دينيّة
15 تشرين الثاني 2017, 09:10

جامعة لبنانيّة تدنّس المقدّسات المسيحيّة... كفاكم زيفًا!

ريتا كرم
عندما تتخطّى الوقاحة كلّ الحدود، وتكسر حواجز الاحترام، وتهدم كلّ المعايير الأخلاقيّة، وتشوّه أغلى المقدّسات، وتحوّلها إلى لوحات تبثّ سموم الشّرّير عبر وجوه كانت لتكون بريئة لولا مشاركتها في هذا الفعل الآثم، هل تكفينا الصّلاة لأجل توبتهم لأنّهم لا يدرون ما يفعلون؟

 

إنّنا نتحدّث عن "مجرزة" أخلاقيّة، نحتار فيها إن كان أبطالها ضحايا أو جزّارين. هم طلّاب جامعة الـAUT في جبيل الّذين دنّسوا قدسيّة "الأيقونة"، فحوّلوها إلى إطارات لصورهم الشّخصيّة.

هم بفعلتهم، جرّدوا "هذا المعجم اللّاهوتيّ" من قيمته الحقيقيّة، وحوّلوه من "كتاب مقدّس ملوّن" يقودنا في مسيرة العبادة والصّلاة والعقيدة، إلى إطار فارغ من روح الله. بل أكثر، هم صيّروها بدعة ابتكرتها عقول هؤلاء لأغراض نجهلها، وإن علمناها فهي بالتّأكيد لن تقنعنا لأنّها تنافي إيماننا المسيحيّ ولا تعبّر إلّا عن "وثنيّة" عقول أصحابها الّتي أسكنت في قلوب هؤلاء كلّ نجاسة ودناسة.  

أمام هذه الواقعة الّتي أضحت تتكرّر من دون حياء أو احترام للمقدّسات، نسأل إدارة الجامعة المعنيّة: بأيّ حقّ تمسّون مقدّساتنا؟ أيّ جيل تنشّئون؟ أيّ معايير أخلاقيّة تزرعون فيهم؟ أوَليس من أولويّات المعاهد والمراكز التّربويّة تعزيز احترام الآخر ومعتقداته ومقدّساته؟ أوَليست مسؤوليّتكم قيادة جيل الشّباب إلى مستقبل خالٍ من التّطرّف والجهل؟

بماذا تختلفون عن "داعش" اليوم؟ هم هدّموا كنائس ودمّروا رموزها... ألم ترتكبوا الجرم نفسه بـ"تحفتكم" هذه؟ ألستم أصحاب فكر متطرّف وأصوليّ؟

تجرّأتم على تشويه تلك الوجوه المقدّسة في أيقوناتنا، وصوّبتم أصابع الاتّهام إلى طلّابكم الّذين ربّما "لا يدرون ما يفعلون"، وقصصتم عليهم الطّريق نحو "قداسة" دُعي إليها كلّ مسيحيّ منذ أن أبصر العالم نور مسيحنا.

أنتم تحوّلتم إلى نسخة عن مجلّة "تشارلي إيبدو" الفرنسيّة، وعن صحيفة "يولاندس بوستن" الدّانماركيّة، وعن كلّ وسيلة إعلاميّة تعدّت بكاريكاتوراتها على مقدّسات الدّين الإسلاميّ ورموزه قبل أعوام.

هل لأنّنا دين التّسامح والغفران تقدمون على شتّى أنواع الإهانات تلك؟ لقد طفح الكيل فعلاً من "يوضاسات" العصر.. كفاكم زيفًا! وكفّوا أيديكم عن مقدّساتنا وعودوا إلى رسالتكم الأساس ولا تشهدوا زورًا لأنّ الدّينونة آتية!