هذا ما طالب به مطارنة الرّوم الملكيّين في ختام اجتماعهم الشّهريّ!
تدارس المجتمعون أمورًا كنسيّةً وروحيّةً، إلى جانب الشّؤون الوطنيّة الملّحة الّتي تشغل بال أبناء هذا الوطن. وفي ختام مداولاتهم، رفعوا بيانًا إلى المسؤولين والرّأي العامّ، راجينَ أن يجد فيه الجميع صوت الحكمة والرّصانة.
وجاء في البيان:
"أوّلًا: رحّب المجتمعون بإعلان زيارة قداسة البابا لاون الرّابع عشر إلى لبنان وعبّروا عن فرحهم وعن أملهم أن تحمل هذه الزّيارة السّلام والاستقرار للبنان والمنطقة.
ثانيًا: أبدى المجتمعون قلقًا بالغًا تجاه المستجدّات الدّاخليّة الرّاهنة الّتي تنذر بمآلات خطيرة. وناشدوا الجميع الاحتكام إلى العقل الرّصين والحكمة، محذّرين من مغبّة تغليب لغة التّصعيد والانفعال على صوت المنطق والمسؤوليّة الوطنيّة.
ثالثًا: جدّدوا التزامهم الثّابت بدعم الكرسيّ الرّئاسيّ، الّذي يمثّل بالنّسبة إلينا المعقلَ الحصينَ للشّراكة والتّعايش المسيحيّ-الإسلاميّ الأصيل. وأكّدوا تمسّكَهم المطلق بلبنان "رسالةً" وكيانًا، داعين إلى حوار وطنيّ صريح وغير مشروط يجمع الأطراف كافّة على مائدة واحدة.
رابعًا: توقّفوا بعين القلق الرّاعويّ عند الضّيقات الاقتصاديّة والمعيشيّة، لاسيّما مع مستهلّ العامّ الدّراسيّ الجديد، ورجوا الحكومةَ العملَ فورًا على إجراءات تخفّف من حدّة هذه المعاناة، ومنها تحريرٌ جزئيّ للودائع المجمّدة لتلبية حاجات الطّبابة والتّعليم وسائر الضّرورات المعيشيّة، دون انتظار حلول شاملة قد تتأخّر. كما أكّدوا وقوف مدارس الطّائفة إلى جانب عائلات الطّلّاب من أجل إنجاح العامّ الدّراسيّ.
خامسًا: شدّدوا على وجوب إجراء الاستحقاقات النّيابيّة في مواعيدها الدّستوريّة، الّتي هي صمّام أمان للنّظام الدّيموقراطيّ وواجهة البلاد الحضاريّة لتداول السّلطة. وحذّروا من أيّ محاولة لاقتطاع أو تجزئة "اتّفاق الطّائف"، الّذي بات دستورَ الجمهوريّة الثّانية، مطالبين بتطبيقه كاملًا غير منقوص، أسوةً بالالتزام التّامّ بالقرار الدّوليّ 1701 من قِبَل جميع الأطراف الموقّعة.
سادسًا: سجّلوا ببالغ الأسى استمرار سقوط شهداء الواجب والاعتداءات على أراضي الجنوب والبقاع. وأشادوا بمؤسّسة الجيش الوطنيّ والتزامها بتنفيذ مهامها وتضحياتها الجسيمة في سبيل حفظ السّيادة والكيان، في مقابل تعنّت العدوّ الإسرائيليّ الّذي يمعن في انتهاك الاتّفاقات الدّوليّة.
سابعًا: وفي سياق القضايا الإقليميّة المصيريّة، توقّف المجتمعون عند المبادرات السّاعية إلى إرساء سلامٍ في المنطقة، بما في ذلك ما يُطرح من اتّفاقات سلام خاصّة بقطاع غزّة والمنطقة. وشدّدوا على أنّ أيّ سلامٍ عادل وشامل ودائم لا يمكن أن يُبنى إلّا على احترام الحقوق الثّابتة للشّعب الفلسطينيّ، وأن يكون متوافقًا مع المرجعيّات الدّوليّة وقرارات الشّرعيّة الأمميّة. نصلّي كي يُلهمَ اللهُ المسؤولينَ طريقَ الحقيقة لتحقيق الأمن والكرامة لجميع شعوب المشرق".