دينيّة
20 آذار 2017, 06:30

قديسو اليوم: 20 آذار 2017

تذكار الشهيدة فوتينا السامرية (بحسب الكنيسة المارونية) هي تلك المرأة السامرية التي ذكرها القديس يوحنا الانجيلي(4: 5 -42). "فقال لها يسوع: أعطيني لأشرب"... وبعد ان يروي الانجيلي الحديث الذي جرى بين السيد المسيح وتلك المرأة يقول:" فتركت المرأة جرتها، وانطلقت الى المدينة، وقالت للناس: هلمُّوا، انظروا رجلا قال لي كل ما صنعته، أليس هو المسيح؟... فخرجوا من المدينة وأقبلوا نحوه... فآمن به في تلك المدينة سامريون كثيرون".

 

ولمّا سار اليه السامريّون وسمعوا كلامه، آمنوا به وقالوا للمرأة:" لسنا من أجل كلامك نؤمن الآن، بل لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو في الحقيقة مخلّص العالم" (يوحنا 4: 42). فتكون المرأة السامرية فوتينا هي التي بشرت السامريين بالمسيح، كما يرويه لنا يوحنا الانجيلي. ويروي التقليد أنّ هذه البارّة بعد أن تفرّق الرسل في الافاق، ذهبت هي أيضاً الى مدينة قرطجنة فبشرت فيها بالانجيل.

وقد طرحت فوتينا في السجن، ايام نيرون. واستمرت فيه أشهراً تصلّي وتشكر الله الى أن فاضت روحها، وذهبت ترتع بالمجد السماوي، سنة 70 للميلاد. صلاتها معنا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: تذكار البار سلوانس

هذا كان قساً من رهبان طورسينا، قائماً بخدمة الرهبان المتوحّدين في البرية. وكان أباً مشهوراً بالفضيلة والحكمة. فجاءه يوماً أخ يقول له: صلّ عليّ يا أبي. فاشكو أحد أخصامي الى القاضي ليقتص لي منه، لانه اساء الي كثيراً. فطفق القديس يناشده بالمحبة المسيحية أن يعدل عن عزمه، فلم يذعن له الأخ. عندئذ رفع القديس يديه وبدأ يتلو الصلاة الربّية. ولما بلغ الى القول:" اغفر لنا، كما غفرنا لمن خطئ الينا" قال: لا تغفر لنا، كما أننا لا نغفر لمن خطئ الينا. فتأثّر الأخ من كلام القديس وندم ورجع عن قصده، غافراً لخصمه وتاركاً الدعوى التي اقامها عليه. وكمَّل هذا القديس حياته باعمال البرّ والقداسة. ورقد بالرب في القرن الخامس للمسيح. صلاته معنا. آمين.

 

الأبرار المستشهدون في دير القدّيس سابا‎ ‎‏(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)‏ 

سنة 796م سعى العرب إلى ضرب القبائل البدوية في فلسطين. في هذا الإطار تعرّض العديد من المدن والقرى المسيحية إلى الغزو وأُفرغ بعضها من سكّانه. وإذ اضطر عدد وافر من الأهالي إلى هجرة قراهم واللجوء إلى أورشليم صير إلى تقوية التحصينات سريعاً ورُدّت هجمات المهاجمين. وإذ امتلأ هؤلاء سخطاً صبّوا جام غضبهم على أديرة تلك الناحية. فانقضّوا كالجراد على لافرا القدّيس خاريطون ونهبوا القرى المجاورة لها، ثم انتقلوا إلى لافرا القدّيس سابا التي قاومتهم.

مضت أشهر على تهديد ثعالب الصحراء للرهبان فيما نشط هؤلاء يتوسّلون إلى الرب الإله، ليلاً ونهاراً، أن يرأف بهم، وكان يشدّد أحدهم الآخر لمواجهة الصعاب، حتى الموت، دون أن يغادر أي منهم المكان، مكان عزلته، انسجاماً مع العهود التي قطعوها على أنفسهم ساعة اقتبلوا النذور الرهبانية. دونك ما كانوا يردّدونه: "كيف يمكن للذين غادروا الأرضيات غير نادمين وتبعوا المسيح القائل: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد (مت28:10)، أن يعودوا أدراجهم إلى العالم مستسلمين للخوف كبشر؟ تحصيننا الأوحد هو المسيح ودرعنا الروح القدس ومجنّنا الإيمان والملائكة القائمون حولنا غير منظورين ليحفظونا. ليس محبّة بالحياة الدنيا أتينا نقيم في هذه الصحراء الحارقة. الحياة لنا هي المسيح والموت ربح" (في21:1).

