديس بولكريس أسقف أزمير.

ويقول أحد التقاليد الكنسية القديمة أن القديس اغناطيوس هو ذاك الطفل الذي احتضنه الرب يسوع وباركه، وقال فيه كلمته الشهيرة: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الصبيان، فلن تدخلوا ملكوت السماوات. من وضع نفسه مثل هذا الصبيّ، فذاك هو العظيم في ملكوت السماوات".

هو الخليقة الثاني للقديس بطرس على كرسي أنطاكية. فمنذ أقيم أسقفاً على هذه المدينة العظيمة بين مدن الشرق، قام يسوس رعيّته بغيرة رسوليّة وتفانٍ لا يعرف الراحة ليلاً ولا نهاراً. فكان الأول في الصلاة وفي الإماتات وفي ممارسة الفضائل الكهنوتيّة. وبذلك أصبح كلامه فعّالاً في قلوب المؤمنين، عذباً شهيّاً على مسامع الوثنيّين، فاهتدى منهم إلى الإيمان جمهور غفير. وعاش اغناطيوس دهراً طويلاً، ونجح في عمله نجاحاً باهراً، فطار إسمه في الآفاق وأضحى قبلة المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها. وساعده على نشر الإيمان ما كانت تتمتّع به الكنيسة من الراحة والسلام من بعد أن هدأت عاصفة الإضطهاد التي كان دومسيانس قد أثارها عليها في أواخر القرن الأول.

وفي أوائل القرن الثاني أثار ترايانس على المسيحيّين إضطهاداً فظيعاً. فعاد الدم يسيل في أنحاء المملكة. فضاعف اغناطيوس عنايته بشعبه. وأخذ يذكي فيهم روح الإيمان، وينهض الهمم، ويشدّد العزائم، ويهيّىء الكبار والصغار لنيل إكليل الإستشهاد. وصار يقضي أيامه ولياليه صائماً، مصليّاً، مبتهلاً إلى الله من أجل رعيّته.

وجاء ترايانس إلى أنطاكية ودخلها دخول الفاتحين الظافرين. وكانت شهرة اغناطيوس قد وصلت إلى مسامعه. فأمر به، فأُتي به إليه. فلمّا مثل اغناطيوس بين يدي القيصر، أخذ هذا يغلط له في الكلام ويوبّخه على عصيانه وخروجه على قوانين المملكة.

فحكم القيصر على الأسقف بالموت، وأمر أن يُحمل إلى رومة، وبأن يُطرح هناك للوحوش أمام جماهير الشعب الروماني، في حفلات الأعياد الوطنيّة، ليتسلّى ذلك الشعب العاتي برؤية عظيم من عظماء النصرانيّة، وكبير من كبراء البلاد السوريّة، بين مخالب الوحوش الضارية.

فتهلّل قلب الأسقف القديس، وأخذ يسبّح الله ويشكر له نعمة الإستشهاد.

وهرع الأساقفة والكهنة وجماهير الشعب، يودّعون الأسقف القديس، ويلثمون يديه، طالبين أدعيته وبركاته. وكانوا يذرفون الدموع السخيّة على فقده.

وقيّده الجند وأركبوه السفينة، وساروا به محاذين الشطوط السوريّة والآسيويّة، حتى أتوا مدينة أزمير. فلقي هناك صديقه ورفيق صباه بولكريس أسقف المدينة. فتعانقا وذرفا معاً دموع المحبة والفرح. وهنّأ بولكريس اغناطيوس بنعمة الإستشهاد، وتمنّاه هو لنفسه.

وكانت كنائس آسيا قد علمت بحكم الإعدام الصادر على القديس اغناطيوس، وعرفت أن السفينة التي تقلّه إلى عاصمة المملكة سوف تمرّ بأزمير، فتراكضت وفودها إلى هذه المدينة، أساقفة وكهنة وشعباً، لتنال بركة الأسقف الشهيد. فوعظهم وشجّعهموأضرم نار الإيمان في قلوبهم.

فخلقت كلماته وبركاته أبطالاً وشهداء بين أولئك المسيحيّين. ثم حمّلهم رسائل أبويّة رسوليّة إلى الذين لم يستطيعوا أن يوافوه إلى أزمير، من كنائس أفسس ومانيسيا وترالي. وودّعهم وطلب منهم أن يذكروه في صلواتهم، لكي يقوّيه الرب يسوع في ما هو ذاهب إليه. ثم ركب السفينة وأقلع مع الشماسين فيلون وأغاثوده. واحتمل، وهو في الطريق، شدائد كثيرة. لكنّه كان وديعاً حليماً صبوراً على مثال معلّمه الإلهي.

ومن أزمير كتب أيضاً رسالته الشهيرة الشائقة إلى أهل رومة. وفيها يتضرّع إلى أولئك المسيحيّين، أبناء الشهداء وتلاميذ الرسولين الشهيدين بطرس وبولس، أن لا ينقادوا لصوت عواطفهم ويسعوا في إنقاذه من الموت وحرمانه من الإستشهاد.

