قديسو اليوم: 19 تشرين الأول 2016
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : تذكار البابا سيكستوس الاول
ولد هذا البابا القديس في روما من اسرة شريفة تدعى ايلفيديا، وارتقى الى السدّة البطرسية سنة 116 فكان محافظاً على الامانة الصحيحة ضد المبتدعين الذين حرمهم وقطعهم من شركة الكنيسة.
وبعد ان دبَّر الكنيسة بكل غيرة ونشاط، باذلاً احشاء الرحمة للايتام والفقراء رقد بالرب في سنة 125. ودفن في كنيسة الفاتيكان. صلاته تكون معنا. آمين.
القديس يوئيل النبي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوّة الثانية في ترتيب الأنبياء الاثني عشر الصغار بعد هوشع. أغلب الظن أنه تنبّأ في يهوذا، وربما في أورشليم بالذات. أما متى كان ذلك فليس الرأي واحدا ً. البعض يقول إنه تنبّأ بعد الرجوع من سبي بابل والبعض قبله. أما أصحاب الاتجاه الأخير فيعتبرون نبوءته أنموذجا مقتضباً نحا عليه اللاحقون ووسّعوه.
يوئيل، فيما يبدو، كان رجلاً مرهف الإحساس، غيوراً على ما لله، ثاقب البصيرة بليغاً، فصيحاً، سلس التعبير، دقيقاً في وصفه للأحداث، واضحاً.
موضوع نبوءته الأساس هو يوم الرب القريب (15:1). وما انقطاع المياه و نكبة الجراد اللذان حلاّ بالبلاد سوى من علامات مجيئه. والسبب ضلال الشعب وعزوفه عن إلهه. من هنا حث السيّد الرب شعبه عبر نبيّه يوئيل أن "ارجعوا إليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة..." (2: 12-13). فإن هم فعلوا أرسل لهم القمح والمسطار والزيت ورفع عنهم بين الأمم (19:2). كيف لا والرب يغار لأرضه ويرق لشعبه (18:2).
وإله إسرائيل لا يقف عند هذا الحد لأن محبته لشعبه هي بلا حدود، وما أعدّه لهم فائق، وسيمتد ليشمل كل الأمم. ومحبة الرب هي هذه: "اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحي في تلك الأيام وأعطي عجائب في السماء والأرض دماً وناراً وأعمدة دخان. تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف. ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو (2: 28-32).
هذا الكلام الكبير لم يكن ليفهم إلا في نجازه، فكان تمامه في يوم العنصرة العظيم، وقد استشهد به بطرس الرسول (أعمال 2) بعد ما انحدر الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسن نارية، ووقف اليهود وسكان أورشليم متعجّبين.
يبقى أن نذكر أن للبعد الرؤيوي لنبوءة يوئيل صدى في سفر رؤيا يوحنا، ليس أقله ما جاء في الإصحاح التاسع عما صنعه الملاك الخامس حين بوّق وفتح بثر الهاوية "فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر، ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطاناً كما لعقارب الأرض سلطان....". ففي هذا الكلام صدى صريح لما جاء في يوئيل (2) عن ذاك الجراد الرهيب.
صورة الإله في انعطافه على العباد وحثّهم على التوبة ما كانت لتخرج على النحو الذي أخرجها يوئيل لو لم تعتمل محبة إلهه والصلاة إليه في قلبه ناراً ملتهبة تدعو الناس إلى توبة صدوق إزاء إله حبّه ولا أرق.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس أوّارس الشهيد
كان القدّيس أوّراس جندياً في الجيش الروماني في مصر أيام الإمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وكان مسيحياً متستراً. وقد اعتاد أن يزور المسيحيين المسجونين، ليلاً، ويخدمهم. ومع أنه كان يتمنى أن يكون في عدادهم لكن الشجاعة كانت تنقصه وكان يألم من ذلك ويعجب من هؤلاء الأبطال ويغبطهم.
وحدث أن جيء بسبعة مسيحيين معاً وألقي بهم في السجن. هؤلاء توطّدت معرفة أوّراس بهم إلى أن رقد أحدهم بالرب قبيل تقديمهم للمحاكمة.
ولما جاؤوا بهم أمام الحاكم نظر إليهم ورآهم ستة لا سبعة فسأل: "ولكن هؤلاء ستة فأين السابع؟"، فتحرّكت نفس أوّراس الذي كان واقفاً ينظر بين الناظرين، فانبرى قائلاً: "أنا هو السابع!".
وقف الحاكم مدهوشاً إزاء جسارة هذا الجندي. وبعدما كلّمه كمن لا يحمل بادرته على محمل الجد ورآه معترفاً ثابتاً على موقفه، ثارت عليه ثائرته وأمر به أولاً. وإذ انهال عليه الجلاد ضرباً، نظر إلى رفاقه الستة الباقين وسألهم الصلاة إلى الرب الإله من أجله. وحالما رفع الستة أيديهم إلى السماء أحسّ أوّراس بيد تعينه وتعطل قوّة الجلدات المنصبّة عليه، وتحوّلت مرارة العذاب، بنعمة الروح القدس، إلى عذوبة، فبات صابراً على الآلام بفرح.
