خاصّ– كرم: يتعرّض شعب الله للاضطهاد، لكنّها فرصة ذهبيّة لنشر البشارة
"في زمن الصّليب نتأمّل بنصوصٍ رؤيويّة ، تتكلّم عن الأزمنة الأخيرة، تتنبّأ عن خراب الهيكل وسقوط أورشليم. هذا الإعلان يشير بأنّ السّجود للرّبّ لن يكون بعد ذلك في هيكل أورشليم، ولا في جبل جرزيم بل بالرّوح والحقّ."
وتابع: "نقرأ في الكتاب المقدّس في النّصوص النّهويّية (الإسكاتولوجيّة)، تفكّك عناصر الطّبيعة بأكملها، هذا أيضًا إعلان يشير إلى دمار العالم القديم، الخاضع للشّحوب والظّلام، وولادة عالم جديد منظّم خاضع لروح الرّبّ.
تطرح أسئلة كثيرة عن نهاية الأزمنة ومجيء ابن الإنسان بالمجد! أخي المحبوب من الله، من يبني علاقة شخصيّة مع إله حيّ، يلتقي مع الرّبّ باستمرار على مائدة الإفخارستيّا أو في الكتاب المقدّس أو في الصّلاة الشّخصيّة، والحياة المشتركة... هو لقاء دائم مع يسوع في اختبار المجيء طوال أيّام حياته.
مجيء الرّبّ ليس بمفاجأة؛ فقط تعوّد على حضوره، تذوّق طعم الملكوت وتمتّع بفرح الرّبّ.
الرّبّ يحذّر من روح الضّلال، وجود الأنبياء الكذّابين والتّعليم المخالف للوحي الإلهيّ. علينا أحبّائي أن نمتحن هذه الأرواح، هل هي من روح الله أو من روح الضّلال؟ الكنيسة تحذّرنا من البدع، تطلب دائمًا التّمييز، إنّه من مواهب الرّوح القدس "من ثمارهم تعرفونهم".
يسبّب عدم التّمييز للمؤمن ضررًا بالغًا قد يواجه الاضطراب والخوف في النّفس.
يتكلّم متّى عن حروب عظيمة وزلازل ومجاعات، التّلاميذ يتخوّفون منها، لكنّ كلّ من يختبر الرّوح القدس في حياته يجابه هذه الأمور بسلام وهدوء، إنّها من ثمار الرّوح القدس. كلّ من يضطرب يكون قد فقد الثّقة بحبّ الرّبّ وسلطان صليبه الّذي يحمي من المخاطر والكوارث.
يتعرّض شعب الله للاضطهاد، لكنّها فرصة ذهبيّة لنشر البشارة وإعلان الكلمة في وقوفهم بجرأة وسلطان أمام الحكّام والملوك."
وبعبرة توجيهيّة للعيش اختتم الخوري كرم حديثه سائلًا: "هل هنالك اهتمام مفرط بالعلامات والتّواريخ؟ هل تجابه التّحدّيات والمخاطر بالسّهر واليقظة والصّلاة والثّبات إلى النّهاية؟ هل تستمدّ قوّة من صليب يسوع لكي تتخطّى خوف المصير وترقّب المستقبل في تكثيف إعلان الكلمة واستعمال كافّة الوسائل من أجل إيصال البشارة لجميع الشّعوب؟"