دينيّة
14 كانون الثاني 2016, 10:32

رسالة المسيحيين في العالم.. شهادة حتى الموت

"ما كان خادمٌ أعظمَ من سيّده، فإذا أضطهدونَني يَضطهدونكم واذا سَمَعوا كلامي يسمَعون كلامكم. هم يفعلون بكم هذا كلُّه من أجل اسمي، لأنّهم لا يعرفون الذي أرسلني" (يوحنا 15:20 )"، و"قد تَعتبر السلطات اِنّ المسيحيّين أشرار ويجب محاكمتهم أو حتى قتلهم" (متى10:18)، كما قد "يدّعي المتديّنون أنّ المسيحيّين مشركين وكفرة ويستهزأون ويسخرون بهم" (متى 10:17 )؛ "سيسلمونكم الى المحاكم ويَجلدونكم في المجامع ...من أجل أسمي"، و"يبغضكم جميع الناس من أجل اسمي"(مرقس 13:13 )، "سيطردونكم من المجامع ، بل تجيئ ساعةُ يظُن من يَقتلكُم أنّه يؤدّي فريضة لله"يوحنا 16:2. "واذا أضطهدوكم في مدينة فأهربوا الى غيرها"(متى10:23 )؛ الحقَّ الحقَّ أقول لكم: ستبكون وتندُبونَ وأمّا العالم فسيفرَح(يوحنا 16:20 ).. بهذه الآيات خاطب يسوع تلاميذه متوجهاً عبرهم إلى المسييحيين الذين ما زالو يتضطهدون حتّى اليوم في شتى أنحاء العالم، بعد أكثر من ألفي سنة لم يتغيّر حرف واحد هذه الآيات: العالم ما زال حتى اليوم يبكي معاناة المسييحيين.

 

هذا الإضطهاد الجليّ لا يُختصر في منطقة أو في دولة معيّنة، إلّا أن نِسبه تتفاوت بين بلد وآخر، فكوريا الشمالية تصدّرت، للعام الـ 13 على التوالي، القائمة السنوية لمنظمة الأبواب المفتوحة "Open Doors"، لأكثر البلدان اضطهادًا للمسيحيين حول العالم، كما جاءت كل من الصّومال والعراق وسوريا وأفغانستان وإيران وباكستان، ضمن البلدان العشرة الأولى الأكثر اضطهادًا لهذه الفئة من المؤمنين.

وأشارت المنظمّة الى أن السّكان المسيحيين يواجهون احتمال التآكل داخل الدول الإسلامية، فلماذا هذا الاضطهاد وإلى متى سينزف منه المسيحيون؟

شتاء المسيحيون شتاء لا ينتهي، عواصفه قاتلة وأمطاره مبكية.. مسلسل الإضطهاد ابتدأ مع المسيحيين الأولين، ابتداءاً من استشهاد تلاميذ يسوع وصولاً إلى مسيحيي عصرنا، كيف لا ومسيحنا صلب من أجل خطايانا؟

قد يبدو أن حالة المسييحيين اليوم مأساوية ولكن إذا ما أمعنا برسالة المسيح الحقيقية لأدركنا أن "الموت في سبيل الله حياة"، وما أجمل أن نتشبه بيسوع الذي أحبّنا حتى الموت.

"السّماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مر13: 31)، آية تؤكد لنا أن هذا الإضطهاد لن يزول في الوقت القريب، ولكنّها تبشرّنا في الوقت عينه، أن حياتنا الحقيقية ليست في هذه الدنيا، فـ "المؤمنين ليسوا من هذا العالم. لوكُنتم من العالم لأحبّكُم العالم كأهلهِ"(يوحنا 15:19 )، ولكن هذا لا يعني أن المسيح أراد لنا العذاب فهو نفسه طلب من الله أن يبعد عنه هذه كأس، وهو أيضاً توجه لشاول مسائلاً: لماذا تضطهدني؟

الله لم يرد لنا العذاب يوماً فهو من أرسل ابنه ليخلّصنا، أمّا العالم فهو الذي لايعرف المسيح ولايعرف الله الحقيقي فلو عرف الكون من هو يسوع لما اضطهد أحداً من أبنائه...