دينيّة
16 تشرين الأول 2016, 13:00

خاصّ - في يومه العالميّ.. هل تعرف رموز "الخبز" في الحياة المسيحيّة؟

ماريلين صليبي
هو الاتّحاد الدّولي للخبّازين (البنك الدّولي المتّحد) الذي حدّد تاريخ السّادس عشر من تشرين الأوّل/أكتوبر يومًا عالميًّا للخبز، مناسبة تدفعنا إلى المساءلة عن معاني الخبز ورموزه.

 

الخبز، بمعناه المباشر، هو ما يُصنَع من الدّقيق المعجون المنضَج بالنّار، إنّما دلالاته أوسع من ذلك بكثير، دلالات أطلعنا عليها الشّمّاس إيلي خويري في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز".

قال خويري إنّ الخبز قبل كلّ شيء رمز إنسانيّ أنتروبولوجيّ يدلّ على حاجة الإنسان الغذائيّة اليوميّة المتجدّدة باستمرار، فهو يتلف وعلى الإنسان شراؤه بشكل مستمرّ.

وتابع خويري، من جهة أخرى، أنّ الخبز مرتبط بالحياة المسيحيّة والكتاب المقدّس، فهو أوّلًا "خبز الحياة" و"النّازل من السّماء" مرتبط بالفطير والخميرة، إذ يرمز إلى الإنسان الصّالح في المجتمع، الإنسان البارّ والخيّر.

"أعطنا خبزنا كفاف يومنا" و"ليس بالخبز وحده يحيا ابن الإنسان"، فالخبز، بحسب خويري، يدلّ على نِعَم الله المادّيّة والرّوحيّة التي يفيضها علينا بعد تقديسه واتّكالنا على مشيئته. فصلاة الأبانا مربوطة بالعهد القديم، حين كان الشّعب يجوع في الصّحراء والله يرسل إليه المنّ، وهكذا نحن اليوم، مسلّمين أنفسنا لله الذي لا ينسى أبدًا أن يغذّينا بنِعَمه.

وأكمل خويري قائلًا إنّ الخبز يعني المشاركة والحياة الجماعيّة كما قال مار بولس: "أنتم الذين تأكلون من الخبز الواحد أنتم جسد واحد"، إضافةً إلى أنّ المناولة التي يتقدّم إليها المسيحيّون خلال القدّاس الإلهيّ تعني باليونانيّة "شركة".

الخبز مرتبط في سرّ الإفخارستيّا أثناء القدّاس الإلهيّ بالتّحوّل، فهو، كما أكّد خويري، "ثمر الأرض وتعب الإنسان"، يحوّله الله إلى جسد ابنه ليغذّينا بالحضور الإلهيّ.

أخيرًا، وفي إطار حياتيّ عاديّ، فإنّ الخبز علامة الصّداقة والتّقاسم بين النّاس، ألا يُقال "بيننا خبز وملح" و"نعيش على خبزة وزيتونة"؟

في يومه العالميّ وفي عالم يعاني مرّ التّهجير والحروب والفقر والعوز والموت والدّمار والمجاعة، باتت البشريّة تفتقد لهذا الخبز الذي يبدو أنّه ضلّ طريقه نحو أفواه طالبيه...