دينيّة
01 أيلول 2016, 05:46

قديسو اليوم: 1 أيلول 2016

تذكار القديس سمعان العمودي الصغير (بحسب الكنيسة المارونية)ولد في انطاكية سنة 521 من ابوين مسيحيين فاضلين يوحنا ومرتا اللذين ربياه بروح التقوى والفضيلة. وما بلغ اشده، حتى ذهب الى احد الاديار القريبة من انطاكية، وتتلمذ للقديس يوحنا العمودي الذي كان عائشاً على عمود ضمن اسوار الدير، فعاش معه مدة طويلة وبلغ بارشاداته كمالاً رهبانياً فائقاً.ثم اتخذ له عموداً عالياً في ذلك الجبل، قام فوقه متقشفاً مصلياً ومتأملاً. قوته الاعشاب واكثر الايام كان يصوم طويلاً.

 

فشرّفه الله بصنع المعجزات من طرد الشياطين وشفاء امراض النفس والجسد. فتقاطر اليه الناس يلتمسون بركته والشفاء من امراضهم. وجاء لزيارته اسقفا انطاكية وسلوقية ونظرا فيه من الفضائل كما سمعا عنه فرقياه الى درجة الكهنوت. فازداد غيرة على النفوس ومثابرة على الصلاة. وقد تسامى بالصلاة العقلية والانخطاف الروحي. وكثيراً ما ذهب بالروح الى مسافات بعيدة وحضر امام مرضى طلبوا شفاعته فشفاهم.

قال المؤرخون: انه كتب رسالة الى الملك يوستينيانوس يحثه بها على المحامات عن اكرام الايقونات ضد الهراطقة. ويدحض بهذه الرسالة مزاعم النساطرة والاوطيخيين اي العاقبة. وقد تليت هذه الرسالة في المجمع النيقاوي المنعقد سنة 787. وبها استشهد آباؤه على وجوب تكريم الايقونات. وقد أثبت هذه الرسالة البابا ادريانوس الاول واساقفة الشرق، وبعد ان بقي مدة خمس واربعين سنة على عموده صانعاً العجائب، ومرشداً لتلاميذه الكثيرين الذين اتخذوا طريقته، رقد بالرب سنة 596.

وقد لقب "بالحلبي" تمييزاً له عن القديس سمعان العمودي الكبير الذي لقب "بالانطاكي". صلاته معنا.آمين.

 

القدّيس البار سمعان العموديّ الذي من الجبل العجيب (بحسب الكنيسةالارثوذكسية)

ولد في أنطاكية، من أبوين عطّارين من الرها. في سن الخامسة نجا وأمه  بأعجوبة من هزّة أرضية ضربت أنطاكية، لكن أباه قضى تحت الأنقاض. واكتشف الولد ديرا صغيرا يديره يوحنا العمودي، الذي كان أشعره ملاك الرب بسلسلة من الرؤى، بقدوم سمعان. فاستقبله بفرح كمختار من الله وضمّه إليه للحال. وعلامات الحكمة والزهد التي استبانت على الولد أذهلته. وقد تشدّد في سعيه إثر رؤيا أبان له الرب يسوع المسيح فيها أن انتصابه على العمود يشبه صلب السيّد، وأن هذه له هي الوسيلة للاقتداء بآلامه الخلاصية. وكان قواما الليل بطوله حتى يتلو كتاب المزامير برمّته. أما نهاريه فكان يقضيها في تمجيد الله في غربة عن كل طعام. لامه رئيسه وطلب منه الإقتداء به فكان جوابه إنه لا يشاء أن يسيء إلى الآخرين، ولكنه بحاجة إلى مثل هذه الأعمال النسكية لكي لا يدع ذهنه يتنقل بالتصاقه بالماديات. وهكذا أبدى هذا الولد العمودي المبارك حميّة المحارب المتمرس في الصراع ضد الأبالسة. وقبل أن يفقد الولد أسنانه الأولى بقليل، كان قد ملك، بنعمة الله، القدرة على طرد الأرواح الخبيثة وشفاء المرضى.

شهرة سمعان كناسك وصانع العجائب انتشرت بسرعة، أخذت الجموع تتدفق عليه وعلى شيخه معا.

