دينيّة
06 تموز 2024, 12:00

روحانيّة الرسول

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم رئيس أنطش سيّدة التّلّة - دير القمر وخادمه، الأب جوزف أبي عون الرّاهب المارونيّ المريميّ

 

إنجيل الأحد الثامن من زمن العنصرة بحسب الطقس الماروني هو تحت عنوان "روحانيّة الرسول". ونقصد بذلك بأنّ الرسول مدعوٌّ لأنّ يتميّز بروحانيّة تلك الآية التي استشهد بها الإنجيلي متّى عن النبيّ آشعيا في العهد القديم والتي تمّت بشخص يسوع المسيح.

أمام حقد الفريسيّين و إجماعهم على إهلاكه، سينصرف يسوع، بهدوء، من حيث كان وإيّاهم، بدون أن يردّ عليهم بالمِثل، ويتوجّه بعاطفة أبويّة نحو هؤلاء الكثيرين الذين تبعوه فيشفيهم جميعاً، ليقول فيه الإنجيليّ متّى تلكَ الآية التي ترسمُ مسار رسول المسيح وروحانيّته " هوذا فتاي الذي اخترتُه، حبيبي الذي رضيتْ به نفسي. سأجعل روحي عليه فيبشّرُ الأمم بالحقّ. لنْ يماحكَ ولن يصيح، ولن يسمعَ أحدٌ صوتَه في الساحات. قصبةً مرضوضة لن يكسر، وفتيلة مدّخنة لن يُطفئ، إلى أن يصلَ بالحقّ إلى النصر. وباسمه تجعلُ الأممُ رجاءها".

عالَم اليوم الـمُتخمٌ بأرباب القوّة والقهر والموت والتهديد، فاقدي القلب والعاطفة والعدالة،

يحتاج، وبحالة طارئة، إلى علاج هذه الروحانيّة التي لا تعرف سوى السلام والحبّ والحياة.  

ما أضعف الذين تشاوروا على هلاك المسيح وإلغائه لأنّه يفكّر عكسهم ويهدّد كراسيهم وتسلطّهم على رقاب الناس الضعفاء، وما أقوى موقف المسيح الذي تحدّاهم بالحب وقربه الإنسانيّ اللامحدود.  

في الوقت الذي كان الفرّيسيّون يتشاورون لإهلاك يسوع، كان هو بالمقابل، يبحث عن الإنسان الذي من أجله أتى العالم، فيمنحه ما يحتاج إليه من شفاء.

روحانيّة الرسول، هي أن ننظر كلّ يوم إلى هذا لْ يسوع الذي "لا يُماحك ولا يصيح"  ولا " يكسرَ من همّة الضعفاء"، فننطلق منه مُتَحديّن ظلم العالم وبشاعة أعماله، خارقين ما يمكن أن يكون مستحيلاً، زارعين الفرح والسلام، ومحقّقين ملكوت الله، ملكوت الإنسان الجديد.  

معكَ يا ربّ نصلُ بالحقّ إلى النصر.