قديسو اليوم: 14 كانون الأول 2016
قبض عليه الوالي اوريانوس والقاه في السجن. وكان الوثنيون يمرون بالسجون ويهزأون بالمسيحيين ويوسعوهم اهانة وشتماً. وكان بين اولئك الوثنيين رجل يدعى فيليمون، يُضحك الناس ويسخر بالمسيحيين المعتقلين وبأبولونيوس بنوع خاص.
فقال له ابولونيوس يوماً بمحبة:" اني اغفر لك، يا اخي، كل ما اسأت به اليَّ". دهش فيليمون من صبر ذلك الشماس وحرَّكت النعمة قلبه فاطرح امامه مستغفراً وقال:" انك صرعتني بصبرك وجوابك هذا فأنا مؤمنٌ بما تؤمن به". وجاء يجاهر بايمانه بالمسيح امام الوالي ويوبخه على ظلمه المسيحيين، ويهزأ بالوثنيين. فأمر الوالي بتعذيبه فكان صابراً، ثابتاً في ايمانه. وأتوا بأبولونيوس وانزلوا به اشد العذابات وامرَّها، فاحتملها شاكراً الله.
عندئذٍ امر الوالي اوريانوس بحرقهما. ولما اوقدوا النار حولهما، اخذ ابولونيوس يصلي فارسل الله مطراً اخمد النار، فلم يمسَّا بأذىً. وعندها دهش جميع الحاضرين مع الوالي نفسه وهتفوا صارخين:" عظيم هو اله المسيحيين. هو وحده الاله الدائم"، وآمنوا جميعهم. فبلغ خبرهم نائب الملك في الاسكندرية فاستشاط غيظاً وارسل جنوداً ليأتوا بهم اليه. وفيما هم سائرون في الطريق، اخذ ابولونيوس يشجع رفيقيه فيليمون واوريانوس ويبيِّن لهما عن النعيم الابدي الذي ينتظرهما، اذا ثبتا على ايمانهما، وكان يتلو معهما الصلوات والمزامير بكل خشوع وحرارة. فأثَّر ذلك بالجنود واعجبوا بصبرهم وجهادهم فآمنوا جميعاً وواصلوا سيرهم وصلوا الى الاسكندرية ومثلوا امام نائب الملك وعرف كيف انقلب المغنِّي فيليمون والوالي اوريانوس والجند انفسهم وصاروا جميعهم مسيحيين.
أمر فانزلوا بهم العذابات على انواعها وهم صابرون، ثم زجُّوهم في البحر فغرقوا وفازوا باكليل الشهادة نحو سنة 306. صلاتهم معنا. آمين.
وفي هذا اليوم ايضاً : تذكار الطوباويّ نعمة الله كسّاب الحردينيّ الراهب اللبنانيّ المارونيّ
ولد يوسف كسّاب في حردين (قضاء البترون – لبنان)، سنة 1808. والده جرجس كسّاب. أمّه مريم رعد. التحق بمدرسة دير مار أنطونيوس – حوب، التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، من سنة 1816 حتى سنة 1822. دخل الى دير مار أنطونيوس – قزحيا، وكان في عداد المبتدئين في تشرين الثاني سنة 1828، واتّخذ اسم الأخ نعمة الله، وهناك أيضاً تعلَّم صناعة تجليد الكتب. أبرز نذوره الاحتفاليّة في 14 تشرين الثاني سنة 1830.
بعد أن أكمل دروسه اللاهوتية في دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان، سيم هناك كاهناً في 25 كانون الأول سنة 1833، بوضع يد المطران سمعان زوين.
تسلَّم مسؤولية المدبّريّة العامّة في الرهبانية، ثلاث مرّات: 1845 – 1848، 1850 – 1853، 1856 – 1858. بقي ملازماً فنّ تجليد الكتب، حتى وهو في وظيفته المدبرّية. مارس التدريس في مدارس الرهبانية، خاصة في دير كفيفان. من تلاميذه الأخ شربل مخلوف (القديس شربل) الذي تتلمذ له من سنة 1853 حتى سنة 1858.
توفّي في دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان في 14 كانون الأول سنة 1858، إثر مرض عضال ألمَّ به. نُقل جثمانه السليم، سنة 1862، إلى حجرةٍ في شرقي الدير، نظراً لإلحاح الزوّار الكثيرين، وبأمر من غبطة البطريرك بولس مسعد. بعد نقل الجثمان وختمه بالشمع الأحمر، رُفعت دعوى التطويب الى الكرسي الرسولي في روما في 4 أيار سنة 1926. أُعلن مكرَّماً في 7 أيلول 1989.
