دينيّة
04 آذار 2017, 08:00

في السّودان، الحكومة تعلن الحرب على المسيحيّين

ريتا كرم
منذ انفصال جنوب السّودان عن شماله عام 2011، وإقصاء المسيحيّين إلى تلك البقعة الجغرافيّة بعد أن عانوا كثيرًا عبر التّاريخ بسبب الاضطهادات الّتي ألمّت بهم، فجاعوا وتشرّدوا واستشهدوا في سبيل إيمانهم علمًا أنّ المسيحيّة أشرق نورها في تلك الأرض منذ القرون الأولى، ها هي الحكومة المحلّيّة تعلن الحرب على المسيحيّين لأنّها تخشى أن يعتنق المسلمون الدّيانة المسيحيّة، ما يضع السّودان في المرتبة الخامسة عالميًّا على لائحة البلدان الأكثر اضطهادًا للمسيحيّين، بحسب ما ذكره موقع christianpost.

 

لمعاينة الواقع، قامت مجموعة من فريق مراقبة المسيحيّين المضطهدين في شرق أفريقيا بمقابلة قسّيسين من جنوب السّودان كانا قد سُجنا في وقت سابق بسبب إيمانهما، هما القسّيسان مايكل يات وبيتر ريث.

القسّيس مايكل أوضح أنّه، ومنذ أن نال جنوب السّودان استقلاله سنة 2011، انتقل مع عائلته إلى جوبا بعد عام ليستقرّ هناك. وفي عام 2014، عاد إلى الخرطوم ليستلم مهامًا كنسيّة جديدة من دون إدراكه أنّ السّودان كان قد أعلن الحرب على المسيحيّين، فتمّ توقيفه في اليوم التّالي بعد أن بشّر في إحدى كنائس المدينة، وقبع في السّجن مدّة تسعة أشهر. 

تلك هي حالة من آلاف الحالات الموجودة في البلاد، فهو ليس الكاهن الأوّل الّذي يتمّ توقيفه أو سجنه في الأشهر الأخيرة، وهو ليس الفعل المجحف الوحيد الّذي ارتكبته الحكومة، فـ: حسّان عبد الرّحمن حُكم عليه بالسّجن 12 عامًا بسبب إيمانه، 4 مسيحيّين قُبض عليهم وأعيد إخلاء سبيلهم بكفالة بسبب الحقّ في ملكيّة مدرسة إنجيليّة.. وفي شهر شباط/ فبراير الأخير، أصدرت الحكومة أمرًا يقضي بهدم 25 كنيسة في الخرطوم. باختصار، الحكومة لا ترحّب بالمسيحيّين وبشكل خاصّ النّاطقين باللّغة العربيّة بينهم، إذ تخاف أن يصل الكتاب المقدّس بين يدي مسلميها فيعلنون إيمانهم بيسوع المسيح.

إنّ سبب اضطهاد المسيحيّين المتزايد يعود، وفق القسّ ريث، إلى المجهود القليل الّذي بذله ويبذله المسيحيّون في السّودان، والّذي يأتي اليوم بثماره: قمع منهجيّ للكنيسة على يد إسلاميّي الدّولة.

اليوم في مسيرة الصّوم، نحمل مع كلّ مسيحيّ مضطهد صليب القيامة، ونصلّي من أجل أن يتوقّف النّزيف في كلّ بقعة تجرّأ فيها سيف الاضطهاد أن يحكم ويقتل. نصلّي من أجل فكّ أسر الحرّيّة الدّينيّة في السّودان بشكل خاصّ وممارسة الشّعائر الدّينيّة من دون خوف أو تمييز.