دينيّة
02 تشرين الثاني 2016, 06:55

قديسو اليوم: 2 تشرين الثاني 2016

تذكار الموتى المؤمنين (بحسب الكنيسة المارونية)قد أقامت الكنيسة المجاهدة، يوم أمس، تذكاراً لشقيقتها المنتصرة في السماء، واليوم تُقيم تذكاراً آخر لشقيقتها المتألمة في الطهر. وهو أشهى تذكار على قلبها.صلاة فرضنا السرياني تخصّص لهم القومة الثالثة من صلاة الليل بعد ذكر العذراء والشهداء.

 

ان تذكار الموتى هذا قد رسمه البابا بونيفاسيوس، كما رسم تذكار جميع القديسين. وذلك لان المؤمنين الراقدين بالرب، وعليهم بعض قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحلِّ السرِّي، او خطايا عريضة، لم يوُفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون ان يكفِّروا عنها في المطهر، بنار مثل نار جهنم، لكنَّها زمنية. ولذلك تقدِّم الكنيسة، شرقاً وغرباً، الصلوات والقرابين لاجل راحة الانفس المطهرية.

فعلينا نحن، قياماً بواجب الرحمة وعرفان الجميل والعدل ايضاً ان نرفع الصلوات ونقدِّم القداديس او نسمعها ونصنع الحسنات من اجل الموتى، لانهم اخوتنا بالمسيح، ولا سيما اذا كانوا من اقربائنا والمحسنين الينا. فانهم من اعماق مطهرهم يصرخون نحونا:" ارحمونا ارحمونا، انتم يا أخلاَّءنا فانَّ يد الله قد مستنا" (ايوب 19: 21). و"طوبى للرحماء فانهم يرحمون" (متى 5: 7). فلينفذ صوتُ صراخهم هذا اذاننا واعماق قلوبنا لنُسرع الى نجدتهم. آمين. 

وفي هذا اليوم أيضاً : تذكار الشهداء اكندينوس ورفاقه

ان هؤلاء الشهداء كانوا من بلاد فارس في عهد قسطنطين الكبير والملك سابور الثاني، وكان الثلاثة الاولون منهم ذوي غيرة وإقدام على الدين المسيحي، ونشر تعاليم الانجيل المقدس بين اخوتهم المسيحيين وردّ الكثيرين من الوثنيين الى الايمان الصحيح. فغضب سابور عليهم وانزل بهم اشد العذابات هولاً، فكانوا صابرين، ثابتين في ايمانهم. وقد آمن الكثيرون من الجند حتى أمُّ الملك نفسها، لرؤيتها ماحدث من المعجزات في انواع العذابات التي مرُّوا بها. فأمر الملك بقطع رؤوسهم مع جميع الذين آمنوا بسببهم ونال جميعهم اكليل الشهادة في سنة 341. صلاتهم معنا. آمين.

 

الشهيد أكندينس ورفاقه (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

إنّ هؤلاء الشهداء كانوا من بلاد فارس في عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير والملك الفارسي شابور الثاني. وكان الثلاثة الأولون منهم ذوي غيرة وإقدام على الدين المسيحي، ونشر تعاليم الإنجيل المقدّس بين أخوتهم المسيحيين، وردّ الكثيرين من الوثنيين إلى الإيمان الصحيح. فغضب شابور عليهم وأنزل بهم أشد العذابات هولاً، فكانوا صابرين، ثابتين في إيمانهم. وقد آمن الكثيرون من الجنود حتى أمّ الملك نفسها، لرؤيتها ما حدث من المعجزات في انواع العذابات التي مرّوا بها. فأمر الملك بقطع رؤوسهم مع جميع الذين آمنوا بسببهم ونال جميعهم إكليل الشهادة في سنة 341.

 

القدّيسين الشهداء الفرس أكندينوس وبيغاسيوس وأفطونيوس والبيذيفورس وأنمبوذيستس‎‎‏(بحسب الكنيسة الارثوذكسية‎‏)‏ 

عاش هؤلاء القدّيسون الخمسة في بلاد الفرس في أيام الملك شابور الثاني (339-379 م). كان أكندينوس وبيغاسيوس و أنمبوذيستس موظفين كباراً في القصر الملكي وكانوا، في سرّهم، مسيحيين غيارى.

وحدث في ذلك الزمان أن حمل الملك على المسيحيين. وإذ أسرّ إليه بعض الوشاة خبر هؤلاء القدّيسين الثلاثة ألقى جنوده القبض عليهم. وبعد أن أذلوهم وجلدوهم ساقوهم إلى حضرة الملك للمحاكمة.