بأمر منغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، تمَّ الكشفُ عن جثمانه، ونُقل الى نعش جديد، في 18 أيار 1996، ونُقل نهائياً الى المثوى الجديد في 26 آذار 1998.
حصلت بشفاعته عدّة شفاءات، منها شفاء اعمى، كسيح مُقعد، إقامة طفل من الموت، شفاء طفل، شفاء من مرض عصبي، شفاء من داء السرطان.
احتفل بتطويبه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، نهار الأحد في 10 أيار 1998.
صلاة الطوباوي نعمة الله تكون معنا. آمين!
أبراهام القيدوني المعترف (بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)
أنّ أبراهام أصله من الرها. وسمّي قيدونياً بالنسبة إلى قرية قيدون، لأنّه تلمذ أهلها، وكان من عائلة نبيلة. وعقد له والداه على إبنة شريفة. ولمّا يمضِ على عرسه سبعة أيام، حتى ترك الخدر وسكن بيتاً بعيداً عن المدينة نحو ميلين، وانقطع فيه إلى الصلاة، وكان ذلك سنة 356. وبعد موت والديه، وزّع جميع أمواله على الفقراء، ثم رُسم كاهناً وانطلق إلى قيدون وشيّد فيها كنيسة وهدى أهلها إلى الديانة المسيحيّة، ثم عاد إلى مسكنه الأول وتتلمذت له مريم إبنة أخيه فأسكنها في حجرة خارجيّة، ولم تلبث أن صادها الشيطان فخرجت من مسكنها وانطلقت إلى مدينة أخرى منقادة لشهواتها.
ولمّا إطّلع أبراهام على أمرها إنطلق إليها، ولم يزل يرشدها ملحّاً عليها حتى تابت ورجعت معه وقضت حياتها في التقشّف. وكانت وفاة مار أبراهام في 14 كانون الأول سنة 366، ووفاة مريم سنة 376.
تذكار القديسين الشهداء ترسُس ولفكيوس وكلنيكس وفلمون وأبلونيوس وأريانس (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
كان القديس أبولونيوس شماساً إنجيليّاً في صعيد مصر، في مدينة أنطينوبولي، في أواخر القرن الثالث. وكان رسولاً غيّوراً جدّاً على خدمة رسالته، كثير التجرّد، صادق التقوى، متفانياً بلا حساب ولا تردّد في سبيل المؤمنين.
فلمّا اندلع لهيب نار الإضطهاد الفظيع، على أيام ذيوكلسيانس ومكسميانس في أوائل القرن الرابع، وامتلأت السجون من المسيحيين، وتحوّل نهر النيل إلى بحرٍ من الدم، لم يعد أبلونيوس يهدأ له بال، ولا يعرف لنفسه راحة. بل صار يتنقّل من سجن إلى سجن في الليل وفي النهار، يشجّع المؤمنين الموقوفين، ثم يطوف على البيوت فينفخ نار الإيمان والشجاعة في قلوب الكبار والصغار، والنساء والفتيات من المسيحيين. فكان يعلم حق العلم أنّه يعرّض نفسه للأخطار. لكنّه كان قد وطّن النفس على الإستشهاد، فلم يعُد يبالي بما يتهدّده من مكايد الأشرار. حتى قُبض يوماً عليه وقُيّد بالأغلال، وطرح في السجن مع المسيحيين الموقوفين. فكان حضوره تعزيةً ورحمة لأولئك المؤمنين المسجونين.
وكان الوثنيون قد اعتادوا أن يمرّوا على السجون، ويشتموا المسيحيين المعتقلين، ويهزؤا بهم. فلمّا قُبض على أبلونيوس وعرف الناس أنّه هو ذاك الشمّاس الممتلىء حماسةً وإقداماً، صاروا يتبارون في شتمه وإهانته. وكان في تلك المدينة رجل مغنٍّ مهذار، يُضحك الناس بنكاته الخشنة ومقطوعاته السمجة، يدعى فلمون. فصار هذا يأتي كل يوم مع شرذمة من السفهاء، ويقف على باب السجن ويُضحك الحاضرين على حساب أبلونيوس. فكان هذا الشمّاس يتألّم جدّاً في قلبه من سفاهة فلمون القاسية، ومن تألّب أولئك الأشرار عليه. لكنّه يصبر ويسكت ويتواضع.
