خاصّ- أتحبّني أكثر ممّا يحبّني هؤلاء؟
وتابع الخوري أبو غزالة متوغّلًا بأبعاد هذا النّصّ الإنجيليّ قائلًا: "وفي موعد الحبّ هذا، غريبٌ أنّ يسوع بعد قيامته لم يسأل بطرس عن نكرانه له لكي يعلّمنا أنّ الغفران لا يسجن الآخر في الزّمن الماضي بل يحرّره من تاريخه وممّا اقترف."
وأضاف راعي كنيسة القدّيسة ريتا متأمّلًا: "وكون هذا اللّقاء مبنيٌّ على سؤال: "يا سمعان بن يونا أتحبّني أكثر ممّا يحبّني هؤلاء؟" تنسال من قلوبنا جملة تساؤلات: لماذا الله-الحبّ يسأل الإنسان إن كان يحبّه؟ ونحن ماذا يسلّمنا؟ وأيّة دعوة يدعونا وأيّة رسالة يوكل إلينا؟ بماذا نجيب لو سألنا يسوع إن كنّا نحبّه؟ هل أحبّه حقًا حبًّا مضحّيًا؟ هل أحبّه أكثر من أيٍّ كان في حياتي وأكثر من أيّ شيء؟ هل أحبّه ولا أنكره ولا أتركه الآن وفيما بعد؟ هل أحبّه وأكون أمينًا على كلّ ما أوكلني به؟ هل أحبّه...؟"
وإختتم الخوري أبو غزالة حديثه بقصّة بعنوان "حُبّ المسيح"، لندرك من خلالها حجم محبّة المسيح لنا، فقال: "وَلد زغير بِحبّ المسيح وبكرّسلوا كلّ ليلة ساعة صلاة. بيسجد فيها قدّام المصلوب. وبهونيك ليلة بيسألو المصلوب للولد: بتحبّني؟ بجاوبو الولد: نعم يا ربّ أنا بحبّك. بيسألو تاني مرّة : إنت أكيد بتحبني؟ بجاوبو الولد وبقلّو: أكيد يا ربّ، بحبّك كتير. بقّلو يسوع تالت مرّة: كيف يعني كتير؟ فاحتار الولد وجاوبو بالنّهاية: هالقدّ (وفتح إيديه)، وقلّو يسوع كمان من على الصّليب: أنا كمان بحبّك "هالقدّ"، ورح خلّي إيديي مصلوبين ومفتوحين على الصّليب حتّى تعرف إنّو حبّي كبير ودايم إلك ولكلّ النّاس للأبد."