ذات يوم في العنصرة، نزل الروح القدس على قدّيس الله وملأه حكمة وعلما حتى إنه شرع في تأليف مقالات في الحياة الروحية لفائدة الرهبان وعامة المؤمنين في آن. أقام عمودا بعلو أثني عشر مترا وبقي عليه ثماني سنوات ممتدا كلّه إلى السماء. إثر وفاة أبيه الروحي، انتقلت إليه رئاسة الشركة إلى آخر أيّامه. وكان سمعان يتشبّه، في كل شيء، بالرب يسوع، في مسراه على الأرض.

بعد سقوط إنطاكية وإحراقها على يد خسرو الفارسي، أضحى الدير على مرمى النظر منهم. كانت صلاة سمعان كافية لإبعادهم.  فلما بلغ الفرس الدير أثار ملاكان من الله، بعثا لحماية سمعان، الذعر في صفوفهم فأولوا الأدبار. وأمكن، بعد ثلاثة أيام، الرهبان العودة إلى مواضعهم.

لما ذاع صيت سمعان في طول البلاد وعرضها، لم يعد بإمكانه أن ينعم بالهدوء، فقرّر على الأثر، أن يترك عموده ويخرج إلى مكان قفر لا طريق إليه تكثر فيه الضواري. وأخذ آلاف الحجّاج يشقّون طريقهم إلى القدّيس في هذا المكان القاحل المجدب، فتم بناء دير فسيح وكنيسة باسم الثالوث القدّوس وتوزعت الأبنية الرهبانية بشكل صليب وأقيم للقدّيس عمود جديد، يتراوح بين الستة عشر والثمانية عشر مترا. فكان على الرهبان أن يمتنعوا عن استعمال السلع المقرّبة من الحجّاج بناء على توجيه من القدّيس، وعلى صلاته امتلأت مخازن الدير حبا ولما ينفذ طيلة ثلاث سنوات. وإلى الشركة انضم عدد من الإيبريين الجيورجيّين فصارت لهم مذ ذاك، شركتهم الخاصة في الجبل العجيب. وإثر رؤيا مرعبة أعلن سمعان عن هزّات أرضية كبيرة مزمعة أن تحدث. وقد ألزم رهبانه بإنشاد طروباريات من تأليفه، على مدى سنتين، بغية تهدئة غضب الله. لكن ما إن عبرت هذه الكارثة حتى ضرب الطاعون أنطاكية، وكان أيضا سمعان قد تنبأ به. وقد نجا قسم من المدينة بفضل صلوات المغبوط.

عاش سمعان إلى سن الحادية والسبعين. وقبل رقاده تنبأ بصعوبات سوف يمرّ بها الدير بسبب مؤامرات أنغولاس. ثم زوّد الإخوة بإرشاداته وأسلم روحه، بين يدي الله الحي بسلام.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيس الصدّيق يشوع بن نون

القدّيس الصدّيق يشوع بن نون نقرأ سيرته مفصّلة في العهد القديم من الكتاب المقدس، في أسفار الخروج والعدد وتثنية الاشتراع ولا سيما سفر يشوع.خادم موسى وقائد الشعب العبراني من بعده. دخل الشعب إلى أرض الميعاد. امتاز بدالته امام العلّي. الكتاب المقدس يقول إن الله لم يسمع لإنسان كما سمع ليشوع. أوقف الرب الإله الشمس في كبد السماء استجابة لصلاته. أرسل رئيس الملائكة ميخائيل معينا له على دخول أرض الميعاد. كان أمينا لربه وحريصا على شريعته.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيس آيثالا

القدّيس آيثالا هو كاهن وثني اهتدى إثر شفائه من مرض عضال على يد أحد الأساقفة. بشّر بالمسيح بين الفرس وقبضوا عليه وقطعوا له أذنه وألقوه في السجن. وإذ بقي مصرًّا على ولائه المسيح قطعوا رأسه .

 

رأس السنة (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

في هذا اليوم تبتدىء كنيستنا الشرقية سنتها الطقسية الجديدة. وهي عادة عريقة في القدم، وعليها صار ترتيب وتنظيم جميع الكتب الطقسية. ففي هذا النهار نتضرّع إلى الرب الإله لكي يبارك إكليل السنة ويهب لنفوسنا النعم، بشفاعة والدة الإله المجيدة.