واستمر الجلادون، على هذا النحو، يمعنون في تعذيبه إلى أن أسلم الروح.
أما رفاقه الستة فقطعت هاماتهم جميعاً.
ثم أن الجند ألقوا بجثمان أوّراس في حفرة، فجاءت امرأة فلسطينية المولد، اسمها كليوبترا، ورفعته سراً وخبأته في بيتها. وإذ كانت أرملة ضابط في الجيش، طلبت من الحاكم إذناً أن تنقل رفات زوجها إلى فلسطين، فأذن لها، فقامت وأخذت بقايا القديس أوّراس وذهبت إلى قرية اسمها عدرا قريبة من قمة ثابور حيث بنت كنيسة على اسم أوّراس أودعت فيها بقاياه ذخيرة حيّة. ويقال أنه ظهر لها مراراً عديدة هناك.
تذكار القديس يوئيل النبي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
هو ثاني الأنبياء الصغار الإثني عشر في الترتيب. وهو إبن فتوئيل. ولا نعلم شيئاً عن حياته، سوى أنّه كان من مملكة يهوذا، وربما كان عائشاً في أورشليم. ولا شيء يبرّر ما أرتآه بعض المفسرين من أنّه كان كاهناً نظير حزقيال.
وسبق يوئيل سائر الكبار والصغار، ما عدا عوبديا الذي عاصره مع ذلك فقط ردحاً من الزمان.
أمّا لغة يوئيل فهي من بدائع الفن الكتابي، وعبارته نقيّة قويّة واضحة. فهو حقّاً أستاذ في صناعة البيان. ولقد بقي مثالاً لسائر الأنبياء، فأخذوا عنه ونسجوا على منواله، حتى أن منهم من نقل عباراته حرفاً بحرف. ورؤيا يوحنّا نفسها لا تخلو من بعض شذرات من نبوءة يوئيل. ولا يعلو على يوئيل في سمو المعاني والبيان سوى أشعيا وحبقوق. وفي نبوءته تجد ما يمتاز به ميخا من قوّة التعبير، وأرميا من الحنّان، وناحوم من رائع التصوير. ولقد وصف هجوم الجرّاد فوُفق في ذلك الوصف البديع كل التوفيق.
ولقد تنبّأ يوئيل عن حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ يوم العنصرة، كما أكّد ذلك بطرس الرسول في خطابه إذ قال: "أيّها الرجال اليهود والساكنون في أورشليم أجمعون، ليكن هذا معلوماً عندكم واصغوا لأقوالي. فإنّ هؤلاء ليسوا بسكارى. لكن هذا هو المقول على لسان يوئيل النبي: وسيكون في الأيام الأخيرة يقول الله، إنّي أفيض من روحي على كل بشر فيتنبّأ بنوكم وبناتكم..."
ويوئيل هو الوحيد أيضاً الذي يتكلّم عن وادي يوشافاط فيقول: "إجمع جميع الأمم وأنزلهم إلى وادي يوشافاط ,وأحاكمهم هناك". ويعني يوئيل بهذا الكلام وما بعده أن الله يدين في وادي يوشافاط جميع أعداء شعبه إسرائيل. وكلمة يوشافاط معناها حكم الله أو دينونة الله. ولا يُعرف أين يقع ذلك الوادي.
ولقد درج المسيحيّون على الإعتقاد أن الله سوف يجمع الأمم في هذا الوادي يوم الدينونة الأخيرة. وقد قرأنا للكاتب كلميت صفحة قيّمة بهذا العمنى، قال: "لقد ظنّ البعض أن وادي يوشافاط هو المكان الذي سوف تجتمع فيه الأمم يوم الدينونة الأخيرة. وهذا الرأي هو المقبول اليوم بين المسيحيين. لكن المفسّرين الأقدمين قالوا غير هذا القول. فيرتئي أورجانس أن الأمم سوف تجتمع على وجه البسيطة كلّها، وأن بهاء إبن الله سوف يلمع كالبرق وتشاهده الدنيا بأسرها. أمّا القديس إيرونيمس فيقول: أنّه من المضحك أن نعتقد أن المخلّص سوف يظهر للبشريّة في مكان ضيّق مثل هذا. ويعتقد القديس هيلاريوس أن الأمم سوف تجتمع على جبل الجلجلة حتى أن الفادي الإلهي، الذي احتمل في هذا المكان أنواع العار، يعود فيظهر فيه بسنى مجده".
