دينيّة
15 تموز 2016, 05:30

قديسو اليوم: 15 تموز 2016

تذكار الشهيدين كيرياكوس ويوليطا امه (بحسب الكنيسة المارونية)ولدت يوليطا في مدينة ايقونية من اسرة شريفة. تزوجت برجل شريف النسب مثلها، لكنه توفي في غض الشباب، تاركاً لها ثروة طائلة وولداً وحيداً اسمه كيرياكوس، ابن ثلاث سنوات. وكانت يوليطا على جانب عظيم من التقوى والعبادة للسيد المسيح وكثيرة العطف على الفقراء.

 

ولما اثار ديوكلتيانوس الاضطهاد على المسيحيين، تركت وطنها وثروتها وأتت بابنها الى مدينة طرطوس مع جاريتها. فألقى الوالي الكسندروس القبض عليها وهي حاملة طفلها على ذراعيها. فأخذ يسألها عن وطنها ومذهبها، فلم تجبه الا بهذه العبارة:" انا مسيحية". فاغتصب الجند ابنها من يديها واخذوا بتعذيبها بقساوة كلية، وهي صامتة كأنها لا تشعر بألم، وتكرر قولها:" انا مسيحية" ودماؤها تسيل فتبلل الارض.

فأخذ الوالي ابنها كيرياكوس، وشرع يتملقه وسمع الطفل امه تقول:" انا مسيحية" فصرخ قائلاً:" انا مسيحي". فما كان من ذلك الظالم، الا ان رمى به من اعلى المنصة فانشق رأسه وامتزجت دماؤه بدماء امه وهي تنظر اليه بعين دامعة، وثغر باسم. فازداد الوالي غيظاً وأمر فمزقوا جسدها بمخالب من حديد وصبوا عليها زفتاً مغلياً، وهي صابرة، لا تئن ولا تتذمر. فأمر بقطع رأسها. فتمت شهادتها سنة 305. صلاتهما معنا. آمين.

 

تذكار مار قرياقوس وأمّه يوليطي الشهيدين (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

إنّ القديسة يوليطي كانت من مدينة أيقونيّة من أعمال لوقاونيّة، وكانت من سلالة الملوك في عهد ديوقلطيانس قيصر. وكان لها إبن وحيد يدعى قرياقوس عمره ثلاث سنين حين ترمّلت يوليطي بموت أبيه الذي كان قائد جيش. وحدث في ذلك الزمان في مدينة أيقونيّة إضطهاد كبير على المسيحيين، فتركت يوليطي أموالها وأملاكها وعشيرتها وأخذت إبنها قرياقوس وخادمتين لها وهربت إلى مدينة سلوقيّة، ولم تقدر أن تسكن فيها لأنَّ المسيحيين هناك كانوا يقاسون إضطهاداً شديداً يشمل حتى النساء والأطفال. فاضطرّت يوليطي إلى الهرب إلى طرسوس في قيليقيّة، ولمّا وصلت إلى تلك المدينة عُرفت أنّها مسيحيّة فقُبض عليها وأتي بها أمام ديوان ألكسندر الوالي وهي حاملة إبنها قرياقوس في حضنها. فسألها الوالي قائلاً: "مَن أنتِ؟ "فقالت له: "أنا مسيحيّة". فحاول الوالي أن يرغّبها يتمليقاته لتكفر بالمسيح وتعبد الآلهة الوثنية. فأبت يوليطي قائلة بصوتٍ عالٍ: "لستُ أشاء أن أعبد الشياطين أبداً. وإنّي مستعدّة لأن أموت أنا وإبني في سبيل إيماني". فغضب الوالي عليها وأمر أن يعرّوها من ثيابها ويجلدوها بعصب البقر. وأخذ الصبي قرياقوس من حضن أمّه وأجلسه في حضنه، وشرع يلاطفه ويقول له بكلام لطيف: "يا عزيزي، إبتعد عن إيمان أمّك". ولكن هذا الصبي الذي كان أشجع من الرجال جعل يضرب الظالم ويكمش وجهه ويجرّ لحيته ويبكي ويتنهّد ويصيح "أنا مسيحي". ثم تنحّى عن الوالي وبسط ذراعيه إلى أمّه طالباً أن تأخذه. فأكبّ الوالي ليأخذه إلى حضنه، فعضّه قرياقوس في ساقه وشرع يصيح "أنا مسيحي". فاعتاظ منه الظالم وأمسكه ورماه من فوق الدرج حيث كان ديوانه إلى أسفل، فوقع الصبي الشهيد على الحضيض وانفجّ رأسه ومات أمام أمّه.