إن البتول مريم هي حارسة حياتنا، وهي موضوع إكرامنا في كل يوم من أيام حياتنا. ولكي تحملنا الكنيسة على الإبتهال إليها على الدوام، رتّبت خدمة خاصة بها في مطلع السنة وفي مغربها. وبذلك تعلّمنا أن البتول مريم هي أمّنا في مهدنا، وهي شفيعتنا متى صرنا على شفير لحدنا.

وقد جعلت الكنيسة مطلع السنة الجديدة في أول أيلول (سبتمبر) لأنّ السنة الزراعية تبتدئ في هذا الشهر، بعد أن جمع الناس أغلالهم وخزّنوها في الأهراء وقدّموا للكنائس وخدَمَتها ما وجب عليهم من الأعشار. وهي تلتمس من الله إعتدال الأهوية، وخصب الأرض، وأزمنة سلمية للشعوب كلّها.

وفي مثل هذا اليوم: البار سمعان العمودي

إنّ حياة هذا الأب البار هي إحدى معجزات النصرانيّة. بل قد يتراءى لمن يقرأها ويُنعم النظر في أطوارها أن الله أراد أن يتحدّى العقل البشري بها، لكي تظهر نعمته في النفوس، وقدرته الفائقة في طبيعتنا الضعيفة.

خرج سمعان من ضواحي أنطاكية في أواخر القرن الرابع، ونشأ في بيت حقير في قرية تدعى سيسان. وكان أبوه راعي غنم. له أولاد عديدون، يتعاطون مهنة أبيهم. فكانت حياة تلك الأسرة القرويّة المسيحيّة تسيل بهدوء وسلام ونعيم.

وألِف سمعان، في حياته مع أغنامه على جبال بلاده المرتفعة الساكنة، عادة الإنفراد والصمت والـتأمّل. وكان، عندما يشتد البرد وتعصف الزوابع وتتراكم الثلوج ويبقى القطيع ثاوياً في حظيرته، يُسرع إلى الكنيسة، ويختلي في إحدى زواياها، ويقضي هناك أوقاتاً طويلة يتعبّد فيها. وكانت الحفلات الدينيّة نعيمه، والإستماع لكلام الله غذاء لقلبه.

وسمع سمعان يوماً الشمّاس يتلو التطويبات الإنجيليّة. فسأله أحد الكهنة وقال له: ما معنى هذه الطوبى؟ فأخذ الكاهن يشرح له معنى الحياة المسيحيّة، وجمال الحياة الرهبانيّة التي تتحقّق فيها تلك الطوبى. وكانت الطرق الرهبانيّة في أوائل هذا القرن الخامس باسيليوس الكبير فرائضها. فأثّر كلام الكاهن في قلب سمعان تأثيراً عميقاً، وعزم أن يترك بيت أبيه ويذهب فيتبع تلك المشورات الإنجيليّة في أحد تلك الديورة، ويتفرّغ بكل قواه الله، ويتبع بحرص واجتهاد إلهاماته الإلهيّة.

وكان سمعان لم يبلغ بعد الخامسة عشرة من عمره، وهو مع ذلك رصين هادئ الطباع، قليل الكلام، شديد الثبات، إذا عزم على شيء أنجزه.

وقضى سمعان في ذلك الدير سنتين، وقف في خلالهما على أصول الحياة النسكيّة الإجتماعيّة والفرديّة. وكانت حياته تصبو إلى حياة أشد فقراً وأكمل تجرّداً وقهراً. فترك ديره وذهب إلى دير آخر كان يرأسه رجل قديس يدعى هليوذورس، وكان فيه من الرهبان ثمانون راهباً يتبارون في ممارسة أسمى الفضائل الإنجيليّة، فقبلوه بفرح.

وما لبث سمعان أن أكبّ بكل ما عنده من إيمان وحماسة وشباب على إماتة جسده وإذلاله، بطرق جبّارة لا يقدم عليها إلاّ كبار النسّاك والرهبان. ووجد سمعان أن حبل البئر خشن غليظ كأنّه مجدول بغبر مسنّنة. فأخذ منه قطعة وشدّها على وسطه على اللحم. فما كادت تمرّ على ذلك ايام قليلة حتى غرز الحبل في لحمه وأدماه، وسبّب له قروحاً أوشكت أن تفشو وتقتله.فعلم بذلك رئيسه فارتاع، وأمره للحال بنزع ذلك الحزام. ولكنّه كان قد إلتصق بلحمه ودخل فيه. فلم يستطيعوا نزعه إلاّ بتقطيع اللحم الملاصق له. أمّا سمعان فكان صابراً على الألم لا يئن ولا يتاوّه. بل كان كمن يشاهد آلام غيره وعذاره. وبقي بعد ذلك شهرين كاملين طريح الفراش، حتى عادت صحّته إليه.

