رسالة المسيحيين في العالم.. شهادة حتى الموت
هذا الإضطهاد الجليّ لا يُختصر في منطقة أو في دولة معيّنة، إلّا أن نِسبه تتفاوت بين بلد وآخر، فكوريا الشمالية تصدّرت، للعام الـ 13 على التوالي، القائمة السنوية لمنظمة الأبواب المفتوحة "Open Doors"، لأكثر البلدان اضطهادًا للمسيحيين حول العالم، كما جاءت كل من الصّومال والعراق وسوريا وأفغانستان وإيران وباكستان، ضمن البلدان العشرة الأولى الأكثر اضطهادًا لهذه الفئة من المؤمنين.
وأشارت المنظمّة الى أن السّكان المسيحيين يواجهون احتمال التآكل داخل الدول الإسلامية، فلماذا هذا الاضطهاد وإلى متى سينزف منه المسيحيون؟
شتاء المسيحيون شتاء لا ينتهي، عواصفه قاتلة وأمطاره مبكية.. مسلسل الإضطهاد ابتدأ مع المسيحيين الأولين، ابتداءاً من استشهاد تلاميذ يسوع وصولاً إلى مسيحيي عصرنا، كيف لا ومسيحنا صلب من أجل خطايانا؟
قد يبدو أن حالة المسييحيين اليوم مأساوية ولكن إذا ما أمعنا برسالة المسيح الحقيقية لأدركنا أن "الموت في سبيل الله حياة"، وما أجمل أن نتشبه بيسوع الذي أحبّنا حتى الموت.
"السّماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مر13: 31)، آية تؤكد لنا أن هذا الإضطهاد لن يزول في الوقت القريب، ولكنّها تبشرّنا في الوقت عينه، أن حياتنا الحقيقية ليست في هذه الدنيا، فـ "المؤمنين ليسوا من هذا العالم. لوكُنتم من العالم لأحبّكُم العالم كأهلهِ"(يوحنا 15:19 )، ولكن هذا لا يعني أن المسيح أراد لنا العذاب فهو نفسه طلب من الله أن يبعد عنه هذه كأس، وهو أيضاً توجه لشاول مسائلاً: لماذا تضطهدني؟
الله لم يرد لنا العذاب يوماً فهو من أرسل ابنه ليخلّصنا، أمّا العالم فهو الذي لايعرف المسيح ولايعرف الله الحقيقي فلو عرف الكون من هو يسوع لما اضطهد أحداً من أبنائه...