قديسو اليوم: 17 تشرين الأول 2016
وكانت صلاتهما انجح من الادوية الطبية لشفاء الامراض على انواعها. واجرى الله على ايديهما آيات كثيرة. فارتد الكثيرون من عبادة الاوثان الى الايمان بالمسيح. فبلغ خبرهما ليسياس والي قيليقية، فاخذ يلاطفهما ويعدهما بمراتب عالية، اذا ضحَّيا الاصنام، وإلا انزل بهما اشد العذابات هولاً. فأجابا بكل جرأةٍ:" اننا عن ايماننا بالمسيح لا نحيد" عندئذ أمر فقيدوهما بالسلاسل وطرحوهما، على التوالي، في الماء والنار والسجن. ثم رجموهما وصلبوهما ورشقوهما بالسهام، وبعد ان تغلَّبا على كل هذا العذاب، بصبر عجيب، يئس منهما الوالي فأمر بضرب عنقهما، فنالا اكليل الشهادة في سنة 303.
وبواسطة ذخائرهما شفي الملك يوستينيانس من مرض كاد يودي بحياته. فاقام في القسطنطينية كنيسة كبرى على اسمهما، كما شُيِّدت لهما عدة كنائس في روما وغيرها. صرتهما معنا. آمين.
القديس هوشع النبي (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
هو النبي الأول في ترتيب نبوءات الأنبياء الاثني عشر الصغار، من حيث عدد إصحاحات نبوءته.
تنبأ في مملكة الشمال وعاصر سقوط السامرة عام 722 ق. م. بيد شلمنصّر، ملك آشور. كما عاصر كلاً من الأنبياء أشعياء وعاموس وميخا. ويظن أن فترة نبوءته دامت أربعين سنة.
أما مضمون النبوءة فمحاكمة الله لشعبه بعدما زاغ وفسد، وحثّه على العودة إلى إلهه. ففي الإصحاح الرابع "إن للرب محاكمة مع سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة لله في الأرض". الكاهن أضحى ضالاً ومضلّلاً.
"قد هلك شعبي من عدم المعرفة. فبما أنك رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي". والشعب تحول إلى عبادة الأصنام. "شعبي يسأل خشبه وعصاه هذا هو الزنى بعينه لأن آباءهم كانوا قد نذروا الأمانة للعليّ القدير. "روح الزنى قد أضلّهم فزنوا من تحت إلههم". فليحذر الشعب والكهنة، إذاً، لأن الشعب الذي لا يفطن يتهوّر". ويكون كما الشعب هكذا الكاهن، أعاقبهم على طرقهم وأردّ أعمالهم عليهم.
وتمثيلاً لعلاقة الرب بشعبه، يأمر العليّ نبيه هوشع أن يتخذ لنفسه امرأة زانية. "اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الرب" (هوشع 2:1). ويشكو الرب حال إسرائيل لكنه لا يطلقها. حبّه أكبر من زناها، وهمّه أن يستعيدها بالتضييق والأوجاع. "هاأنذا أسيّج طريقك بالشوك... فتتبع محبّيها ولا تدركهم... فتقول أذهب وأرجع إلى رجلي الأول..." (هوشع 6:2- 8). ثم يخرجها الرب الإله إلى البرية، قاطعاً عنها خيرات الأرض ومتعها. هناك يلاطفها لطفاً فتدعوه رجلها. "هاأنذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية، وألاطفها، وأعطيها كرومها من هناك...وهي تغني هناك كأيام صباها وكيوم صعودها من أرض مصر... اقطع لهم عهداً في ذلك اليوم... وأخطبك لنفسي إلى الأبد... بالعدل والحق والإحسان والمراحم... ويكون في ذلك اليوم إني استجيب... وأزرعها لنفسي في الأرض..." (هوشع 14:2-23).
هوشع هو نبي محبة الله الكبرى، المحبة الموجوعة الثابتة الصابرة الراجية إلى الأبد، في مقابل وهن الشعب وبطره واستخفافه بألطاف إلهه، إلا أن تنال منه عصا التأديب وصروف الدهر والخوف والوجع والبريّة.
يبقى أن الصورة التي رسمها هوشع هي صورة علاقة الله بنا في كل عصر. الله المنعطف على البشرية، المصلوب على محبتها كل يوم، والبشرية الزائغة المغلق عليها بالأوجاع والموت إلى أن تعود إلى الحبيب الأول.
ويختم هوشع نبوءته هكذا: "من هو الحكيم حتى يفهم هذه الأمور والفهيم حتى يعرفها، فإن طرق الباب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون..." (هوشع 9:14).
