دينيّة
11 أيلول 2015, 21:00

اليوم الثاني من "مؤتمر الدفاع عن مسيحيي الشرق" شهادات حية بمشاركة مسلمين وضغط على الكونغرس

(النهار - بيروت) في موازاة اعلان الادارة الاميركية استعدادها لاستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري ابتداء من تشرين الأول المقبل، تمضي "منظمة الدفاع عن المسيحيين في الشرق" في عملها من اجل ترسيخ هؤلاء في ارضهم بدل تشجيعهم على الهجرة، وذلك من خلال التعجيل في التصويت على مشروع القرار بالاعتراف بالإبادة الجماعية في سوريا والعراق بحق المسيحيين والايزيديين وأقليات اخرى، لضمان عودتهم الى أراضيهم وتأمين الحماية الدولية لهم.

وفي اليوم الثاني من المؤتمر، قدٰم المشاركون من وفود جاءت من العراق وسوريا واقليم كردستان والأردن شهادات حيٰة عما يواجهه المسيحيون والاقليات في هذه المنطقة ولاسيما في سوريا والعراق.
وسألت ناشطة أميركية من اصل سرياني عراقي عن دور الامم المتحدة ومجلس الامن والمجتمع الدولي في هذه المأساة الانسانية، وقالت: "علينا تشجيع الولايات المتحدة على العودة الى العراق حيث نحتاج الى حماية وعلينا جميعاً كل من موقعه العمل من اجل حماية المسيحيين في العراق".
كما طالب احد اعضاء الوفد الكردستاني بإعطاء بارقة امل للنازحين والشعب العراقي من خلال خطوة اولى على الطريق الصحيح، "منطقة سهل نينوى يمكن تحريرها من قبل التحالف الدولي وتأمين حمايتها دولياً ويمكن ان يعيش فيها مليون انسان، والثروات موجودة فيها تحت الأقدام في سهل نينوى، فليؤمنوا حياتنا وليأخذوا ثرواتنا"، كما قال.
وخلال الحوار، الذي شارك فيه مسلمون ومسيحيون، قال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار احمد "كلنا نازحون في اقليم كردستان والعدد بلغ المليون نازح، والمعاناة مستمرة. "داعش" ما زال يسيطر على كامل المنطقة في حين ان ضربات التحالف الدولي الجوية مستمرة، ولكن الموصل لم تتحرر." وهو طالب بوقوف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الى جانب المسيحيين والايزيديين. كما طالب بقيام الحكومة العراقية بواجباتها تجاه ابناء العراق، وقال:" لا يمكن ان نقبل بأن يخذل المجتمع الدولي الجماعة المسيحية في بلاد ما بين النهرين".
وعلت اصوات تطالب بحماية دولية للاقليات التي تعتبر من المكونات التاريخية لمنطقة الشرق الاوسط بدل التفرّج عليهم من حقبة الى اخرى يعانون الاضطهاد والتهجير، فيهجٰرون على دفعات ويتضاءل وجودهم تباعاً وفي شكل ممنهج، بدون اي تحرّك من المجتمع الدولي.
وجدّد الاب نبيل حداد من الوفد الأردني الدعوة الى "عمل مشترك مسيحي - اسلامي ضمن تحالف المعتدلين، وذلك لعزل التطرف ووضع الارهاب في مواجهة هذا التحالف القائم على المثل والقيم المشتركة التي يأمر بها الاسلام والمسيحية من اجل الحفاظ على العيش الواحد الذي عرفته المنطقة لمدة اربعة عشر قرناً.كما دعا الى معالجة أسباب المشكلة ، لان الاكتفاء بالجهود الإنسانية قد يعني تطبيعاً للوضع المأساوي للاجئين.
وكان المشاركون في "مؤتمر الدفاع عن المسيحيين" امضوا يوماً كاملاً في البنتاغون هيل حيث حمل عدد من ناشطيه الى ٢٥٠ عضواً في الكونغرس الاميركي مطلبهم بدعم القرار بالاعتراف بإبادة المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا.
وقال المدير التنفيذي لـ"منظمة الدفاع عن المسيحيين" كيرستن ايفنس "انها المرة الاولى يشعر فيها المسيحيون منذ تهجير "الدولة الاسلامية" في العراق والشام لهم، بالأمل في أن الادارة الاميركية مستعدة لمساعدتهم. ونحن نحض الكونغرس على اخضاع قرار الإبادة للتصويت السريع".
وفي اليوم نفسه استمع المشاركون في المؤتمر الى مداخلات من خمسة وعشرين نائباً اجمعوا على دعمهم كل ما يؤدي الى حماية المسيحيين والاقليات التي تتعرض للعنف والاضطهاد في الشرق الاوسط، ولما تقوم به منظمة IDC من عمل ومبادرات تصبٰ لمصلحة هذا الهدف..
وأقيم في السفارة الفرنسية احتفال رسمي، عرضت فيه ثلاثة أفلام صوّرت الوضع المأسوي الذي يعيشه النازحون من سهل نينوى في مخيمات تفتقد الحد الأدنى من مقومات العيش الإنساني. وأدمع الحاضرون عند سماعهم امهات يبكين من القهر والتشرّد وفقدان اولادهم، وعبارة احداهنّ تلخص المشهد "كفانا تصويراً وكلاماً. نحن منسيون ومرميون ولا احد يسمعنا او يرانا..."