ثقافة ومجتمع
16 شباط 2018, 08:00

3 سنوات على استشهاد أقباط ليبيا.. شهداء العصر الحديث

ريتا كرم
ثلاثة أعوام مضت بفصولها كاملة، فارقت خلاله أرواح شابّة الحياة استشهادًا على يد أحد أفظع التّنظيمات المتطرّفة، تنظيم الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّامّ "داعش".

 

واحد وعشرون شابًّا رووا أرض ليبيا بدمائهم البريئة من خلال واحدة من الجرائم النّكراء الّتي وقف العالم مذهولاً أمامها يتساءل عن العاطفة الّتي يتجرّد منها مرتكبو الفعل وعن الضّمير الّذي يخبو لحظة التّنفيذ.

هؤلاء الشّبّان خسرتهم الكنيسة وفقدهم وطنهم ولكن ربحتهم السّماء شهداء أبطال أبوا أن يتخلّوا عن إيمانهم تحت وطأة السّيف والتّهديد. فأضحى الشّهداء الواحد والعشرون الّذين اختاروا الغربة لأجل كسب لقمة عيش كريمة تقيهم العوز والفقر المغدقين بمجتمعهم رمزًا وطنيًّا لا بل عالميًّا وأيقونة في الشّهادة.

فأمام هذا السّيناريو الّذي بات متكرّرًا، لم يفقد المسيحيّون رجاءهم ولا أصحاب النّوايا الطّيّبة المؤمنون بالله ثقتهم بعدالة السّماء، لا بل ثبّت عزيمتهم وشدّ أواصرهم في مواجهة الإرهاب والقتل والعنف والاضطهاد والتّهجير. فلم تخفهم الشّهادة الّتي تعود جذورها إلى الحقبات الأولى لانتشار المسيحيّة، فـ"إن لم تقع حبّة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير".

هؤلاء الشّهداء الّذين أضحوا وسامًا على صدر الكنيسة عامّة والكنيسة القبطيّة خاصّة، هم يدخلون اليوم في الذّكرى السّنويّة الثّالثة على استشهادهم. وها هي الكنيسة تجعل من غيابهم حضورًا من خلال تدشين كاتدرائيّة خاصّة تحمل اسمهم، تزامنًا مع عيد شهداء العصر الحديث الّذي أقرّه المجمع المقدّس للكنيسة في حزيران/ يونيو الماضي. وتحمل الكاتدرائيّة اسم "شهداء الإيمان" وفيها أقيم مذبح خُصّص لاستقبال رفاتهم الّتي لا يزال مصيرها مجهولاً لغاية السّاعة.

واليوم في ذكرى شهادتهم، وعيد ميلادهم الثّالث في الملكوت، نسأل الله شفاعتهم وشفاعة قدّيسي العصر الحديث، فيقوّوا من سمائهم كلّ ضعيف ومضطهد ويثبّتوه في إيمانه وأرضه، آمين.