دينيّة
20 شباط 2017, 06:31

قديسو اليوم: 20 شباط 2017

تذكار البار يعقوب الناسك (بحسب الكنيسة المارونية) هو من تلاميذ ابينا القديس مارون المشهورين. قد أتى العلاّمة المؤرخ تاودوريطس اسقف قورش على سيرة هذا القديس في كتابه "في النساك" قال:" كان هذا البار متنسّكاً في جبل قورش القريب من انطاكية، تحت جو السماء، ومصلياً، معرضاً للرياح من كل جانب ومثقّلاً جسمه بالحديد، طعامه الحبوب والاعشاب، ولهذا منحه الله صنع الآيات.

 

وحاول الشيطان مرة ان يطرده من الجبل، فأباده بصلاته ثم تمثَّل الشيطان بصورة هذا القديس وكان يأخذ الماء عمن يحمله اليه ويصبُّه على الارض، نحو خمسة عشر يوماً، حتى كاد يميته عطشاً، ولما تحقق القديس حيل المحّال، طرده وارتاح من شره. ثم رقد بالرب في القرن الخامس. صلاته معنا. آمين.

 

استشهاد مار شاهدوست ورفاقه الشهداء (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

ويعني اسمه "صديق الملك" أو "محبّ الملك"، وكان من مقاطعة بيث جرماي (كركوك). وكان في عهد مار شمعون برصباعي قد أقيم رئيس الكهنة في المدائن. وبعد استشهاد مار شمعون، أقيم جاثليقاً خلفاً له. وكان يعيش متخفّياً مثل سائر رؤساء الكنيسة، بالنظر الى الإضطهاد الضاري الذي أثير على المسيجيين.

وفي السنة الثانية لاستشهاد مار شمعون، وبينما كان الملك في ساليق، بلّغه أمر شاهدوست، فأمر بالقبض عليه ومعه العديد من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات من المدائن ومن القرى والأرياف المجاورة، حتى بلغ عددهم مائة وثمانية وعشرين. فكبّلوهم جميعاً بالسلاسل وأودعوهم سجناً رهيباً قاسوا فيه الأمرّين طوال خمسة أشهر. وحاول المجوس إرغامهم على السجود للشمس، مرددين عليهم كلام الملك: "إنّكم لن تموتوا إذا امتثلتم أمري". فأجابهم شاهدوست عن الجميع وقال: "قولوا لمن أرسلكم: إنّنا ثابتون على قوّة واحدة وحقيقة واحدة وعزم واحد، ونبشّر بالإيمان بالإله الواحد الذي نعبده من صميم نفوسنا. وإنّنا لا نسجد للشمس التي هي خليقته، ولا نكرّم النار التي جعلها لخدمتنا".
ولمّا بلغ الملك هذا الجواب، أرسل إليهم أيضاً كلاماً أشد عنفاً قائلاً: "إذا لم تمتثلوا إرادتي وتطيعوا أمري، فإنّ ساعة هلاككم قد بلغت الآن". فأجابه جميع القدّيسين بصوت واحد وقالوا: "إنّنا لا نفقد إلهنا، فنحن لن نسجد للشمس ولا نطيع أمركم الذي يقتل النفوس الضعيفة".

فتهيّأ القدّيسون واستعدّوا للموت، لأنّ حكم الموت بالسيف صدر على جميعهم. فأخرجهم الأعيان وأمناء الملك مقيّدين الى ظاهر المدينة، بينما أخذوا هم ينشدون بأصوات عذبة مزامير وتراتيل  لتسبيح  ربّهم. وحينما وصلوا الى موضع تنفيذ الحكم رفعوا أصواتهم بالصلاة، واستشهدوا في العشرين من شباط سنة 343.

أمّا شاهدوست فاقتادوه مكبّلاً بالقيود الى منطقة بيث هوزايي الى مدينة بيث لافاط وهناك قطعوا رأسه بالسيف وبذل حياته في سبيل المسيح.

 

القديس لاون أسقف قطاني (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)  

عاش القديس لاون في زمن كان مكرمو الإيقونات مضطهدين. نبت في عائلة نبيلة في رافينا الإيطالية وترعرع على التقى. سلك في الفضيلة بهمة وغيرة حتى ارتقى درجات السلم الكهنوتي بسرعة وأضحى مدبراً أميناً لشؤون الكنيسة في تلك المدينة. ذاع صيته خارج حدود الكنيسة هناك فاختير أسقفاً لقطاني الصقلية. وما أن استلم مهام مسؤوليته حتى شرع للتو في تنقية قطيعه من عدوى الهرطقات ومخلفات المعتقدات الوثنية الفاسدة. وقد ورد أنه دك بصلاته معبداً وثنياً وبنى في موضعه كنيسة مكرسة لشهداء سبسطية الأربعين. في كل ما كان يقوم به كان حيوي النزعة، قاطعاً في مسائل الإيمان، يفيض حباً ورأفة بالمساكين والأيتام والمضنوكين، سالكاً في ما قالة الرسول بولس: "صرت للكل كل شئ لأخلص علىكل حال قوماً" (ا كو 22:9).

