"هذا المشهد لم يجرح المسيحيّين في الصميم وحدهم فقط، بل أساء إلى الكثيرين في العالم": البطريرك يونان
أعرب البطريرك يونان، في عظته بعد الإنجيل المقدّس، عن فرحه بلقاء المؤمنين والاحتفال بالقدّاس في المقرّ البطريركي الذي عاد إليه بعد رحلتين رسوليّتين أوصلتاه مرّةً ثانية إلى أستراليا وأولى إلى نيوزلّندا.
نوّه غبطته بـ" أنّنا، في رسالة بولس إلى أهل فيليبّي، نستغرب أنّ بولس الذي احتمل الاضطهادات والعداوة حتّى الرجم، وحُكِم عليه بالموت، فاستشهد في سبيل الإيمان بالرب يسوع، يدعو الكنيسة الأولى في فيلبي إلى أن: "إفرحوا بالرب"، فنحن نبقى الشعب الذي يفرح بالربّ على الرغم من المحن والتحدّيات، لأنّ الربّ هو المخلّص. نعم، بيننا وحولنا المشاكل الكثيرة، أكانت معيشية أو أمنية أو اجتماعية...ومع ذلك نحن مدعوّون إلى أن نعيش الفرح، وننعش الآخرين بفرحنا، حتّى لا يستسلموا لما نسمّيه اليأس والتشكّي والتظلُّم، وهذا الأمر ليس مسيحيًّا، حتّى في خضمّ الأسباب التي تدعونا إلى الحزن والضيق والألم. وفي الإنجيل الذي سمعناه، يتطرّق الربّ يسوع، ولو بشكل غير مباشر، إلى الرياء، حتّى أنّ البعض من الرعاة والمؤمنين يعيشون كي يرضوا المجتمع أو روح العالم، إلّا أنّ الربّ يسوع يطلب منّا أن نسلّم قلوبنا وحياتنا كلّها له".
تناول البطريرك يونان ما حدث في افتتاح الألعاب الأولمبيّة في باريس يوم الجمعة الماضي، فقال: "ما جرى في خلال افتتاحيّة الأولمبياد في فرنسا من إساءة وامتهان تجاه الإيمان المسيحيّ، هو أمرٌ مخزٍ تمامًا، كيف بلدٌ مثل فرنسا التي كانت تُسمَّى الابنة البكر للكنيسة، تحصل فيها هذه السخرية بالإيمان المسيحيّ باسم الحرّيّة الجنسيّة والإعلاميّة والاجتماعيّة، فيتمّ تمثيل العشاء السرّي الأخير بهؤلاء الأشخاص الذين يريدون أن يفرضوا ذواتهم على المجتمع، وبخاصّة المجتمع المسيحيّ. هذه الصورة وهذا المشهد لم ينل من كرامة المسيحيّين ويجرحهم في الصميم وحدهم فقط، بل أساء إلى الكثيرين في العالم، وها هي الأصوات تعلو بالاحتجاج على هؤلاء الأشخاص الذين يستهزئون بالإيمان المسيحيّ".
وتابع البطريرك كلامه في هذا الإطار قائلًا: "إنّنا نضمّ صوتنا إلى أصوات هؤلاء وسواهم، وفي مقدّمتهم مجلس أساقفة فرنسا، فنعلن الحقيقة على رؤوس الأشهاد، ونستنكر بأشدّ العبارات ونشجب هذا العمل الدنيء والمشين والحقير الذي يشكّل تعدّيًا سافرًا على قدسيّة الإيمان المسيحيّ. فلا يحقّ لأحد في العالم، أيًّا كان، أن يسخر ويتهجّم على مؤمنين آخرين. هذا العمل هو خرق فاضح للحرّيّة وللقيم الدينيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة، ونحن نعاين بألم انتشار التهجّم والسخرية على الإيمان المسيحيّ، وللأسف الشديد، في أماكن عدّة حول العالم، لا سيّما في أوروبا الغربيّة".
وختم غبطته موعظته ضارعًا "إلى الربّ يسوع كي يحمي الكنيسة التي افتداها بسفك دمه الثمين في ذبيحته الكفّاريّة على الصليب وبموته وقيامته، وكي يقوّينا لنكون شهودًا للحقّ، معلنين على الدوام إنجيل الفرح والمحبّة والسلام...بشفاعة أمّنا مريم العذراء والقدّيسين والشهداء جميعهم".