وقد جمع الشيطان حوالي الستين من أولئك المهاجمين، من الذين بعثرهم في الصحراء الخوف من قرب وصول حملة بيزنطية إليهم. جمعهم ودفعهم إلى مهاجمة اللافرا. بعض الرهبان تقدّم باتجاه المسلّحين عارضاً السلام ومذكّراً بالضيافة والمساعدة اللتين اعتاد الدير أن يقدّمهما إلى المسيحيّين وغير المسيحيّين على حد سواء. إزاء هذه البادرة أبى المهاجمون أن يجيبوا إلا بطلب تسليم الذهب في الدير. ولما أجاب الآباء أنهم لا يملكون ولا حتى ما هو ضروري لغذائهم وكسوتهم، وتر البرابرة أقواسهم وسدّدوا سهامهم فتسبّبوا بجرح حوالي ثلاثين من الآباء. وبعد أن نهبوا كل ما وجدوه في الجوار أضرموا النار في القلالي. وإذ رأوا فرقة تتقدّم باتجاههم من بعيد انسحبوا. وبعد ستة أيام، خلال سهرانة الأحد، انتشر الخبر أن شتات عصابات اجتمع وهم يتقدّمون بأعداد كبيرة باتجاه اللافرا. هؤلاء انقضّوا في سخط شديد، على الرهبان يقطّعون بعضهم كبهائم القصّابين ويسحقون رؤوس البعض الآخر بالحجارة ويلاحقون منهم من لاذا بالفرار حتى إلى نُقر الصخور. وإذ اقتربوا من إحدى هذه المغاور خرج إليهم واحد من الرهبان الخمسة المعتصمين فيها وبذل نفسه عن إخوته طعماً لشراسة المهاجمين.

بعد ذلك جمع البرابرة بقية الرهبان في فناء الكنيسة وألحوا في طلب تسليم الكنوز وأن يدلوهم على رؤسائهم. وإذ لزم الآباء الصمت أغلقوا عليهم في التحتية التي اعتاد القدّيس سابا استعمالها للتنقل بين القلاية والكنيسة وأضرموا فيها النار. ثمانية عشر راهباً قضوا اختناقاً فيما أُخرج الآخرون خارجاً وديسوا وأشبعوا ضرباً وركلاً قبل أن ينهب المهاجمون الكنيسة والقلالي وينسحبوا مخلّفين وراءهم عشرين ضحيّة وعدداً عديداً من المصابين بجروح خطرة.

وقد ورد أنه لم يطل الوقت بالمهاجمين حتى حلّ عليهم غضب الله فنزل بهم الطاعون وأبادهم.

ملاحظة: يُذكر أن ناقل خبرهم كان القدّيس استفانوس الساباوي، ابن أخ القدّيس يوحنا الدمشقي بصفة شاهد عيان.

 

تذكار آبائنا الأبرار المقتولين في دير القدّيس سابا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

هم الذين قتلهم الجند المأجورون لحساب الأساقفة الأوطيخيين الهراطقة سافيرس البطريرك الإنطاكي الدخيل وبطرس رفيقه أسقف أباميا، إنتقاماً منهم لدفاعهم المجيد عن إيمان المجمع الخلقيدوني المسكوني المنعقد سنة 451، وهو المجمع الذي أثبت فيه الآباء القدّيسون إيمان الكنيسة الجامعة بالطبيعتين الإلهية والإنسانية في المسيح.

وقيل أن هؤلاء الأبرار ذهبوا ضحايا بريئة في غارةٍ على الدير المذكور في أواخر القرن الثامن. والسنكسار الروماني يذكر هؤلاء الأبرار في 31 تموز (يوليو).

 

استشهاد باسيلاؤس الاسقف (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

فى مثل هذا اليوم استشهد القديس باسيلاؤس الأسقف. وهذا القديس رسم أسقفا مع آخرين علي غير كراس في سنة 298 م. من القديس هرمون بطريرك أورشليم الذي أرسلهم يكرزون ببشارة الملكوت في البلاد التى ليس فيها مؤمنون. فكرز هذا القديس في بلاد كثيرة فضربوه وطردوه. ولما دخل شرصونة بالشام ونادى بالبشرى آمن به قوم من أهلها، فغضب الآخرون وطردوه. فخرج إلى خارج المدينة وسكن في مغارة مداوما الابتهال والصلاة إلى الله أن يؤمنوا به. واتفق أن ابن والى المدينة مات وكان وحيده. فحزن عليه كثيرا. وحدث في الليلة التى دفن فيها أن الوالد رأى ابنه في رؤيا الليل واقفا أمامه وهو يقول له: استدع القديس باسيلاؤس وأسال أن يصلى إلى المسيح من أجلى، فإني في ظلمة عظيمة". فانتبه من نومه وأخذ عظماء المدينة وأتي إلى مغارة القديس وطب منه أن يدخل المدينة ليصلى من أجل ابنه -. فأجاب سؤلهم وذهب معهم إلى حيث قبر ابنه. وابتهل إلى الله بصلاة حارة. فقام الولد حيا بقوة الله. فآمن الأمير وأهله وأكثر أهل المدينة، وتعمدوا من يد هذا القديس. وكان بالمدينة جماعة من اليهود. فحسدوا القديس واجتمعوا بالذين لم يؤمنوا من أهل البلد ووثبوا جميعا عليه، وضربوه وجروه إلى أن أسلم روحه بسلام.. بركة صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.