في ذلك الزمان، كان هناك رجل مشعوذ اسمه هليوذوروس، في قطاني، هذا اقتنى قدرة مشبوهة إثر اتفاق عقده وإبليس. وقد روع كل صقلية بشعوذاته حتى أن الحاكم أرسل بشأنه رسالة إلى الإمبراطور في القسطنيطية عبر فيها عن قلقه الشديد حياله. فأمر الإمبراطور بإلقاء القبض عليه ونقله إلى القسطنطينية. هناك اختفى بطريقة عجيبة وهو يقول للإمبراطور ساخراً: "وداعاً يا أمبراطور. فتش عني في قطاني!" قُبض عليه من جديد واستيق إلى القسطنطينية فأغرق المدينة في الظلمة بعدما أطفأ كل الأنوار فيها. مُنع عنه الطعام فجعل كل المدينة تجوع. ولما جاؤوا به لتنفيذ حكم الإعدام به اختفى أو تبخر آخر لحظة.

هذا المشعوذ حاول القديس لاون، في قطاني، هدايته فلم يستجب. وذات يوم، فيما كانت تقام الذبيحة الإلهية في الكنيسة، دخل هليوذوروس وأخذ يسخر من القدسات مدعياً أن له سلطاناً أن يجعل الأسقف والكهنة يرقصون أمام الجموع. في تلك الأثناء، كان القديس يصلي. فلما فرغ خرج من الهيكل لابساً حلته كاملة. وإذ تقدم من هليوذوروس بسط عليه قطعة الأوموفوري التي كان متشحاً بها، وهي أشبه ببطرشيل طويل. للحال تعطلت قوة الشيطان فيه. حُكم عليه بالحرق حياً، وجئ به إلى حيث أوقدت النار، فدخل معه لاون إليها. وفيما استحال هليوذوروس رماداً لم يصب القديس لاون أي أذى.

بعد ذلك خرج القديس إلى القسطنطينية حيث ذاعت على يديه عجائب الله.
فشفى العميان وأقام المقعدين وعزى المضنوكين. وقد رقد بسلام واستمرت البركات تجري برفاته التي أُودعت كنيسة على اسم القديس لوسيا.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس بيصاريون