فباركت يوليطي الربّ مبتهجة بانطلاق إبنها إلى السماء قبلها، ثم إلتفتت إلى ألكسندر وقالت له: "لا تظنّ أن عذابك يغلبني ويجعلني أن أجزع من الموت. كلاّ، فإنّي لستُ أكفر أبداً بيسوع المسيح إلهي ومخلّصي". فأمر بأن يربطوها ويمزّقوا جسمها بأمشاط وأظفار حديديّة ويصبّوا على رجليها زفتاً مغليّاً. وفي أثناء هذا العذاب نادى منادٍ أمام يوليطي القديسة قائلاً: "قدّمي إكراماً للآلهة وإلاّ هلكتِ مثل إبنكِ". وكانت الشهيدة تجيبه: "لستُ بعابدة للشياطين ولتماثيل صمّ بكمٍ، ولست أسجد إلاّ ليسوع المسيح إبن الله الوحيد الذي أبدع الأكوان كلّها" وأخيراً أمر الوالي بقطع رأسها.

ولمّا أخذوها إلى موضع الإعدام، جثت على ركبتيها وصلّت قائلة: "أشكرك يا يسوع على أنّك أهّلت إبني أن يدخل إلى ملكوتك قبلي، وأطلب إليك أن ترضى بقبول أمتك الذليلة في ملكوتك ولو كانت غير مستحقّة لكي تباركك نفسي مع الله أبيك وروح القدس". ولمّا فرغت من هذه الصلاة قطع السيّاف رأسها، وأخذ الأعوان جثّتها وجثّة إبنها وطرحوها في حقل ليكونا مأدبة للوحوش. فأتت خادمتا يوليطي في الليل وأخذتا ذينك الجسدين المقدسين زدفنتاهما في قبر. وكان استشهاد مار قرياقوس وأمّه يوليطي في اليوم الخامس عشر من شهر تموز سنة 304.

 

القديسان الشهيدان كيريكس و يوليطا (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