ولمّا كان فلمون ينتهي من سفاهته كان أبلونيوس يلتفت إليه ويقول له: سامحك الله يا أخي، وأنارقلبك بنور الإيمان الحقيقي.
ففي أحد الأيام جاء فلمون كعادته، وأفرغ جعبة فظاظاته، فضحك وأضحك الناس كثيراً. فلمّا فرغ من عمله وهمّ بالإنصراف، قال له الشمّاس القديس: إنّي أغفر لك يا أخي كل ما أسأت به إليّ. عند ذلك دهش المغنّي من صبر الشمّاس وفضيلته، وتحرّك قلبه للإيمان، وانطرح على الأرض أمام أبلونيوس، وأخذ يستغفر منه ويعترف أمام جمهور الحاضرين بإيمانه بيسوع المسيح. فظنّ الواقفون أنّه يتابع هذره، فأغرقوا في الضحك.
أمّا فلمون فكان جادّاً ثم قام لساعته وذهب إلى الوالي أريانس، وجعل يندّد بأعماله ويعترضه عمّا ينزل بالمسيحيين من العذابات ظلماً وعدواناً. فاحتشد الشعب من حوله يضحكون، لظنّهم أن ذلك المغنّي المهرّج المعروف بنكاته إنّما يكمّل تمثيل روايته. فضحك الوالي أيضاً وأمره بالإنصراف. لكن فلمون بقي يدافع بجدّ عن فضائل المسيحيين، وسمّو تعاليمهم، ويؤكّد أنّه أضحى مثلهم يؤمن بالمسيح. فلمّا رأى الوالي أنّه جاد في كلامه، وبّخه على عمله وتهدّده بأشد العقوبات إن بقي مصرّاً على عزمه. لكن فلمون كان قد صار رسولاً. فبدأ يفيض في الكلام عن المسيحيين، مبيّناً حقّاً أنّهم رجال الصدق والأمانة والمحبّة والشفقة، وأن أمثال هذه الفضائل لا توجد إلاّ في الديانة الحقيقيّة.
فتوغّر الوالي غضباً وأمر بتعذيب فلمون. وأرسل فأحضر الشماس أبلونيوس، فشتمه وأمر بجلده. فجُلد بقساوة بربريّة. ثم أمر بإحراق أبلونيوس وفلمون معاً. فهبطت سحابة من السماء وظللت الشهيدين وأخمدت النار. فصاح جميع الحاضرين: عظيم إله المسيحيين.
فلمّا رأى الوالي ما كان، خاف وتحرّك قلبه للإيمان. فآمن بالرب يسوع هو أيضاً، واعترف به جهاراً أمام الجموع، وطلب من الحاضرين أن يتمثّلوا به.
فوصلت تلك الأخبار إلى مسامع نائب الملك في الإسكندريّة. فثار ثأره، وأرسل في الحال الأوامر المشدّدة لكي يُقاد إليه أبلونيوس وفلمون والحاكم أريانس مكبّلين بالأغلال. فقُيّدوا وأرسلوا صحبة الجنود لفكيوس وترسس وكلنيكس.
ولمّا كانوا سائرين مقيّدين، كان أبلونيوس يشجّع رفيقيه ويعلّمهما أمور الخلاص، ويعدهما بحياة النعيم الذي لا يزول. وكان يتلوا أمامهما الصلوات المقدّسة والمزامير، فيصلّيان معه. فأثّر كلامه في قلوب الجنود، فآمنوا هم أيضاً بالمسيح. وصارت الفرقة المسافرة كلّها مسيحيّة. فكان بوسعهم أن ينهزموا ويتواروا عن أبصار الحكومة. لكن الشمّاس أبلونيوس آثر أن يقوم الجنود بواجبهم العسكري، وأن يحضر الجميع أمام نائب الملك في الإسكندريّة ويعلنوا أمامه إيمانهم.
فلمّا مثلوا بحضرة نائب الملك، وعلم ما كان من أمر المغنّي والحاكم والجنود، عذّبهم كثيراً لكي يعودوا إلى الوثنيّة، فثبّتوا على عزمهم وإيمانهم كالأطواد الراسخة. فأغرقهم جميعاً في البحر، وهكذا فازوا بإكليل الإستشهاد نحو سنة 306.