كان، بشهادة تلاميذه، متجرّداً عن كل شيء، كالعصافير أو الأسماك، أو وحوش البرية. لم يشأ أن يكون له بيت أو قنية أو مقام ثابت. نبذ كل ما يمتّ إلى إشباع الحواس بصلة. أكمل حياته في سكينة بلا هم. ساس نفسه بالإيمان الحي وحده. كان يدرك، في قرارة نفسه، بطلان ما في العالم، لذلك جعل تعزيته في رجاء, الخيرات الأبدية. حسب نفسه غريباً وأسيراً في الأرض. طاف البراري كالتائه. لم يردّه عن قصده أن يكون عرضة، ليل نهار، للسعات الأهوية، وأن يكابد العري والبرد القارس والشمس المحرقة. صبره، على كل ذلك، كان عجيباً. غالباً ما اجتنب المواضع التي أقام فيها الناس. وإن مرّ بدير لا يدخل بل يجلس عند بابه نائحاً، متنهّداً كإنسان نجا من الغرق. وإذا ما لاحظه أحد الإخوة وخرج إليه مستفسراً، عارضاً عليه العون، أجاب: إلى أن أجد ممتلكات بيتي الذي نُهب وغنى بيت آبائي لا أسكن تحت سقف لأن قراصنة دفعوا بي في البحر وعاصفة هبّت عليّ فسقطتُ من رتبتي وأضعت الشرف الذي وُلدت فيه. وقد عنى حالة البراءة التي أضعناها جميعاً بسقوط آدم. ثم تابع فقال أنه في عذاب وأن لا حيلة له سوى قضاء زمانه في الدموع، تائهاً كل يوم كمن لا شيء له ولا موضع يقيم فيه. توبته كانت فائقة ونسكه شديداً. كان يمضي، أحياناً، أربعين نهاراً وأربعين ليلة في وضع الوقوف بين الشوك دون أن يذوق طعم النوم. أربعون سنة لم ينم خلالها على جنبه. كان لا ينام إلا جالساً أو واقفاً. اعتاد أن يكون عنيفاً حيال نفسه إلى المنتهى. بلاديوس قال لو أن ملاكاً نزل من السماء إلى الأرض لما عاش على نحو أكمل من النحو الذي عاش بيصاريون عليه. نقاوته كانت فائقة وتمييزه حاداً. سأله أخ مقيم في شركة كيف عليه أن يسلك، أجاب احفظ الصمت ولا تقسّ نفسك على الآباء النسّاك الكبار. محبته للقريب كانت بلا حدود. لم يكن له من المقتنيات سوى الثوب الذي يغطي بدنه ومعطف صغير وكتاب الأناجيل يتأبطه على الدوام. وإذ حدث مرة دخل قرية وجد في الساحة جثة مسكين كان عارياً. للحال خلع معطفه وغطّاه. وتقدّم قليلاً فالتقى فقيراً عرياناً فقال لنفسه: كيف احتفظ بثوبي وقد خرجت من العالم فيما أخي يهلك من البرد؟ ألا أُتهم بموته إذا أغضبتُ عنه؟ ثم لو أعطيته نصف ثوبي فلا هو ينتفع منه ولا أنا؟ ماذا يضيرني لو تجاوزت بالحب ما أمر به العليّ؟ لهذا خلع ثوبه وأعطاه لفقير المسيح وجلس هو محاولاً إخفاء عريه بيديه فيما بقي الإنجيل تحت إبطه. على هذه الصورة انتظر خلاص إلهه. ولم يمض وقت طويل حتى مرّ به، بتدبير الله، متولي العدالة في تلك الناحية فعرفه. للحال نزل عن حصانه وسأله: من عرّاك يا أبتي؟ فأشار بيصاريون إلى إنجيله. فخلع الرجل معطفه وجعله عليه، فقام لتوه وانصرف. لم يشأ أن تطرق أذنيه كلمة مديح واحدة. في الطريق، التقى فقيراً آخر فلم يشأ أن يتجاوزه دون أن يعطيه ما بقي لديه. وما بقي لديه كان كتب الإنجيل. فأسرع إلى السوق وباعه، ثم عاد ونفح الفقير ثمنه. بعد أيام سأله تلميذه ذولاس عن الكتاب فأجاب بابتسامة: "لا تغضب يا أخي، لقد بعته لأتأكد من أني سأحظى بالمجد السماوي وكذا طاعة لكلام الرب يسوع الذي ما فتئ يقول لي في هذا الكتاب بع كل ما لك ووزّعه على الفقراء".

من أخباره المتداولة التي كان ذولاس، تلميذه، شاهد عيان لها أنه فيما كان يسير مرة على شاطئ البحر قال له تلميذه: لا أستطيع أن أتابع سيري يا أبتي لأني عطشان. فصلّى ثم قال له: "اشرب من ماء البحر". ففعل كذلك فكان في فمه عذباً. وإذ حاول التلميذ أن يأخذ ماء في الوعاء للطريق منعه رجل الله قائلاً: إن الله الكائن ههنا كائن في كل مكان أيضاً.

أيضاً قيل عنه أنه كان بصحبة ذولاس مرة، فبلغا نهراً فلم يجدا ما يعبران به. فبسط بيصاريون يديه وصلّى وعبر على المياه. ولما استوضحه تلميذه إلى أي حد كان يحسّ بالمياه تحته، أجاب: كنت أحس بها إلى المفصل بين الساق والقدم. أما قدماي فكانتا كأنهما على اليبس.

وأخبروا عنه أنه كان في طريقه مرة إلى أحد الشيوخ الحكماء حين قاربت الشمس المغيب. فصلى قائلاً: أرجوك، سيّدي، ثبّت الشمس في موضعها حتى أصل إلى عبدك!" وهكذا كان.

من أخباره أيضاً أنه جيء برجل إلى الكنيسة به شيطان فصلّى عليه الإخوة فلم يخرج الشيطان منه لأنه كان عنيداً. فقالوا ليس لنا سوى الأب بيصاريون. وحده يقدر أن يخرجه. ولكن كانوا يعلمون أن الشيخ خفر ولا يشاء ادعاء صنع العجائب، فصرفوا النظر عن الطلب إليه في شأنه، وجعلوا الرجل الممسوس في مكان القدّيس في الكنيسة. فلما حان وقت الصلاة قالوا للقدّيس قل لهذا الرجل أن ينهض للصلاة، فجاء إليه ولكمه قائلاً: انهض من مكانك! فقام الشيطان وخرج منه وشُفي الرجل تماماً.