ففي هذه الرسالة الرائعة يتجلّى لنا بوضوح إيمان هذا الأسقف القديس، ومحبّته الفائقة للرب يسوع، وشوقه إلى سفك دمه من أجله. ومنها نعلم الشيء الكثير عن انتشار الإيمان المسيحي في الدنيا في أوائل القرن الثاني، وعن كثير من العقائد المسيحيّة التي كانت الأجيال المسيحيّة الأولى تؤمن بها.

وينهي القديس رسالته بكلام سماوي رائع عن غرور الدنيا وبطلان خيراتها، وعن أمجاد صليب المسيح، وعن القربان الإلهي الغذاء الدائم للنفوس ونعيمها وسعادتها.

على أنّه، مع إلحاح هذه الرسالة وهذه التضرّعات، أخذ بعضهم يسعى في رومة لخلاص هذا الأسقف العظيم القديس. ولمّا بلغ اغناطيوس إلى رومة تهافت عليه المؤمنون، يقبّلون يديه وثيابه وقيوده. فأخذ يتضرّع إليهم أن يتركوه يموت من أجل المسيح، ولا يسعوا في إنقاذه. فتركوه، وهم يذرفون الدموع السخيّة على فقده.

فقاده الجند إلى الملعب، حيث كانت الجماهير تنتظره. وهناك دفعوه إلى الوحوش الضارية. فجثا على ركبتيه وأخذ يصلّي. فأطلقوا الوحوش عليه، فمزّقته وافترسته. وكان كثيرون من المؤمنين حاضرين. فبكوا بمرارة. وما كادت روحه الطاهرة تطير إلى الأعالي، حتى أخذوا يطلبون شفاعته وبركاته.

 

نياحة القديس الأنبا بيجمى السائح (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بجيمي، كان من أهل فيشا من كرسي ميصيل، وفيما هو في الثانية عشرة من عمره، وكان يرعى غنم أبيه، ظهر له ملاك الرب في زي صبي وقال له " هلم بنا نمضي ونصير رهبانا "، فوافقه علي ذلك، وأتيا إلى برية شيهيت إلى موضع به ثلاثة شيوخ، وحينئذ غاب الملاك عنه، وأقام القديس عند هؤلاء الشيوخ أربعة وعشرين سنة حتى تنيحوا، ثم ترك المكان وانطلق في الجبل مسيرة ثلاثة أيام، فظهرت له الشياطين في شبه وحوش وخنازير وثعابين، أحاطوا به يريدون افتراسه، فعرف ذلك بالروح، وصلي فتبددوا، ثم أقام في واد هناك ثلاث سنين يصوم أسبوعا أسبوعا، وفي آخر كل أسبوع يأكل ملء قبضة يده تمرا مع قليل من الماء، وكانت صلاته أبانا الذي في السموات...الخ يتلوها بالليل والنهار، وصام مرة أربعين يوما، ومرة أخرى ثمانين يوما، حتى لصق جلده بعظامه، وعند ذلك أتى إليه ملاك بخبز ليأكل وماء ليشرب، فلم يفرغ الخبز ولا الماء سنين كثيرة، وبعد ذلك حضر له ملاك الرب في رؤيا الليل وأمره إن يعود إلى بلده، فذهب إليها وبني مسكنا خارجا عنا قليلا، وانفرد فيه للعبادة والنسك وصار أنموذجا صالحا لكل من يراه، وكان أهل بلدة يأتون إليه ويتغذون بتعاليمه الروحية، وحمله في بعض الأيام ملاك الرب إلى ارض الفرات (وفي نسخة أخرى الفاران)، لان اهلها كانوا قد حادوا عن الطريق المستقيم، فردهم جميعا إلى الإيمان، وعاد إلى موضعه، وذات مرة كان يحمل القفف إلى الريف ليبيعها، فتعب وجلس ليستريح، فحملته قوة الله ومعه القفف إلى المكان الذي كان يقصده، وفي أحد الأيام رأي القديس العظيم الأنبا شنوده عمودا منيرا جدا، وسمع صوتا يقول له " هذا الأنبا بجيمي، فقصد إليه ماشيا إلى إن وصل إلى بلده فعرفا بعضهما بإرشاد الهي ومكث عنده الأنبا شنوده أياما، ثم عاد إلى ديره، ولما قربت أيام انتقاله من هذا العالم، دعا خادمه وعرفه بذلك، وأمره إن يترك جسده في المكان الذي هو فيه، ثم أصيب بحمي فرأي جماعة من القديسين قد حضروا إليه، واسلم روحه بيد الرب فحملتها الملائكة وصعدوا بها وهم يرتلون، وكانت حياة هذا القديس سبعين سنة، أقام منها اثنتي عشرة سنة في العالم، وثمان وخمسين سنة في العبادة. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس أبطلماوس الدندراوى

في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس أبطلماوس الدندراوى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

وفي هذا اليوم أيضاً: نياحة القديس اقلاديوس بأبوتيج

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس اقلاديوس بأبوتيج. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.