ثقافة ومجتمع
13 آذار 2017, 14:00

.. وجفّ حبر الإبداع

ميريام الزيناتي
"الصّورة تساوي ألف كلمة"، ولمّا عجز الكلام عن إيفاء الثّورة حقّها، وُجدت ريشة ستافرو جبرا لتختصر المفردات بصور تخلق من المأساة روحًا فُكاهيّة مجبولة بالإبداع والابتكار..

 

تلك الرّيشة الثّائرة، الّتي أغنت صفحات أبرز الصّحف وأهمّها، تستريح للمرّة الأولى في وداع من جبلها بحبر الجنون والثّورة والانتفاضة..

ريشة لم تعتاد الصّمت، تصمت اليوم إجلالًا في رحيل من دوّى صدى رُسوماته في العالم، عاكسًا تحدّيات واقع يوميّ يرزح تحت وطأته آلاف المواطنون...

ريشة وثّقت أحداث الحرب اللّبنانيّة الأليمة، فكانت سلاح الأمل وسط شؤم الإجرام ووحشيّته، سلاح يُحارب بقوّة الفكاهة والفرح، ماسحًا سواد الألم، واعدًا بغد أفضل..

ريشة لم يسلم أيّ متورّط بالفساد من حدّة سُخريتها، شملت بانتقاداتها اللّاذعة الكلّ من الوسط السّياسيّ والفنيّ والرّياضيّ، فباتت مرآة تعكس رداءة الطّبقة الحاكمة وتسلّط الضّوء على فساد حكّامها..  

تلك الرّيشة لم تسترح رغم صراع مبدعها مع المرض الأليم، مبدع أسّس نقابة مصوّري الصّحافة، وخرق بإبداعه الحدود المحلّية مُحلّقًا في سماء الإعلام العالميّ...

في غياب من تعجز أحرف الأبجديّة كافّة عن وصف روعة رُسوماته..  تخطّ الرّيشة اليوم آخر كلماتها: ستافرو جبرا وداعًا!