كذلك من أخباره

أن رجلاً مصرياً أتى إلى بيصاريون بابنه المفلوج وتركه عند باب قلايته ومضى. فأخذ الولد في البكاء، فسمعه الشيخ. وإذ خرج إليه سأله: ماذا تفعل هنا؟ أجاب: أبي تركني ومضى! فقال له الشيخ: انهض وألحق بأبيك! فقام للحال ومضى معافى.

وقالوا عنه أنه جاء مرة إلى زانية مشهورة اسمها تائيس مدّعياً طلب الهوى. ولما اختلى بها كلّمها بكلام الله فارتدّت عن ضلالها. وقد أخذها إلى دير للعذارى عاشت فيه حبيسة. هناك تركها بعد أن علّمها الصلاة التالية: "يا من خلقتني ارحمني!" على هذه الصلاة عاشت. وبعد مدة سأل المغبوط في شأن توبتها تلاميذ القدّيس أنطونيوس فصلّوا وصاموا فكشف روح الله لأحدهم وهو بولا ما آلت إليه حالها. رأى مكاناً معدّاً بجمال عظيم وثلاثة ملائكة يحملون مصابيح أمام المرقد وتاج الظفر موضوعاً عليه. وإذ بصوت يقول له: إن هذا المضجع هو للناسكة العابدة تائيس.

ولما أشرف بيصاريون على نهاية سفره إلى ربّه قال لمن حوله: "على الراهب أن يكون كالشاروبيم، كله عين".

 

تذكار القديس لاون أسقف قطاني (بحسب كنيسة الروم المكليين الكاثوليك)

أن القديس لاون أسقف قطاني كان من الأساقفة الظاهرين بفضلهم وفضائلهم وسهرهم على رعيّتهم. وقد منحه الله صنع العجائب، فذاع صيته جدّاً وصارت الناس تأتيه أفواجاً من كل جهة، حاملةً إليه مرضاها وأثقالها.

وتروى عنه معجزة كبرى، عاقب بها رجلاً ساحراً كان يطغي الناس ويقودهم بسحره في طرق الضلال. فكان هذا الساحر هليوذورس يهزأ بالقديس وبعجائبه، ويأتي أعمالاً غريبة ليبيّن للناس أنّه بسحره أفعل وأقوى ممّا هو الأسقف القديس بإيمانه وصلاته. فأضرم مرةً ناراً كبيرة ودخل فيها وادّعى أنّها لا تقدر أن تمسّه بأذى. فأتى القديس ورسم إشارة الصليب على تلك النار المتّقدة، فبقي ذلك الساحر التعِس فيها واحترق بلهيبها. وهكذا نجت تلك المدينة من شرور ذلك الشيطان.

لا بد للقداسة أن تنتصر على الخرافة، وللحق أن يعلو على الباطل. ويعاقب الإنسان عادةً بخطيئته. هكذا قضى ذلك الساحر بنفس سحره. وعاش القديس لاون حياته كلّها لنفسه ولا لسمعته وشهرته، بل لإكليرسه ولشعبه. ورقد بالرب رقود القديسين نحو سنة 461.

  

استشهاد القديس سرجيوس الاتربى وابية وامة وكثيرين معه (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في هذا اليوم تذكار استشهاد القديس سرجيوس الأتربي وأبية وأمة وكثيرين معه.. صلاتهم تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة البابا تيموثاوس الثالث بابا الاسكندرية الثاني والثلاثون 

في مثل هذا اليوم من سنة 528 م. تنيح الآب القديس الأنبا تيموثاوس الثالث بابا الاسكندرية الثاني والثلاثون وكان جلوسه علي الكرسي الرسولي سنة 511 م. وقد نالت هذا الآب شدائد كثيرة بسبب المحافظة علي الايمان المستقيم. وحضر في ايامه القديس ساويرس بطريرك انطاكية إلى الديار المصرية هربا من الاضطهاد. وتجول الاثنان في البلاد والاديرة يثبتان الشعب علي المعتقد الارثوذكسي ولانه لم يوافق الملك مرقيان علي قوانين المجمع الخليقدوني فقد نفاه عن كرسيه وفي يوم نفيه عارض المؤمنين في تنفيذ الامر فقتل منهم بامر الملك نحو مئتي الف نفس. وقد تنيح هذا الأب في المنفي هو والقديس ساويرس الانطاكي بعد إن اقام علي الكرسي المرقسي 17 سنة صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.