قديسو اليوم: 15 آذار 2017
وقد وضع قانوناً مشهوراً لرهبانه، يشفّ عمّا في تلك النفس الابيّة المتحدة بالله. ثم انتقل الى رحمته تعالى في 12 اذار سنة 547 بعد ان قضى في ديره في جبل كاسينّو نحو ثلاث عشرة سنة. وبعد موته، انتشرت رهبانيته واديرتها في جميع الاقطار. وقدَّمت للكنيسة وللانسانية وما زالت، خدماً جليلة كبيرة. وكان من رهبانه باباوات عظام، وقديسون، واساقفة كثيرون، وعلماء قد افادوا الكنيسة وشرّفوها بسامي فضائهم، وغزير علومهم. صلاته معنا. آمين.
القديسون الشهداء أغابيوس ورفقته (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)
ورد خبر هؤلاء القدّيسين الشهداء في مؤلّف "شهداء فلسطين" لأفسافيوس القيصري (الفصل الثالث). إمبراطور رومية يومذاك كان ذيوكليسيانوس وحاكم فلسطين أوربانوس والمناسبة الاضطهاد الكبير للمسيحيّين قرابة العام 305م فلقد شاء الحاكم، تنفيذاً لتوجيهات قيصر، أن يقيم، في قيصرية، عيداً كبيراً يقدّم خلاله المسيحيون المعاندون طعماً للوحوش. وإذ انتشر الخبر في هذا الشأن تقدّم ستة شبّان هم ثيمولاوس، من أهل البنطس، وديونيسيوس من أبناء طرابلس الفينيقية، وروميلوس وهو شماس مساعد في كنيسة الله، وباييسيوس والإسكندر وهما مصريان، وشاب آخر من غزة اسمه الاسكندر أيضاً. هؤلاء أوثقوا أيدي بعضهم البعض وأسرعوا إلى أوربانوس الذي كان موشكاً أن يفتتح العرض في المدرج. وقد أبدوا حماسة ورغبة في الاستشهاد. كما اعترفوا بكونهم مسيحيين مرحّبين بكل الأهوال التي يمكن أن تقع عليهم جرّاء ذلك مبدين أن من يحافظون على أمانتهم لإله الكون لا يخورون أمام هجمات الوحوش!
للحال، كما نقل أفسافيوس، ألقي الستة في السجن بعدما أثاروا دهش الوالي والذين معه.
ولم تمضِ أيام قليلة حتى أضيف إلى الموقوفين اثنان آخران: أغابيوس الذي تحمّل في اعترافات سابقة أهوالاً مروعة، وديونيسيوس الذي كان قد أمدّهم بضرورات العيش.
وإذ صمد الثمانية في اعترافهم ولم يَخُرْ منهم أحد جرى قطع رؤوسهم في يوم واحد في قيصرية.
لأغابيوس، ذكرى خاصة به في اليوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني.
تذكار القديس الشهيد أغابيوس والستة الشهداء الذين معه (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كانت زوبعة الإضطهاد التي أثارها ذيوكلسيانس في أشدّها سنة 303. وكان أربانس والي مدينة قيصريّة فلسطين يفتك بالمسيحيين فتكاً مريعاً. فأتى مدينة غزّة، وقبض فيها على تيموثاوس، وأماته مشويّاً على النار، لثباته في الإعتراف بالمسيح. وان مدينة غزّة هي كثيرة العبادة لهذا الشهيد الباسل.
وقبض الوالي أيضاً في غزّة على أغابيوس وتقلا، وساقهما إلى قيصريّة، ليطرحهما هناك للوحوش الضاريّة، جزاء إيمانهما بالمسيح، فيتلّهى الشعب بهما فيما تمزّقهما تلك الضواري. وكان ذلك الوحش البشري قد قبض أيضاً في قيصريّة على بعض المسيحيين، ليجعلهم فريسة للوحوش يوم الإحتفال بعيد الأصنام، فيكون المهرجان أعظم والأفراح أعمّ. فحرّك الإيمان قلوب بعض الشبّان، وبإلهام الروح القدس قيّدوا ذواتهم بالحبال وذهبوا، تدفعهم حماسة الشباب، فاعترفوا بالمسيح أمام الوالي، غير مبالين بغضبه ولا حاسبين لعذاباته حساباً. وهذه أسماؤهم: تيمولاوس من بلاد البنطس، وذيونيسيوس من مدينة طرابلس الشام، ورومولوس الشمّاس الرسائلي من ذيوسبولي أي اللدّ، وباوسي من مصر، وألكسنذرس من غزّة. فأكبر الناس تلك الجرأة في جنود المسيح، وتعزّت وتشجّعت قلوب المسيحيين الموقوفين، وهم ينتظرون يوم الإنتصار تحت مخالب وأنياب الوحوش. فطرحهم الوالي في السجن ريثما يأتي يومهم مع رفاقهم.