نياحة ناحوم النبي (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم تذكار الصديق ناحوم النبي أحد الاثني عشر نبيا الصغار، وقد ولد في قرية القوش (نا 1: 1) من قري الجليل، وهو من سبط سمعان وفي عدد الأنبياء، السادس عشر من موسى، وقد تنبأ في عصر اموصيا بن يوناداع المدعو يؤاش وفي عصر عوزيا ولده، وبكت بني إسرائيل علي عبادتهم الأوثان، وبين لهم إن الله ؛ وإن كان طويل الروح كثير الرحمة، إلا انه اله غيور ومنتقم من مبغضيه (نا 1: 2، 3)، وتنبأ عن بشارة الإنجيل والتلاميذ المبشرين بها بقوله "هو ذا علي الجبال قدما مبشر مناد بالسلام (نا 1: 15) " وتنبأ بما سيحل بمدينة نينوي من الدمار، وقد تم ذلك إذ أرسل الله زلزالا ونارا فدمرت وأحرقت الشعب الذي رجع عن طريق البر وارتكب الإثم، أما الذين كانوا مستقيمي السيرة فلم ينلهم أذى ولم يصبهم ضرر، ولما اكمل أيامه بسيرة مرضية لله تنيح بسلام، صلاته تكون معنا آمين.
وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس بقطر بأسيوط
في مثل هذا اليوم استشهد القديس بقطر، وقد ولد بإحدى البلاد من أعمال أسيوط شرقي البحر وعين جنديا ببلدة شو، وفي هذه الأثناء صدر مرسوم دقلديانوس بالسجود للأصنام والتبخير لها، وإذ امتنع القديس بقطر عن السجود للأصنام استدعاه والي شو ولاطفه فلم يستطع إغراءه، وأخيرا القياه في السجن، فحضر إليه والداه وشجعاه علي الاستشهاد، ثم عاد الوالي فأخرجه من السجن وأمره بالسجود للأصنام فلم يقبل، ولما عجز عن رده عن الإيمان بالسيد المسيح، غضب عليه وأرسله إلى أمير أسيوط مع بعض الجند مصحوبا برسالة يعرفه فيها بما جري، فلما قرا الأمير الرسالة طلب إليه بقطر، وأوقفه أمامه وقال له "لماذا خالفت والي شو؟ اعلم انك إذا سمعت لي، جعلتك في منزلة عالية، واكتب للملك إن يجعلك واليا علي إحدى المدن"، فصرخ القديس بأعلى صوته قائلا "ممالك العالم تزول، والذهب يفني والثياب تبلي، وجمال الجسد يفسد ويتحول إلى دود ويتلاشى في القبور، ولذا فأنا لا اترك سيدي يسوع المسيح، خالق السموات والأرض، ورازق كل ذي جسد، وأعبد الأوثان الحجارة التي هي مسكن إبليس"، فغضب الوالي وأمر إن يربط خلف الخيل وتسرع في الصعود إلى قرية ابيسيديا، وهناك عرض عليه ثانية إن يسجد للأصنام فلم يطعه، فأمر بقتله بان يلقي في مستوقد حمام في قرية موشا شرقي قرية ابيسيديا، فلما مضوا به إلى هناك طلب من الجند إن يمهلوه ليصلي أولا، فبسط يديه وصلي إلى الرب، فظهر له ملاك الله ووعده بمواعيد كثيرة وبالخيرات الوفيرة الدائمة في ملكوت السموات، ثم التفت القديس بقطر إلى الجند وقال لهم أحكموا ما قد أمرتم به، فأوثقوه والقوه في مستوقد الحمام، فاكمل صبره الحسن وشهادته السعيدة، ونال الإكليل في الملكوت، وأتى أناس مسيحيون واخذوا الجسد سرا، وأخفوه حتى انقضي زمان دقلديانوس، ولما أظهروه شهد الذين رأوه انهم وجدوا جسده سالما لم تحترق منه شعرة واحدة، بل كان كإنسان نائم، وبنوا علي اسمه كنيسة عظيمة باقية إلى الآن في قرية موشا بمحافظة أسيوط، وقد ظهرت من جسده آيات وعجائب كثيرة، ولا زالت عجائبه تظهر إلى يومنا هذا، صلاته تكون معنا آمين.
وفي هذا اليوم أيضاً: استشهاد القديس ايسيذوروس
في مثل هذا اليوم تذكار شهادة القديس ايسيذوروس. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.