كانت القديسة يوليطا من نسب علية النبلاء في إيقونية. اعتمدت باسم الرب يسوع فاقتنت النبل الحقيقي. ترملت وعفّت عن الزواج ثانية مؤثرة العيش في التقى والأعمال المرضية لله مع ابنها كيريكس ذي الثلاثة الأعوام. فلما شرع دوميتيانوس، حاكم ليكاؤنيا، بوضع القرارات الملكية بشأن اضطهاد المسيحيين موضع التنفيذ سنة 304م، لجأت إلى سلفكية مفضلة التخلي عن كل خيراتها المادية واقتبال مشاق التفي المرير على نكران الرب يسوع. لكنها وجدت في تلك المدينة حالة أشد اضطراباً لجهة اضطهاد المسيحيين، فإن موفد الإمبراطور، المدعو الكسندروس، أثار الرعب هناك وسلم إلى التعذيب والموت، بلا هوادة، كل الذين رفضوا الخضوع للمراسيم الملكية. إزاء هذا الوضع آثرت يوليطا أن تتوجه إلى طرسوس الكيليكية مع ابنها وخادمتين. لكنها وجدت الطاغية، ألكسندروس، قد سبقها وشرع في إتمام عمله الشقي. وإذ انتهى إلى الموفد الملكي خبر اللاجئة النبيلة، عمد إلى إيقافها وتقديمها للمحكمة مع ابنها على ذراعيها. أما الخادمتان فتمكنتا من الإفلات ومتابعة بقية ما حدث في الخفاء.
سئلت يوليطا عن هويتها فأجابت ببساطة: "أنا مسيحية!" فاهتاج الحاكم ودفعها إلى التعذيب. أوثقها الجلادون وانهالوا عليها ضرباً بأعصاب الثيران، فيما نزع آخرون وليدها من بين يديها، وكله في الدمع، وقدموه للحاكم. أخذه ألكسندروس وجعله على ركبتيه وداعبه محاولاً ضمه إليه وهو يقول له بلهجة لطيفة: "دع عنك هذه الساحرة وتعال إلي أنا، أباك، فأجعلك ابناً لي ووارث ثروتي فتكون لك حياة هادئة لا قلق فيها". ومع أن كيريكس بدا وليداً فقد كانت له حكمة الشيوخ، فإنه استدار وعاين أمه تكابد العذاب فرد عروض الطاغية وضربه بقبضته الصغيرتين وخدشه بأظافره وهتف: "أنا أيضاً مسيحي!" ولبطه في جنبيه حتى صرخ ألكسندروس متوجعاً. كل هذا حوّل رفق الموفد سُخطاً فأمسك الولد من رجله وألقاه بعنف على درجات السلم الحجري المؤدي إلى محكمته، فانكسرت جمجمة الولد القديس وفارق الحياة إلى ربه للحال مقدساً الأرض بدمه ونائلاً إكليل أبطال التقوى الميامين.
هذا جعل يوليطا تمتلئ فرحاً إلهياً فشكرت الرب لأنه فتح لابنها أبواب المجد. وإذ أدينت من الحاكم، الذي لم يكن قد هدأ بعد، أعلنت أنه ليس هناك عذاب يقوى على محبتها لله، فمرحى بالتعذيب لأنه يتيح لها، بالعكس، أن تنضم إلى ولدها العزيز! إذ ذاك أعمل الجلادون أظافر حديدية في جسدها وسكبوا على أعضائها زفتاً مغلياً. أما هي فرغم الألم الشديد الذي اعتراها فقد استمرت تعترف بالإيمان. فلما لم تنفع تدابير ألكسندروس أمر بقطع رأسها. وقد أخذت إلى خارج المدينة حيث صلت ونفذ الحكم في حقها. وألقي جسدها وجسد ابنها في الحفرة المخصصة للمحكومين. فلما أسدل الليل ستاره جاءت الخادمتان وأخذتا الرفات ودفنتاها في مغارة في تلك الأنحاء. وقد جرت بالرفات أشفية عدة.

 

تذكار القديسين الشهيدين كيريكس ويولطّة أمّه (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

إنّ حادث إستشهاد يولطّة المرأة القديسة، وقتل إبنها كيريكس الطفل أمام عينيها، هو من أروع الحوادث التاريخيّة التي سوف تبقى مجداً للإسم المسيحي ما كرّت العصور وتعاقبت الدهور، لأنّه الدليل على قوّة نعمة الروح القدس حتى في القلوب النسائية الضعيفة، وعلى عظمة المحبّة المتأصّلة في النفوس نحو المسيح فادي البشريّة الإلهي.

أمّا يولطّة، فإنّها كانت تتحدّر من سلالة ملوك آسيا، وكانت إمرأة شابةً جميلة غنيّة ذات ثروة واسعة وخيرات عظيمة. وفوق ذلك كلّه كانت إمرأةً مسيحيّة تقيّةً فاضلةً رصينة ساهرةً على تدبير بيتها. وتدل القرائن على أنّها كانت أرملة، وكان زوجها قد ترك لها ولداً وحيداً، وكانت تربّيه تربية ملائكيّة. وما كاد الطفل يبلغ السنة الثالثة من العمر حتى ثارت زوبعة هوجاء من الإضطهاد على المسيحييين على عهد الملك ذيوكلسيانس.

فلمّا أُعلن في أيقونية ذلك المرسوم الملكي الجائر، وكانت يولطّة من سكان تلك المدينة، خافت أن تخونها عزائمها إذا وقعت في قبضة الوالي دومسيانس، وكان فظّاً قاسياً فتركت أموالها وضياعها وحملت إبنها وهربت إلى مدينة سلوقية مع إثنتين من جواريها. ووجدت في سلوقية أيضاً والياً أشد شراسة من الأول، فتركتها وولّت الأديار إلى مدينة طرسوس. فوقعت الشبهة عليها هناك، وهي الشريرة الطريدة، فقُبض عليها وجيء بها وبإبنها أمام ألكسندروس الوالي الروماني. كانت تلك الحمامة الوديعة قد انهزمت أمام البازي الخاطف المفترس، عملاً بنصيحة الإنجيل، فوقعت بين مخالب آخر متعطّش إلى سفك الدماء. فلمّا رأت أن الأقدار قد ساقتها رغم إرادتها أمام من لا يشفق عليها ولا يرثي لحال إبنها، وطنت النفس على أن تموت شريفةً في سبيل إيمانها وإلهها. فهي لا تؤثّر الدنيا على الآخرة، ولا تبيع مملكةً أبديةً بخيرات زمنية فانية. فلا بدّ لها من الثبات إلى النهاية في ذلك العراك الهائل.