وخاف الرئيس أن يحمل مثل سمعان غيره من الرهبان على أمور غريبة تشوّش على سائر الأخوة حياتهم ومألوف عاداتهم وعباداتهم، فرغب إليه أن يترك الدير ويذهب حيث يشاء، ليكون طليقاً حرّاً على وجهه. ووجد بئراً مهجورة فنزل فيها، وأقام هناك يصوم ويصلّي ويُذلّ جسده بأشد أنواع الإماتات.

وندم الرئيس على ما فعل. وجمع معاونيه وطلب في ذلك رايهم، فأشاروا عليه بأن يعيد سمعات إليهم. فذهب الرهبان إليه فوجدوه في أسوأ حال، فاعادوه إلى صومعته. فرجع شاكراً فرحاً يسبّح الرب ويباركه. إلاّ أن سمعان عاد إلى طرقه الغريبة وإماتاته العجيبة، فاضطرّ الرهبان ثانية أن يبعدوه عنهم. فتركهم ومضى يطلب الإنفراد في الجبال لكي يتفرّغ وحده إلى ما يلهمه إليه روح الرب من أنواع العبادات.

فأتى وأقام في كوخ على سفح جبل غير بعيد عن مدينة أنطاكية، ونسك هناك. ولبث في عزلته هذه يمارس ما شاءت نفسه من الصوم والصلاة والإماتة وقهر النفس ولبس المسح. وكانت الملائكة وحدها شهود عليه في حياته وإماتاته.

وبقي سمعان على تلك الحال ثلاث سنوات، وكان قد أصبح هيكلاً عظيماً لكثرة صياماته وشدّة قهره لجسده. وعزم أن يتشبّه بموسى وإيليّا والسيّد المسيح ويمارس الصوم الأربعيني بكامله، من غير أن يتناول شيئاً من طعام أو شراب.

فبدأ سمعان صيامه بكل إيمان ونشاط. وأوحى الرب إليه أنّه يرضى بصيامه وأنّه يقوّيه بنعمته. فحافظ على الصوم الأربعيني بكامله من غير أن يمدّ يداً إلى خبز ولا إلى ماء. فلمّا جاءه الكاهن في أسبوع الآلام، يحمل إليه القربان، وجدوه مطروحاً على الأرض بلا حراك. فأقبل عليه بحنان، وغسل له وجهه، وبلّل بالماء فمه، فعادت إليه روحه. ثم ناوله القربان الطاهر، ولبث لديه يخدمه حتى تشدّد وعاد إلى الحياة.

وقاد روح الرب البار سمعان في طريق مستغربة ، فسلكها بإقدام وشجاعة تهلع لذكرها القلوب.

وأراد سمعان المزيد في حياته النسكيّة. فترك كوخه وتوغّل في الجبل، بعيداً عن الناس. وبنى له على أحد المرتفعات صومعة صغيرة، وتركها بلا سقف ولا شيء يظلّلها. وأقام عليها عرضة لتقلبات الطقس، من حرّ وبرد وزوايع وأمطار وثلوج. ولكي يرغم نفسه على المكوث فوقها فلا يبارحها، ربط رجله بسلسلة من حديد إلى إحدى زواياها. وقام في ذلك السجن المرّ يصوم ويصلّي، وينظر ليل نهار إلى وجه السماء.

وقد امتاز سمعان بتواضعه أكثر ممّا امتاز بالمستغرب من طرقه. فإنّ التواضع أساس القداسة. لذلك شرفه الله بصنع العجائب، ونشر خبر قداسته في كل الأمصار. فأقبلت الناس تتراكض إليه لتنال بركة ونعمة ونصيحة وتعزية. فلمّا رأى سمعان إقبال الناس عليه، خاف أن يضيّع ما ألِفه من روح الصمت والصلاة. فعزم ترك صومعته والهرب إلى صميم الجبل.