إلاّ أنّه لا شيء يقوم بوجه القدرة الإلهيّة إذا شاءَت أن تجمع في صعيد واحد، سواء كان ضيّقاً أم فسيحاً، جموع الأمم والشعوب لتدينهم على نيّاتهم وأعمالهم، وتفصل بين الأشرار منهم والصالحين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديس فارس الشهيد
كان فارس من مدينة مصر، وكان جنديّاً بسيطاً في الجيش الروماني على عهد ذيو كلسيانس ومكسميانس، في أوائل القران الرابع. وكانت ترتعد فرائصه كلّما رأى الجلادين يتفنّنون في تعذيب المسيحيين. فكان يتستر ويحاذر أن يعرفه أحد كمسيحي، لثلاّ يضعف إيمانه تحت المجالد ويخون ربّه.
لكنّه كان رجلاً عطوفاً على أولئك الشهداء، وكان يأتي ليلاً إلى السجون ويخدم المسيحيين المسجونين، ويؤاسيهم بما يستطيع إليه سبيلاً من أنواع المؤاساة والخدم.
وكان في أحد السجون سبعة من أولئك الشهداء، ينتظرون بفروغ صبر ساعة تعذيبهم وإعدامهم. وكان فارس يتردّد عليهم ويُسعفهم ويطلب معونة صلواتهم. فمات أحدهم من جرّاء ما احتمله من الآآلام والعذاب، وسبق رفاقه إلى مقر الشهداء في السماء. وجاء دور محاكمة الستة الباقين الموقوفين. فمثلوا أمام الحاكم. وكان فارس بين الحضور ينظر ويسمع.
فحدق الحاكم بأولئك الشهداء فوجدهم ستة فقال لهم: ألستم سبعة، فاين السابع؟ وما كاد يتفوّه بتلك الكلمات حتى دبّت الحميّة في قلب فارس، واشتعلت نار الشجاعة في عروقه، فأسرع واخترق الجمع المحتشد وتقدّم إلى الحاكم وقال: يا سيّدي، أن السابع قد مات وأنا أقوم مقامه. فسَرت بين الجموع موجة أنذهال وإكبار معاً لتلك الشجاعة الفائقة. وتعجّب الوالي وعدّ عمل فارس حماسة طائشة. فأخذ يوبّخه تارةً، وتارةً يتملّقه، ثم يتوعّده، فلم يجد فيه إلاّ ثباتاً عجيباً. حينئذٍ أمر به، فمزّق جسده بالمجالد، وقُطعت لحمانه بأمشاط الحديد. أمّا هو فكان صابراً، يصلّي ويتضرّع إلى الله ليثبّته في عزمه. وتضرّع إلى رفاقه الشهداء الستة الواقفين أن يطلبوا له العون الإلهي. فسمعه الحاكم وهزأ به وقال. أين هي قدرة مسيحك يا فارس، ألا يأتي إلى نجدتك حتى تستنجد بهؤلاء التعساء. فقال الشهيد: إنّي لا أطلب المعونة من الله لينقذني من هذا العذاب، بل أبتهل إلى الرب لكي ينجّيني من نار جهنّم.
فغضب الحاكم وأمر الجلادين بأن يشدّدوا في تعذيبه. ففتحوا له جوفه، وأخرجوا أمعاءه وتركوه مطروحاً على الأرض يتألّم ساعات طوالاً حتى أسلم الروح. فطارت نفسه إلى المملكة العلوية، حيث رب الجنود جالس يكافىء مختاريه بالنعيم الذي لا يزول ولا يفنى أبداً.
أمّا الستة الباقون، فضُربت أعناقهم في اليوم التالي، فنالوا بذلك إكليل الإستشهاد ونعيم السماء.
استشهاد القديس مطرا الشيخ السكندري (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس مطرا الشيخ، الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، وكان من أهل الإسكندرية، مؤمنا مسيحيا. ولما ملك داقيوس أثارعبادة الأوثان. واضطهد الشعب المسيحي في كل مكان ووصلت أوامره إلى الإسكندرية. فوقع الاضطهاد على أهلها وسعى بعضهم ضد هذا القديس فاستحضره إلى الإسكندرية وسأله عن إيمانه، فاعترف بالسيد المسيح انه اله حق من اله حق. فأمره الوالي بالسجود للأصنام، ووعده بوعود جزيلة فلم يقبل منه، فتوعده بالعقاب فلم يرجع عن رأيه، بل صاح قائلا: أنا لا أسجد إلا للمسيح خالق السماء والأرض، فغضب الوالي وأمر بضربه، فضرب ضربا موجعا وعلقوه من ذراعه، ثم حبسوه، وجرحوا وجهه وجبينه بقضيب محمى. وأخيرا إذ بقى مصرا على إيمانه، ضربوا عنقه خارج المدينة.
صلاته تكون معنا. آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس اباهور وطوسيا وأولادهما والأنبا أغاثون المتوحد
في مثل هذا اليوم تذكار القديسين أباهور وطوسيا وأولادها بطموه. والأنبا أغاثو المتوحد.
صلاة الجميع تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.