وكان في قيصريّة رجل يدعى أغابيوس أيضاً، وكان من أبطال المسيحيين، لا يهاب الموت ولا يخشى العذاب. وكان قد احتمل آلاماً كثيرة لأجل المسيح. فلمّا رأى أن السجون تغصّ بالمسيحيين، أخذ يتردّد عليهم مع رفيقٍ له يدعى ذيونيسيوس ويشجّعهم، ويحمل لهم الأطعمة ويقوّي عزائهم. فعلم الوالي بهما، فقبض عليهما وأودعهما السجن مع رفاقهما. ورأى الوالي أن هؤلاء الثمانية يشوّشون عليه عمله، ويبثّون روح الشجاعة في قلوب سائر المسيحيين، فأسرع وضرب أعناقهم ففازوا بإكليل الشهادة.
أن من نظر إلى العراك الدائم القائم بين الكنيسة وأعدائها على توالي الأجيال وتعاقب الأحقاب، يقف خاشعاً إذ يرى أن السيف قد كلّ من سفك الدماء ولم يُثنِ عزم الشهداء. ولا تزال الكنيسة منصورةً في هذه الحرب القائمة، منصورةً ببسالة بنيها وأيمانهم وجرأتهم وأقدامهم على الموت بشهامة واغتباط وتهليل، فيما ترى أعداءها، وقد تعبوا من التقتيل والتخريب، يقعون خائرين، ويفلت السيف من أيديهم، وتتلاشى جموعهم كأنّهم لم يكونوا، وهي سائرة بسلام، وبنوها من حولها، وعلَمها مرفوع، ورأسها يكلّله غار الظفر. لأن لهم الدنيا ولها الأبديّة.
وبعد أن ذبح ذلك الوالي أربانس الأثيم الشهداء الثمانية، أبقى على أغابيوس وتقلا اللذين من غزّة آملاً أن يظفر منهما بالخضوع. وبقي سنتين يعذبهما ويضيّق عليهما. ثم طرحهما للوحوش فمزّقت لحمانهما. وهكذا لحقا برفاقهما وفازا بإكليل المجد سنة 305.
استشهاد ديسقورس في زمن العرب (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس ديسقورس في زمان العرب، وكان من مدينة الإسكندرية، وحدث له ما دعا إلى خروجه من دين آبائه ودخوله في دين العرب.. ومكث كذلك مدة من الزمان. وكانت له أخت متزوجة بمدينة الفيوم. إذ علمت بما صار إليه أرسلت له قائلة: "لقد كنت اشتهى أن يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي، فكنت أفرح بذلك، ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك". وختمت كلامها بقولها: "واعلم أن هذا الكتاب آخر صلة بيني وبينك، فمن الآن لا تعد ترينى وجهك ولا تكاتبني،. فلما قرأ كتاب أخته بكى بكاءًا مرا، ولطم وجهه ونتف لحيته ثم قام مسرعا وشد وسطه بزنار، وصلى متضرعا بحرارة، ورشم نفسه بعلامة الصليب، وخرج يسير في المدينة. وأبصره الناس على هذه الحال فاقتادوه إلى الوالي وهذا قال له: "لقد تركت دين النصارى ودخلت في ديننا، فما الذي جرى؟! فأجابه قائلا: "أنا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا، ولا أعرف دينا غير هذا". فهدده كثيرا وضربه ضربا موجعا، فلم يرجع عن رأيه، فأودعه السجن، وأرسل إلى ملك مصر يعرض عليه حالته أمره أن يعرض عليه الخروج من دين النصارى والدخول في دين الملك. فان أطاع وهبه هبات جزيلة، وإلا فيحرقه. فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود فأبى قائلا: "لقد قلت سابقا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا". فأمر بحرقه. فحفروا له خارج المدينة حفرة كبيرة، وملأوها بالحطب وأوقدوها. ولما علا لهيبها في طرحوه فيها بعد أن ضربه أهل البد ضربا موجعا وطعنوه بالسكاكين. فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. صلاته تكون معنا. آمين. 2 –
وفي مثل هذا اليوم أيضا: تذكار نياحة القديس ثاؤضوطس (ورد في مخطوط بشبين الكوم "طاوطوس")
هو أسقف مدينة قورنثية التي في جزيرة قبرص. وقد عذب كثيرا أيام الاضطهاد. وذلك أن يوليوس حاكم هذه الجزيرة من قبل دقلديانوس استحضر هذا القديس وطلب منه أن ينكر المسيح، ويقدم البخور للأصنام. وإذ لم يذعن لأمره نزع عنه ثيابه، وضربه ضربا شديدا موجعا بسياط من جلد البقر، ثم علقه ومشط جسمه بأمشاط من حديد ثم سمر جسمه بالمسأمير وجروه إلى الحبس. فمكث فيه إلى أن أهلك الله دقاديانوس وتملك قسطنطين البار. فأطلقه مع جملة المحبوسين. فرجع إلى كرسيه ورعى رعيته التي أؤتمن عليها إلى أن تنيح بسلام. شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.