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديس البار في الشهداء اندراوس الكريتي
نشأ القديس اندراوس في جزيرة كريت وهو غير القديس اندراوس الدمشقي الكريتي، أسقف غورتينا، المعروف بأناشيده الكنسية وقوانينه (660- 740م).
القديس اندراوس الشهيد، الذي نحن في صدده، كان راهباً وكاهناً في آن. وقد أبدى منذ نعومة أظفاره غيرة مميزة على تراث الكنيسة.
انتهى إليه ما كان يقترفه الإمبراطور قسطنطين الخامس كوبرونيموس (471- 775م) بحق مكرمي الأيقونات، وسعيه إلى استئصال الأيقونة من التراث الكنسي، فخرج إلى مدينة القسطنطينية ليعترف بالإيمان القويم.
في القسطنطينية، كان الإمبراطور يقوم باستجواب الخارجين عن طاعته، في هذا الإطار، في القصر المسمى باسم القديس الشهيد "ماما". وإذ آلم اندراوس جداً ما كان يجري، ولم يطق الصمت، تقدّم من الإمبراطور وقال له بلهجة قاسية: "أمسيحي أنت يا جلالة الإمبراطور؟! لما لا تهتم بالجيش وتسوس الشعب بدل أن تضطهد المسيح وخدّامه؟!". بقي الإمبراطور لحظات صامتاً مدهوشاً إزاء جسارة هذا الغريب. ولما عاد إلى نفسه أمر به جنوده فقبضوا عليه.
تذكار هوشع النبي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
هو أول الأنبياء الصغار الإثني عشر. ونعلم من قراءة الفصل الأول من نبوءته أنّه إبن بيري، وأنّه تنبّأ في أيام عزّيّا ويوتام وحزقيا ملوك يهوذا، وفي أيام ياربعام بن يوآش ملك إسرائيل. ولا نعلم عنه بتأكيد شيئاً غير هذا. إلاّ أن المفسّرين أجمعوا على القول أنّه كان من شمال بلاد إسرائيل.
وجعلوه أول الأنبياء الصغار، ليس لانّه جاء في الزمان قبلهم كلّهم، ولكن بالنظر إلى إتّساع سفر نبوءته. لأن عاموس، الذي هو الثالث في الترتيب، عاش قبله على أيام يوشيا.
وعاصر هوشع النبي أشعيا، وتنبّأ بعد هلاك بيت آحاب، من سنة 790 إلى سنة 720، على أيام ياربعام الثاني ملك إسرائيل (825 – 784)، وهو ثالث الملوك من بعد ياهو. وكانت آثام ياهو هذا دائماً ماثلة أمام عيني النبي هوشع تحزنه، وتنغّص عليه عيشه، وتكسو كلامه أنّة أسىً وأسف. لأن ياهو، بعد أن قتل الملكة الأثيمة إيزابل وأباد كل بيت آحاب الشرير، عاد فترك عبادة الله الذي كان قد أرسل أحد الأنبياء فمسحه ملكاً على إسرائيل،وحمل الشعب على عبادة عجل الذهب. فتنبّأ هوشع عن سقوطه بيت هذا الملك الناكر الجميل، وعن هلاك مملكة إسرائيل. وممّا يجدر بالذكر أن هوشع تنبّأ عن هذين الحادثين الخطيرين أيام كانت مملكة إسرائيل في أوّج عزّها ومجدها وسلطانها. فهلك بيت ياهو سنة 782 وبادت مملكة إسرائيل سنة 721.
ويغلب على طبع النبي هوشع الحزن لرؤيته آثام الشعب. لذلك نجد عباراته متقطّعة، واستعاراته مهشّمة، ولغته كأنّها أمواج سيل مندفع. ولكن قلباً حنوناً كان يضطرم في صدره، فائضاً ثقةً بالله وبرحمته. وهذا هو سرّ جمال كلامه وقوّته وحنانه. "أنّهم في ضيقهم سيبتكرون إليَّ - يقول هوشع بلسان الرب –هلمّوا نرجع إلى الرب، لأنّه يفترس ويشفي ويجرح ويعصب. يُحيينا بعد يومين وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه ونعلم ونتبع الرب لنعرفه".
ويختم النبي هوشع نبوءته بهذا الكلام المعطَّر: "إنّي اشفي إرتدادهم، وأحبّهم تبرّعاً، لأن غضبي فارقني. وأكون لإسرائيل كالندى فيزهر كالسوسن، ويمد عروقه كلبنان، وتنتشر فروعه، ويكون بهاؤه كالزيتون ورائحته كلبنان فيرجع الساكنون في ظلّه، ويحيون باحنطة، ويزهرون كالكرم، ويكون ذكره كخمر لبنان".