فترك سمعان صومعته وتوغّل كثيراً في الجبل. وهناك بنى له عموداً ضيّقاً وصعد عليه، ليأمّن شر الوحوش ويبقى عائشاً في العراء، معرّضاً لتقلبات الجوّ ولكل نوع من الأنواء.

فجدّ الناس من جديد في طلبه فوجدوه، وعادت الجموع تسير إليه طلباً لشفاعته. فرأى سمعان في ذلك إرادة العلي، فجعل عموده منبراً يبشّر منه بإسم الرب يسوع. فكان سمعان ينثر على الجموع المحتشدة حول ذلك العمود نصائحه وإرشاداته وبركاته.

وكان البار سمعان كلّما إزداد الناس عليه إقبالاً ولقداسته إكراماً وإحتراماً، إزداد هو لنفسه تعذيباً وإذلالاً وإحتقاراً. وكان يتواضع بالأكثر لمّا كان الشيطان يهاجمه بتجاربه ويقلقه بظهوره.

كان البار سمعان إبن تسع وستين سنة لمّا تلاشت قواه ولم يبقَ فيه رمق من الحياة. فجثا على العمود، وفاضت روحه بين يدي خالقه. فطارت تلك النفس الزكيّة تصحبها الأجواق الملائكية إلى نعيم وراحة وطمأنينىة السعادة الأبدية.

وفي مثل هذا اليوم : المحفل المقدّس إكراماً لايقونة والدة الإله القداسة التي في مياسينا

الغاية من هذا المحفل الروحي، كما تدلّ عليه العبارة اليونانيّة، هي الإحتفال بذكرى الأعجوبة التي صنعتها البتول بأيقونتها المحفوظة في دير مياسينا في ميلتانة من أعمال أرمينيا. وملخّص تلك الأعجوبة أن أيقونة عجائبيّة لوالدة الإله، ألقيت خوفاً من محطّمي الأيقونات المقدّسة في بحيرة بازوروس. وبعد زمان طويل عُثر عليها وهي سالمة لم يلحق بها أدنى عطل أو فساد من قبل الماء. فأرادت كنيسة القسطنطينيّة أن تكرّمها بتذكار سنوي ولا سيّما في دير المياسينا حيث وضعت وحيث يبادر المؤمنون إلى إكرامها.

وفي مثل هذا اليوم: القديس إيثالا الشهيد

يقول المناون الباسيلي المنسوب إلى الملك باسيليوس المكدوني المولود في البرفير: أن إيثالا هذا كان كاهناً للأوثان في بلاد فارس فابتلي بمرض عضال كاد يودي بحياته. فقيل له أن الأساقفة المسيحيين يشفون الأمراض المستعصية. فجاء إلى أحدهم وتضرّع عليه أن يصلّي لأجله ويشفيه. فشفاه ذلك الأسقف بإسم يسوع المسيح. فآمن إيثالا بالمسيح، بل أصبح رسولاً يبشّر بإنجيله، ويدعو معارفه وذويه إلى الإيمان به.

وقبض حاكم مدينته عليه وأمر به، فقطعوا له أذنيه، ثم طرحه في السجن . وبعد أيام أتى به من جديد إلى ديوانه. فاعترف إيثالا بالمسيح بلا خوف ولا تردد. حينئذٍ أمر به الحاكم فضربوا عنقه، وضربوا أيضاً عنق صديقه الشماس الإنجيلي أبساوس، وهكذا نالا نعاً إكليل الإستشهاد وفازا بالحياة الأبدية.

وفي مثل هذا اليوم: النسوة القديسات الأربعون وعمون الشماس معلّمهن

كان الشماس عمون من إقليم مكدونية، من مدينة أدريانوبولي، وكان يرشد المؤمنين في طريق الخلاص. فقُبض عليه وعلى أربعين من البنات اللواتي كنّ يتعلمن حقائق الإيمان على يده، وسيق الجميع أمام والي المدينة التي كانت لا تزال تحت أمرة الملك ليكينيوس، صهر العاهل قسطنطين الكبير ومناوئه ومضطهدين المسيحيين بدافع الحقد عليه. فاعترف عمون وتلميذاته بالمسيح بكل جرأة وثبات. فعذّبهم الوثنيون عذاباً أليماً فلم يظفروا منهم بجدوى. فلمّا رأوهم جمعاً كبيراً أرسلوهم إلى مدينة بيريه، إلى معبد للأصنام كانوا يزعمون أن كاهنه يأتي بالمعجزات. فكان يرتفع في الجو، كما كان يفعل سيمون الساحر في أيام الكنيسة الأولى، ويبهر الشعب البسيط بخزعبلاته.

