إرتداد تسعة ملايين مكسيكي إلى المسيحيّة. عذراء غوادالوبي كانت وما زالت نموذج الحبّ الإلهي.
ماذا يمكن أن تعلّمنا عذراء غوادالوبي وما هي رسالتها لنا؟
يقول كارل أندرسون الذي عمل على ملف قداسة القديس خوان دييغو، إنّ قليلا من الناس يفهمون الرسالة من الثصورة نفسها، متحدّثاً عن تقرير أعده المونسنيور إدواردو شافيز سانشيز، “المعجزة والرسالة”، الذي يشكّل صدى هذه الرسالة.
ما لا يدركه كثيرون، أنّ الصورة العجائبية هي خارطة مليئة بالرموز فهمها شعب الأستيك (المكسيكيون) بسهولة.
الفيلم الجديد مبني على قصة أندرسون وسانشيز “سيدة غوادلوبي” والدة حضارة الحب، ويعتقد أندرسون أنّ كلّ من يشاهد هذا الفيلم سيتعلم أمورا لم يكن يفهمها، وسوف يكرم العذراء بشكل أكبر.
يظهر الفيلم كيف حظّر الحاكم الإسباني هرنان كورتيز ممارسة التضحية بالبشر، كما يشهد على انهيار مملكة الأزتيك، استعباد شعوبها من قبل الإسبان، وانتشار الأوبئة التي أدّت إلى كثير من الموتى.
في فترة ظهور العذراء، سكان مكسيكو الأصليين كانوا يتوقّعون نهاية العالم.
ولفهم تأثير سيدة غوادالوبي على السكان الأصليين يقول أندرسون، عليك أن تضع نفسك مكان هؤلاء الناس وانهيار مملكتهم وما كان فهمهم للديانات وقتها. علينا أن نتذكر الوجه المروّع لآلهة الأزتيك والتضحية البشرية لعبادتها.
ألمبشّرون الإسبان عرفوا الوضع المزري في مكسيكو، الأسقف خوان دي زيماراغا شعر بالإشمئزاز من تجاوزات الحكومة الإسبانية على السكان المحليين، وشعر أنه إن لم تحدث معجزة، فإن مكسيكو ستزول. وطلب من الكهنة ترك المدينة على أن تعيد الحكومة حساباتها.
ظهرت العذراء مريم لفلاح بسيط، خوان دييغو طالبة منه الطلب من الأسقف بناء ضريح لها على قمة تلة تيبياك.
في السنوات التي تلت ذلك، وفي ظل الصراع مع الحكومة الإسبانية، إحدى أعظم الإرتدادات في تاريخ الكنيسة كانت تعميد تسعة ملايين من السكان الاصليين.
ظهورها، رسالتها وصورتها التي فهم السكان الأصليون رموزها، جعلت السكان المحليين يشعرون برجاء جديد في إنجيل يسوع المسيح، المقدم من قبل والدته.
على سبيل المثال، ألوشاح الأخضر والأزرق الذي ترتديه مريم ظهرت للشعب المحلي أنها شخص مهم لأن هذا الوشاح لا يلبسه سوى الملوك، وشعرها المسدل يدلّ على صفة العذرية فيها، أما الحزام الأسود فيدل على أنها حامل.
إن رسالة الحب التي أرادتها مريم وظهورها حبلى، يدلّان على إرادتها بناء حضارة حياة، ليس فقط في رسالتها، بل بظهورها على خوان دييغو نفسه، هو عبارة عنحبها لكل إنسان، فقيرا كان أم متواضعا أم ضعيفا.
سيدة غوادلوبي كانت ولم تزل نوذجاً للتبشير في العالم. فالعذراء لم تحوّل أميريكا إلى المسيحية فقط، بل برهنت أنها مثال للتفاعل الحضاري، للحوار ما بين الأديان، للشفاء، وفوق كل هذا أنها تحمل رسالة حب. دعتنا العذراء إلى حبّ ابنها. فصورتها هي الصورة الأكثر تبجيلاً من ألسكا إلى الأرجنتين.