دينيّة
17 تموز 2017, 13:00

خاصّ- ما هو موقف الكنيسة من الانتحار؟

تمارا شقير
يعرّف الانتحار بأنّه فعل يقتضي إنهاء حياة الإنسان، فعلٌ متعمّد لتعذيب النّفس وزهق الرّوح، فصحيحٌ أنّ الحقّ في العيش هو من أبسط حقوق الإنسان، إلّا أنّ كثيرين يستغنون عنه واضعين حدًّا لحياتهم.

 

ويُعتبر الانتحار بمثابة جريمة، وهو ينتج غالبًا عن اضطرابات ومشاكل نفسيّة، ففي السّابق كانت الكنيسة ترفض الصّلاة على جثمان المنتحر ودفنه، أما اليوم فقد تبدّل موقفها.

يؤكّد خادم رعيّة مار سمعان العموديّ- القليعات الأب يوسف مبارك في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ أنّ موقف الكنيسة تجاه الانتحار هو "موقف رحمة"، مشيرًا إلى أنّ "الكنيسة لا تُشجّع الانتحار إلّا أنّها في الوقت عينه لا يمكنها أن تكون الجلّاد".

وعلى الرّغم من مخالفة وصية الله السّادسة "لا تقتل"، تُكرّم الكنيسة هيكل الرّوح القدس أيّ الجثمان مطيعةً لتعليم الكنيسة "لا تدينوا لكي لا تُدانوا" باعتبارها أنّ الرّب هو القادر الوحيد على المحاسبة.

وأخبرنا الأب مبارك قصّة سيّدة زارت الخوري جان ماري فيانيه وأعلمته أنّ زوجها قد رمى نفسه في نهر السّين. سألها الخوري فيانيه عن المسافة بين الجسر والنّهر، فأجابته بأنّها قصيرة. وما كان من الخوري فيانيه إلّا أنّه أوضح لها أنّ هذه المسافة كافية لرحمة الله. قد تكون العبرة إذًا من هذه القصّة تجنّب إدانة المنتحر والحكم المسبق عليه.

تحترم اليوم الكنيسة المنتحر، تُكرّم جثمانه، تطلب له الرّحمة والغفران، ولا تُدينه، معتبرةً أنّ سرّه دُفن معه ولا يحقّ لأحد سوى الله أن يحاسبه، فلنصلّي اليوم على نية كلّ اللّذين أنهوا حياتهم طالبين من الرّب أن ينعم على كلّ إنسان أنهكته الصّعاب بالإيمان الثّابت والرّجاء.