12 نيسان/ إبريل موعد إزاحة السّتار عن "نصب الصّداقة اللّبنانيّة الأرمنيّة" في جونية
شارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم وحضره الأب سيبوه غرابديان، وأعضاء من اللّجنة المنظّمة ومن الإعلاميّين والمهتمّين.
بداية رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:
"يشرّفني أن أستقبل سيادة المونسيور موراديان والأب غرابديان والوفد المرافق ليتمّ الإعلان اليوم عن إزاحة السّتار عن "نصب الصّداقة اللّبنانيّة الأرمنيّة".
هذا النّصب يجسّد عهد الصّداقة بين الشّعب اللّبنانيّ والشّعب الأرمنيّ، ونحن كلّنا نعتبر أنّ هناك اندماج كامل بين الشّعبين، والطّائفة الأرمنيّة الكريمة بشقّيها الكاثوليكيّ والأرثوذكسيّ هي جزء لا يتجزأ من الكيان اللّبنانيّ، وهذه الصّداقة هي صداقة حقيقيّة.
هذا الاندماج قلّما نرى منه بين شعبين في بلد واحد، بين مكوّنين في بلد واحد، الطّائفة الأرمنيّة هي صديقة والشّعب الأرمنيّ هو شعب صديق، ونحن في لبنان وهذا لسان كلّ اللّبنانيّين نقدّر هذه الطّائفة المناضلة المجاهدة، هي الّتي قدّمت شهداء. ومنذ سنتين استذكرنا مئة عام على المجازر الأرمنيّة، لكن هذا الشّعب الّذي لا ينسى شهداؤه يستحقّ كل التّقدير".
ثمّ تحدّث المونسنيور غبريال (باتريك) موراديان عن نصب الصّداقة اللّبنانيّة الأرمنيّة فقال:
"البطريرك المثلّث الرّحمات نرسيس بدروس كان صاحب هذه الفكرة، والبطريرك الكاثوليكوس كريكور بدروس العشرون تابع المشوار لتحقيق هذا المشروع الرّوحيّ الثّقافيّ، واتّخذ القرار بأن يوضع هذا النّصب في مدينة جونية ويزاح السّتار عنه في 12 نيسان/ إبريل الجاري.
أردناه مناسبة تاريخيّة وثقافيّة وروحيّة، لنثبت على الحضور الفاعل والفعّال للشّعب اللّبنانيّ الأرمنيّ على أرض لبنان، وقد حضر الأرمن إلى لبنان منذ أكثر من 2000 سنة. وتعزّز هذا الحضور بعد الإبادة الأرمنيّة، وللإكليروس دور في قيادة ورعاية الشّعب، إنطلاقًا من كسروان، دير الكريم، دير ما أنطونيوس خشبو، دير بزمّار البطريركيّ.
ومن خلال هذا النّصب نريد التّأكيد أنّ لبنان كان وما يزال الملاذ الآمن لحرّيّة العيش والمعتقد، وأنّ الأرمن في لبنان ليسوا جالية أمّ تابعيّة، هم مواطنون لبنانيّون، هم شركاء كاملين في المواطنيّة. كما أنّ الشّعب اللّبنانيّ والأرمنيّ عرفوا معاناة مشتركة ومسارًا متقاربًا من الاضطهاد على يد السّلطة العثمانيّة، ويستمدّان قوّتهما للاستمرار في هذا الشّرق من قديّسيهم وشهدائهم، وكشعبين يعرفان جيّدًا معنى الصّداقة الحقيقيّة، صداقة تسمو إلى درجة الأخوّة الإنسانيّة. ومن خلال هذا النّصب نعلن تمسّكنا أبدًا بتربة لبنان وأرضه، وطن لا بديل عنه وصيغة تعايشه لا غنى عنها.
نرفع الصّلاة لربّنا ليعطينا القوّة لنكون جديرين أن نكون لبنانيّين، لبنانيّين أرمن على هذه الأرض وفرصة لطلب السّماح من لبنان كوطن على كلّ ما قمنا به من أخطاء تجاهه. وهذا النّصب تمثال يحمل شعله تعني الإيمان والاستمرار في الحياة، نحن الشّعبين سنبقى مستمرّين مهما كثرث الصّعوبات في هذا البلد وفي كلّ الشّرق.
أعتذر من خلال هذا المؤتمر مسبقًا من المواطنيين على نهار الجمعة 12 نيسان/ إبريل الجاري وعلى ما سيتسبّب به من (عجقة) وازدحام على الطّرقات، وأشكر المتبرّع بهذا النّصب كريكور جابوريان والنّحّات بوغوص طسلاكيان وبلديّة جونية بشخص رئيسها جوان حبيش وأعضاء البلديّة على تعاونهم، ووزارة الأشغال والنّقل، والشّكر الأكبر للبنان".