وكتب هوشع نبوءته دفعةً واحدة في أواخر أيامه، فأجمل فيها مواعظه وإرشاداته ونبوءاته وما أسمعه شعب إسرائيل من كلامه مدّة حياته.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: الشهيد في الأبرار أندراوس
هو من عِداد أولئك الرهبان الابطال الذين ناضلوا بغيرة ضدّ محاربي الأيقونات. ولد في جزيرة كريت في أوائل القرن الثامن، وعكف منذ حداثته على العبادة، وأحب النسك، فسلك طرقه بغيرة نادرة.
فلمّا أثار الملك قسطنطين الخامس (741 – 775)، الملقّب بالزبلي الإسم، تلك الحرب العنيفة على الأيقونات وعلى من يتعبّد لها، وملأ السجون من الأساقفة والكهنة والرهبان، وجعل يفتك بالمؤمنين، ويسلب الكنائس كنوزها وزينتها، دفعت الحماسة الراهب أندراوس ليترك وطنه وجزيرته ويذهب إلى القسطنطينيّة، ويدافع فيها عن الإيمان الصحيح، معرّضاً نفسه للعذاب والموت الأليم.
وعلم يوماً بقدوم الملك نفسه إلى إحدى الكنائس ليشرف على تنفيذ أوامره الجائرة، فتصدّى له، وأخذ يبيّن له بجسارة خطأه، ويتهدده بغضب الله إن هو لبث مصرّاً على ضلاله وعلى إضطهاد كنيسة الله المقدّسة وأبنائها المخلصين.
فانقضَّ عليه الحرس الإمبراطوري، وأوسعوه شتماً ولكماً، وعرّوه من ثيابه الرهبانيّة، وطرحوه على الحضيض، وكادوا يفتكون به لولا أن الملك تداركه، وأنقذه، وأمر بأن يُعاد إليه لباسه، وتظاهر بالعطف عليه، وحاول أن يجتذبه إليه. لكن أندراوس أجابه بأن ما دفعه إلى عمله ليس حب الشهرة، كما نسب إليه، ولا الطمع في الظهور، بل إنّما هو مجرّد الرغبة في خدمة الملك والكنيسة والإيمان. وأن الملك بإضطهاده لرجال الله المؤمنين إنّما يتعدّى شريعة الله، ويهدّم الإيمان، ويبلبل الكنيسة، ويسبّب شروراً لا تحصى سوف تعود عليه وعلى مملكته بالوبال.
فلمّا رأى الملك منه تلك الجسارة عدّها وقاحة. فحكم عليه حالاً بالجلد ثم بالإعدام شنقاً. فرُبط إلى عمود، وجُلد جلداً بربريّاً حتى تناثرت لحمانه، وسالت دماؤه، ثم سيق إلى منقع العذاب. وفيما الجنود يقودونه إلى الإعدام بادره قصاب بضربة سكين فقطع له ساقه. فتفجّرت منه الدماء ومات قبل أن يصل إلى مكان الإعدام، سنة 867. فحُملت جثّته وألقيت بين الأقذار. فذهبت إليه بعض النساء التقيّات، وحملن رفاته، ودفنّه باحترام في المكان المدعو كريسي، فلقّب بأندراوس الكريسي.
نياحة القديس الأنبا بولا الطموهي (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بولا الذي من طموه.ولأنه كان يميل منذ حداثته إلى العزلة والانفراد فقد قصد جبل أنصنا وسكن به وأقام معه هناك تلميذه حزقيال، هذا الذي شهد بفضائله. ومن ذلك أنه من فرط محبته للسيد المسيح له المجد، أضنى جسده بالزهد والتقشف والأصوام والصلوات الكثيرة التي تفوق طاقة البشر حتى استحق أن يظهر له المسيح ويطوبه على سلوكه في هذه الحياة الدنيا مسلك الكاملين الذين جاهدوا ضد الجسد والعالم والشيطان حتى تغلبوا عليهم. فقال له الأنبا بولا "كل هذا بعنايتك يا خالق البشر وفاديه، بموتك عنا نحن الخطاة غير المستحقين". فعزاه الرب يسوع وقواه.
ولما مضى أبونا القديس بيشوى إلى جبل أنصنا، اجتمع به القديس الأنبا بولا. وقال السيد المسيح لأنبا بولا "إن جسدك سيكون مع جسد صفيي بيشوى. وقد تمّ له ذلك إذ أنه لما تنيح الأنبا بولا وضع جسده مع جسد الأنبا بيشوى ولما أرادوا نقل جسد القديس الأنبا بيشوى إلى برية القديس مقاريوس بشيهيت حملوا جسده إلى مركب وتركوا جسد الأنبا بولا، فلم تبرح المركب مكانها حتى أحضروا جسد الأنبا بولا ووضعوه بجواره. وأتوا بهما إلى جبل شيهيت.
صلواتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.