فلمّا وصل عمون وبناته إلى هناك قام كاهن الأوثان يُباهي أمامهم بأعماله وقدرته، فازدروه وسخروا بسحره. فارتفع أمامهم في الجو على أجنحة كبريائه وشياطينه. فصلّى عمون وبناته إلى الرب وإذا بالكاهن صاحب المعجزات يسقط من علُ ويتهشّم.

فلمّا رأى القضاة ذلك أخذتهم الرعدة وخافوا كثيراً. فوضعوا خوذة من حديد محمّى على رأس الشماس عمون وأرسلوه إلى الملك ليكينيوس مع جمهور البنات الأربعين اللواتي معه. فأصدر ليكينيوس عليهم جميعاً الحكم بالإعدام، لعصيانهم أمر الملك وسجودهم لرجل إسممه يسوع المسيح صلبه الرومانيون في أورشليم. فأحرقوا عشراً بالنار، وضربوا أعناق ثمانٍ، وأماتوا عشراً أخر بضرب السيوف، وقطعوا ستّاً تقطيعاً، وجعلوا ستّاً أُخر في نحاس وأحرقوهنّ بالنار. أمّا الشمّاس عمون فقطعوا هامته. وهكذا فازت تلك الجماعة الملائكيّة بإكليل الإستشهاد في مدينة هرقلية سنة 319.

وفي مثل هذا اليوم: القديسون الشهداء الأخوة كالستي وأفوذس وهرموجانس

أن أعمال هؤلاء الشهداء قد فُقدت، ولم يبقَ سوى إسمهم وذكر إستشهادهم. والمجموعة البولنديّة تقول أن كالستي، ومعنى إسمها بهيّة، كانت أختاً شقيقة لإفوذس أي المعطّر الذكي العرف، وهرموجانس أي سليل عطارد، وأنّهم كانوا من مدينة سيراكوزا في جزيرة صقلّية. ويغلب على الظن أنّهم سفكوا دماءهم من أجل المسيح على أيام ذيوكلسيانس وشريكه في الملك القيصر مكسميانس في أوائل القرن الرابع.

وفي مثل هذا اليوم: يشوع بن نون

هو إبن نون من سبط أفرائيم. وأول  ما يظهر أمامنا على المسرح الحياة نراه خادماً لموسى النبي العظيم، ورفيقاً له لمّا صعد إلى جبل حوريب في سينا. وكان رجل بأس وقائداً هماماً. وكان إسمه هوشع ثم دعاه موسى يشوع أي المخلّص، بعد ما أحرز من نصر مبين على العمالقة. وكان جديراً به أن يُدعى بهذا الإسم، رمزاً إلى المخلّص الأكبر الفادي يسوع المسيح.

ولد يشوع في مصر، وخرج منها مع شعب الله بقيادة موسى النبي. وكان له إذ ذاك من العمر نحو خمس وأربعين سنة. وكان قد رأى قدرة الله في ما حلّ بفرعون ومملكته من الضربات العشر، وفي اجتياز البحر الأحمر، وفي سائر المعجزات التي رافقت بني إسرائيل مدّة سفرهم في البريّة. فامتلأ إيماناً بالله وثقةً به. فكافأه الرب على إيمانه وعلى ثقته به بأنّه حكم أن لا يدخل أرض الميعاد سواه مع كالب بن يَفُنّا ومن هو دون السن العشرين من الإسرائليين، ويموت الباقون كلّهم في الصحراء. ثم اختاره الرب بدل موسى ليتزعّم بني إسرائيل ويقودهم في دخولهم أرض الميعاد.

فاستولى يشوع على البلاد وأخضعها بلداً بلداً. فدانت له الأرض. وأخذ يشوع كل الأرض على حسب ما وعد الرب موسى، وأعطاها يشوع ميراثاً لإسرائيل على حسب أقسامهم وأسباطهم. واستراحت الأرض من الحرب.