كان الملك يتطاير حنقاً وغضباً على الثلاثة فيما وقفوا هم ثابتين هادئين واثقين بالمسيح الساكن فيهم. فتح الملك فاه وأمطر المتهمين شتماً وتقريعاً متوعداً إياهم بأشد العقوبات إن لم يرعووا  و يعودوا إلى عبادة الشمس نظير آبائهم من قبلهم. وإذ أبى القدّيسون الانصياع وقالوا أنهم يعبدون لا الشمس المنظورة بل الشمس العقلية التي هي المسيح الملك، أطلق شابور العنان للسانه تجديفاً على اسم الرب يسوع. فما كان من الثلاثة سوى أن أخرسوه بصلاتهم القلبية فاختنق صوته فيه وأمسى في حالة يرثى لها. وإذ رآه أكندينوس ورفيقاه في ضيق شديد رقّوا له وأعادوا إليه بالصلاة صوته آملين منه الاتعاظ والعودة عن غيّه. لكن غمامة الشر كانت كثيفة على قلبه، فأمر للحال بسوق الثلاثة إلى غرفة التعذيب وإذاقتهم أقسى صنوفه حتى كسر عنادهم وحملهم على الكفر بالمسيح.

مدّد الثلاثة على أسرّة من حديد محمّى ثم ألقوا في خلقين من الرصاص المذاب بالنار فلم يصبهم، بنعمة الله، أي أذى فاستغرب الحاضرون. وقد حرّك المشهد قلب أحد الحراس المدعو أفطونيوس فصرخ شاهداً: "عظيم هو إله المسيحيين!"، فقطع رأسه للحال وانضم إلى مصاف الشهداء المعتمدين بدمائهم.

وعاد الملك فأمر بتعذيب أكندينوس ورفيقيه على مرأى من الجمع الغفير. وإذ عاين الجميع العجب وعجز الجلاّدين، رغم فظاعة أفعالهم، عن ثني الثلاثة عن عزمهم المبارك، آمن بالمسيح جمهور كبير قيل أنه بلغ سبعة آلاف نفس، كما آمن عضو بارز في المشيخة اسمه ألبيذيفورس بالإضافة إلى والدة الملك شابور نفسه وثمانية وعشرين من رفاق القدّيسين الثلاثة. هؤلاء جميعاً، ساقهم الملك إلى الموت فقضوا، بعضهم حرقاً وبعضهم بحد السيف فحققوا إيمانهم وأنجزوا سعيهم وحازوا أكاليل المجد من لدن العليّ.

 

تذكار القديسين الشهداء أكنذينس ورفقته (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن القديس أكنذينس ورفيقيه بيغاس وأنمبوذستس كانوا من رجال الله على نشر بشارة الإنجيل في بلاد العجم، في أواسط القرن الرابع. فآمن على أيديهم جميع غفير من سكان تلك البلاد الفارسية الكثيرة العلم والتمدّن.

فغضب الملك سابور عليهم، وأمر بتعذيبهم إن لم يرعوُوا عن غيّهم ويكفروا بالمسيح. أمّا هم فاعترفوا بإيمانهم جهاراً بكل شجاعة وجرأة، ليكونوا في حياتهم وفي مماتهم مثالاً صالحاً لتلاميذهم في الإيمان. فطرحهم الحاكم في خلقين كبير مملوء بالرصاص المذاب على النار فلم يصابوا بأذى. فلمّا رأى أحد الجنود الواقفين المدعو أفثونيوس تلك الأعجوبة الباهرة، آمن بالرب. فضُربت للحال عنقه، ففاز بإكليل الإستشهاد وطار سراعاً إلى مقرّ جيوش المسيح في السماء.

وبعد ذلك وُضع الشهداء الثلاثة في أكياس من جلود البقر وطُرحوا في البحر ليموتوا خنقاً في المياه. وهكذا نالوا هم أيضاً إكليل الشهادة.

وما كادت نفوسهم تلج أخدار النعيم حتى حدث حادث عجيب كان له الأثر العظيم في مقدرات الألوف من ذلك الشعب الفارسي النبيل. فأن الجندي الشهيد أفثونيوس تراءى للجماهير من فوق البحر، تحيط به جوقة من الملائكة، وانتشل أجساد القديسين الشهداء سالمة من الفساد. فلمّا رأى الناس ذلك آمن سبعة آلاف منهم بالمسيح، وجاهروا بإيمانهم، وأخذوا يسبّحون الرب الممجّد في قديسيه. ومنهم ألبيذفورس أول مستشاري المملكة، ووالدة الملك سابور نفسها.

فعلم سابور بما كان، فاستشاط غضباً وأمر بأن يقتل أولئك الناس جميعاً. فانقضَّ الجند عليهم وأعملوا السيوف في رقابهم. فماتوا شهداء إيمانهم الجديد، وكان لهم دمهم عماداً مقدّساً طهّرهم من آثامهم وصعد بهم جيشاً عظيماً مجيداً منصوراً إلى القلاع السماوية الأبدية، ليملكوا مع المسيح إلى الأبد، ويشفعوا في بلادهم وأخواتهم.

