دينيّة
31 تموز 2022, 07:00

خاصّ- الخوري كرم: لدينا رسالة جبّارة "اليوم"!

نورسات
"يقدّم لنا لوقا الإنجيليّ مسيرة يسوع التّبشيريّة، وقد ذهب بقوّة الرّوح القدس إلى المجمع يوم السّبت في مدينة النّاصرة. يبدأ لوقا سرد النّصّ بعبارة "عاد يسوع إلى الجليل بقوّة الرّوح وانتشرت شهرته في جميع أنحاء البلاد المحيطة، وهو نفسه علّم في مجامعهم ممجدًا من الجميع." (لوقا 4: 14-15)." بهذه المقدّمة استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا عن برنامج الرّسول بحسب القدّيس لوقا (4/ 14- 21) في الأحد التّاسع بعد العنصرة.

وتابع: "تنصّ رتبة الصّلاة على قراءة نصّ من التّوراة أو الأنبياء، يليه تعليق أو تأمّل. في ذلك اليوم، وجد يسوع مقطعًا من النّبيّ أشعيا "روح السّيّد الرّبّ عليّ، لأنّ الرّبّ مسحني له. أرسلني لأبشّر المساكين وأجبر المنكسري القلوب، لأنادي للمسبـيّين بالحرّيّة وللمأسورين بتخلية سبـيلهم، وأنادي بـحلول سنة رضاه، انتقام إلهنا من أعدائه‌" (أشعيا 61: 1-2). يرتبط هذا المقطع بالإعلان عن ظهور يسوع المسيحانيّ ومن خلال كشف شخصيّة يسوع المخلّص يجلب الفرح ومغفرة الخطايا والتّحرير والسّلام وبالأخصّ يمنح عطيّة الرّوح القدس.

يأتي يسوع بالخلاص المعلن من نبوءة أشعيا، والذّي يركّز النّصّ، كرسالة نعمة وسنة وبركة وعدم الانتقام.

يبرز لوقا شخص يسوع كمخلّص شامل. الخلاص يشمل الجميع ويجلب مغفرة الخطايا، الفرح، السّلام والرّحمة، كلّها من ثمار الرّوح القدس.

بعد أن انتهى يسوع القراءة في صمت مفعم بالانتباه، "فأخذ يقول لهم: اليوم تمّت هذه الكلمات الّتي تلوتها على مسامعكم" (لوقا 4: 21). يسوع نفسه هو "اليوم" الخلاص في التّاريخ، لأنّه يتمّم عمل الفداء، كلمة "اليوم" يردّدها لوقا مرّات عديدة في "فلمّا وصل يسوع إلى هناك، رفع نظره إليه وقال له: إنزل سريعًا يا زكّا، لأنّي سأقيم اليوم في بيتك. فنزل مسرعًا واستقبله بفرح." (لوقا 19: 5-6)

"فأجاب يسوع: الحقّ الحقّ أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس" (لوقا 23: 43)

هذا ما يحوّلنا إلى المعنى الكريستولوجيّ الذي يردّده لوقا أتى "المخلّص".

في إنجيل الطّفولة، يقول الملاك للرّعاة، "ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّصٌ هو المسيح الرّبّ." (لو 2: 11).

هذه الكلمة "اليوم" تضعنا في موقف تحدّي، علينا أن نفكّر في نظام حياتنا وأخلاقيّتنا ونشاطنا وشهادتنا المسيحيّة "اليوم". فلا نؤجّل عمل البّرّ. يتّم إعلان البشارة للفقراء، الحرّيّة للأسرى، النّظر للأعمى، المظلومين، المهشّمين.. الذين يتقاضون رواتب زهيدة، المرضى الذين ليس لهم قدرة على الاستشفاء، اللّاجئين الذين ليس لهم قدرة على تأمين السّكن.

لهذا السّبب لدينا رسالة جبّارة "اليوم"، بحاجة إلى قوّة الرّوح القدس، قوّة الكلمة ونعمة الأسرار، لكي نتمّم مشروع الله في بناء عالم جديد.

نؤكّد أنّ كلمة يسوع ليست كلامًا فارغًا، بل هي التزام وثقة بأنّ الرّبّ يدعم الرّسول بقوّة من السّماء من أجل تنفيذ إرادته الخيّرة في البناء."

وإختتم الخوري كرم تأمّله بعبرة للعيش سائلًا: "هل في التّأمل بالكتب تبني علاقة شخصيّة "اليوم" مع إله حيّ؟ هل في جلوسك أمام الإفخارستيّا، ترفع نظرك إلى فوق "عيوني شاخصة إلى يسوع المخلّص والشّافي الوحيد؟"