وقسّم يشوع الأرض على الأسباط بالقرعة وأعطى لكل سبط ميراثه. "ولم يكن لبني لاوي قسم في الأرض سوى مدن للسكنى وضواحيها لماشيهم وأموالهم". لأن الرب كان قد دعا بني لاوي لخدمة مذابحه، وكان قد فرض على سائر الاسباط أن يؤدوا لهم الأعشار لكي يعيشوا منها.

وعلاوة على المدن التي خصّها يشوع باللاويين عيّن أيضاً مدناً دعاها "مدن الملجأ"، وجعلها مهرباً يحتمي فيها، فتكون له ملجأ من وليّ الدم، إلى أن تصير محاكمته.

وكان بعد أيام كثيرة، غبّ أن أراح إسرائيل من جميع من حولهم من أعدائهم، أن يشوع شاخ وطعن في السن. فاستدعى يشوع جميع إسرائيل وشيوخهم ورؤساءهم  وقضاتهم وعرفاءهم وقال لهم: أنا قد شخت وطعنت في السن.  وقد رأيتم جميع ما فعل الرب إلهكم بكل تلك الأمم من أجلكم، لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم. فتشددوا جداً لتحفظوا جميع المكتوب في كتاب توراة موسى وتعملوا به، ولا تعدلوا عنه يمنةً ولا يسرة... وها أنا اليوم ذاهب في سبيل الأرض كلّها...فاتّقوا الرب واعبدوه بكمال وإخلاص. وأن كان يسوءكم أن تعبدوا الرب فاختاروا لكم اليوم من تعبدون.

"فقطع يشوع للشعب عهداً في ذلك اليوم، وجعل لهم رسماً وحكماً في شكيم. وكتب يشوع هذا الكلام في سفر توراة الله. وأخذ حجراً كبيراً وأقامه هناك تحت البلوطة، وقال: هذا الحجر يكون شاهداً بيننا".

ومات يشوع بن نون عبد الرب وهو إبن مئة وعشر سنين. فدفنوه في أرض ميراثه في تمنة سارح التي في جبل أفرائيم إلى شمالي جبل جاعش.

 

استشهاد القديس مويسيس وسارة أخته (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس مويسيس وأخته البارة سارة وقد ولدا من أبوين مسيحيين غنيين ولما تنيح والدهما أراد القديس مويسيس أن يزوج أخته ويسلم لها جميع مالهما ويترهب فأجابته "تزوج أنت أولا وبعد ذلك أتزوج أنا أيضًا"، فقال لها: "أنا صنعت خطايا كثيرة وقصدي أمحوها بالرهبنة، لأنه لا يمكن أن أهتم بالزيجة وبخلاصي نفسي" فأجابته قائلة :"وكيف ترضي أن ترميني في فخاخ العالم وتسعي أنت إلى خلاص نفسك؟!" فقال لها أن شئت يكون لك فأجابته كل ما تفعله أنت أفعله أنا أيضًا.

فلما رأي قوة عزمها وزع كل مالها علي الفقراء والمساكين وأدخلها ديرا للعذارى بظاهر الإسكندرية، ودخل هو أيضا أحد أديرة الرجال وقضي الاثنان عشر سنوات لم يعاين إحداهما الآخر.

ولما أثار الملك داكيوس الاضطهاد علي المسيحيين في عهد رئاسة البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر واستشهد كثيرون أرسل هذا القديس إلى أخته يودعها ويعرفها أنه يريد الاستشهاد علي اسم المسيح فأسرعت إلى الأم الرئيسة وطلبت منها إطلاق سبيلها وبعد ما تباركت من أخواتها الراهبات لحقت بأخيها وهو في طريقه إلى الإسكندرية واعترفا معا بالسيد المسيح وبعد تعذيبهما بعذابات كثيرة قطعوا رأسيهما فنالا إكليل الشهادة.

صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديس أغابيوس الجندي وأخته البارة تكله

في مثل هذا اليوم استشهد القديس أغابيوس الجندي وأخته البارة تكلة وكانا في زمان يوليانوس الكافر واعترفا أمامه بالسيد المسيح فطرحهما في جب للأسود فنالا إكليل الشهادة.

صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.