 

نياحة البابا يوساب الاول(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم من سنة 841 ميلادية تنيح الآب القديس الأنبا يوساب الثاني والخمسون من باباوات الإسكندرية. كان من أولاد عظماء منوف وأغنيائها، ولما انتقل أبواه وتركاه رباه بعض المؤمنين. ولما كبر قليلا تصدق بأكثر أمواله، ثم قصد برية القديس مقاريوس، وترهب عند شيخ قديس. ولما قدم الأنبا مرقس الثاني التاسع والأربعون من باباوات الإسكندرية، وسمع بسيرته دعاه إليه. ولما أراد العودة إلى البرية رسمه قسا وأرسله. فمكث هناك مدة إلى إن تنيح الأنبا سيماؤن الثاني الحادي والخمسون، وظل الكرسي شاغرا إلى إن اتفق بعض الأساقفة مع بعض من عامة الإسكندرية علي تقدمة شخص متزوج كان قد رشاهم بالمال. فلما علم بقية الأساقفة أنكروا عليهم عملهم هذا وطلبوا إلى الله إن يرشدهم إلى من يريده فأرشدهم إلى هذا الاب. فتذكروا سيرته الصالحة، وتدبيره حينما كان عند الآب الأنبا مرقس، وأرسلوا بعض الأساقفة لإحضاره. فصلي هؤلاء إلى الله قائلين "نسألك يارب إن كنت قد اخترت هذا الآب لهذه الربتة، فلتكن علامة ذلك إننا نجد بابه مفتوحا عند وصولنا إليه". فلما وصلوا وجدوا بابه مفتوحا، حيث كان يودع بعض زائريه من الرهبان. وإذ هم بإغلاق الباب رآهم مقبلين فاستقبلهم بفرح وأدخلهم قلايته. فلما دخلوا امسكوه وقالوا له "مستحق". فصاح وبكي وبدا يظهر لهم نقائصه وعثراته، فلم يقبلوا منه، وأخذوه إلى ثغر الإسكندرية ووضعوا عليه اليد. ولما جلس علي الكرسي المرقسي اهتم بالكنائس كثيرا. وكان يشتري بما يفضل عنه من موارده أملاكا ويوقفها علي الكنائس. وكان كثير التعليم للشعب لا يغفل عن أحد منهم فحسده الشيطان وسبب له أحزانا كثيرة. من ذلك إن أسقف تنيس وأسقف مصر أغاظا شعب كرسيهما فأنكر هذا الآب عليهما ذلك، وطلب إليهما مرارا كثيرة إن يترفقا برعيتهما، فلم يقبلا منه نصيحة، وإستغاثت رعيتهما قائلة إن أنت أرغمتنا علي الخضوع لهما تحولنا إلى ملة أخرى، وإذ اجتهد كثيرا في الصلح بين الفريقين ولم ينجح، دعا الأساقفة من سائر البلاد وأطلعهم علي أمر الأسقفين وتبرا من عملهما، فكتبوا جميعهم بقطعهما. فلما سقطا مضيا إلى الوالي بالقاهرة، ولفقا علي الآب قضية كاذبة، فأرسل الوالي أخاه مع بعض الجند لإحضار البطريرك. ولما وصلوا إليه جرد أخو الأمير سيفه، وأراد قتله، ولكن الله أمال يده عنه فجاءت الضربة في العمود فانكسر السيف. فازداد الأمير غضبا وجرد سكينا وضرب الاب في جنبه بكل قوته، فلم تنل منه شيئا سوي إن قطعت الثياب ولم تصل إلى جسمه فتحقق الأمير إن في البطريرك نعمة إلهية ووقاية سماوية تصده عن قتله، فاحترمه وأتى به إلى أخيه، واعلمه بما جري له معه، فاحترمه الحاكم أيضًا وخافه، ثم أستخبره عن القضية التي رفعت عليه، فاثبت له عدم صحتها واعلمه بأمر الأسقفين، فاقتنع وأكرمه، وأمر بان لا يعارضه أحد في رسامة، أوعزل أحد من الأساقفة، أو في أي عمل يختص بالبيعة. وكان مداوما علي وعظ الخطاة وردع المخالفين، مثبتا الشعب علي الإيمان المستقيم الذي تسلمه من أبائه، مفسرا لهم ما استشكل عليهم فهمه، حارسا لهم بتعاليمه وصلواته. وقد اظهر الله تعالي علي يدي هذا الآب عجائب كثيرة. ولما اكمل هذه السيرة المرضية تنيح بسلام بعد إن أقام علي الكرسي تسع عشرة سنة. وفي الرهبنة تسعا وثلاثين. وقبلها نيفا وعشرين سنة. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس ديوناسيوس اسقف كورنثوس

في مثل هذا اليوم تذكار شهادة القديس ديوناسيوس أسقف كورنثوس، الذي استشهد في ايام دقلديانوس ومكسيميانوس، بعد إن عذب بعذابات كثيرة في سبيل الإيمان بالمسيح له المجد. وأخيرا ضرب عنقه بالسيف فنال إكليل المجد الأبدي.

صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.