يومٌ للإيمان والعمل
بعمل الله، ولد المسيح من أمٍّ جعلها أمًّا للبشريَّة جمعاء، لتكون قدوتنا في الحبِّ ومثالًا لنا في كيفيَّة إطاعة الله، من دون خوفٍ أو شكٍّ أو تردُّد. وإذا ما أكرمناها فإنَّنا نكرّم بالتّالي إبنها، الّذي من مشروعه الخلاصيّ لنا، انبثق دورها في حياتنا، كمرشدةٍ ومنارةٍ في كيفيَّة عيش وصاياه لبلوغ الملكوت.
أمّا يوسف النَّجار العامل المُجتهد الّذي جعلته الكنيسة شفيعًا للعمّال، وكعنصر مهمّ في حياة يسوع، الذي منه تعلَّم حرفته وتقاسم معه الالتزام والتَّعب، فلا يمكننا ألّا نتذكّره في هذا اليوم أيضًا، إذ يحثُّنا بمسيرته النَّقيَّة على التَّشبُّه بالله الّذي هو دائم الحركة والعمل. كما يدفعنا للجِدِّ والسَّعي للعيش بكرامةٍ، تلك الكرامةُ الّتي صلب المسيح من أجل أن يحفظها لنا. ويعلّمنا بأمانته كيف نشارك الله بإعمار هذا العالم الّذي وضعه بين يدي الجَدَّين الأوَّلين وبين أيدينا ليزدهر وينمو.
وبالتّالي فإنّنا نرى في تكريم الكنيسة لمريم العذراء في هذا الشَّهر ولجعلها من القدّيس يوسف شفيعًا للعمّال الّذي يعيّد لهم العالم في هذا اليوم، تأكيدًا على ثنائيَّة الإيمان والعمل، الّذين يكمِّلان بعضهما البعض في بناء حياةٍ روحيَّةٍ مستقرَّةٍ خاليةٍ من اليأس والحزن والعوز.
لذا فإنَّنا في هذا اليوم ندعو الله أن يمنحنا إيمان مريم ويوسف الثَّابت، وأمانتهما في عيش وصايا يسوع، في الأسرة وفي العمل ليزدهر عالمنا حُبًّا وإعمارًا وكرامةً.