فمثلت أمام الحاكم وإبنها كيريكس على يديها. فسألها الحاكم وقال لها: ما إسمكِ، ومن أنتِ، ومن أين جئت، وما هو مذهبكِ؟ فأجابت بكل رصانةٍ ووقار: أنا مسيحيّة. فألحّ عليها الوالي بالسؤال، فأجابت: أنا مسيحيّة. فغضب الوالي وأمر أن ينزع ولدها منها، وأن تُطرح على الأرض وتُضرب بأعصاب البقر، حتى تجيب على أسئلته وتحترم سلطانه. وأخذ الطفل بين يديه وجعله على ركبتيه، وأخذ يداعبه ويلاطفه فيما كانوا يضربون أمّه. وكانت تلك المرأة العظيمة بإيمانها، كلّما عنّفوها وزادوا في ضربها وسألوها عن إسمها ووطنها وأسرتها لا تجيب إلاّ بكلمتها: أنا مسيحيّة. فصار الولد يبكي ويحاول أن يتخلّص من أيدي ذلك الظالم لكي يذهب إلى أمّه. وكان كلّما سمعها تقول أما مسيحيّة، يصرخ هو أيضاً: أنا مسيحي، أنا مسيحي. فثارت في ذلك الوالي كوامن غضبه، فزجر في وجه الطفل لكي يخيفه فيسكت وتهدأ حركته. فما كان من كيريكس إلاّ أن زاد صياحاً وبكاءً وهتافاً: أنا مسيحي. فرماه ذلك الوحش الضاري من على منصّته إلى الأرض، فانشقَّ رأسه وسالت دماؤه، وما لبث أن فارق الحياة. فطار ذلك العصفور الصغير إلى الأعشاش العلوية، يشفع بأمّه التي كانت تجاهد وتحتمل مرّ العذاب على الأرض.

فلمّا رأت تلك المرأة الجبّارة وحيدها صريعاً أمامها إبتسمت، رغم آلامها، وسبّحت الربّ الذي أهّل ذلك الطفل أن ينعم مع الملائكة بالسماء. فزاد الوالي غضباً وأمر بها، فعلّقها الجلاّدون وأخذوا يسلخون جلدها

 وهي حيّة. يا للفظاعة ويا للوحشية البشرية! وجعلوا يصبّون على رجليها زفتاً مغليّاً. فكانت صامتة تتألّم وتتلوّى. فخجل الوالي لرؤيته إمرأةً ضعيفة تقوى عليه وعلى رجاله وعلى كل ما ألحق بها من أنواع العذاب فأراد أن يضع حدّاً لتلك الفظائع، فأمر الجند أن يحملوها إلى حيث تُرمى أقذار المدينة، وأن يضربوا عنقها هناك، ويرموا بجسدها وجسد إنبها بين تلك الأوساخ.

فلمّا همّوا بقطع هامتها توسّلت إليهم أن يصبروا قليلاً، فرثَوا لحالها وفعلوا. فركعت وصلّت إلى الربّ. فلمّا أتمّت صلاتها ضرب الجلاّد عنقها، فطارت نفسها النقيّة إلى ربّها وإلهها وإلى الطفل إبنها. فسجدت لمللك السماوات والأرض، وضمّت إبنها إليها، وبدأت تعيش معه ومع طغمات الملائكة والقدّيسين عيشة الهناء والنعيم.

 

نياحة القديس العظيم الأنبا بيشوى كوكب البرية (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم نياحة القديس العظيم الأنبا بيشوى كوكب البرية. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس ابيرو وادوم وبلانا

في مثل هذا اليوم استشهاد القديس ابيرو وادوم وبلانا. صلاة الجميع تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : نياحة القديس كاراس شقيق ثاؤدسيوس الملك

في مثل هذا اليوم نياحة القديس كاراس شقيق ثاؤدسيوس الملك. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.