ثقافة ومجتمع
02 كانون الأول 2014, 22:00

"لقاء الأربعاء"

(النهار - بيروت) سعيد عقل الشاعر العملاق عاد الى تراب زحلة، عروس البقاع التي أعطت لبنان والعالم العربي وعالم الاغتراب كباراً في الادب. منهم مَن غادر الى دنيا الخلود، ومنهم باقٍ يشهد على زمن العمالقة.سعيد عقل، المتكئ على عصا الابداع والعبقرية، أعادني الى أعوام قريبة عندما كان "كازينو عرابي" في الحازمية يكرّمه في أول أربعاء من كل شهر، على مدى خمس سنوات.

كان "لقاء الاربعاء" يجمع عدداً من الادباء والصحافيين والديبلوماسيين، يلتقون حول صاحب "رندلى" و"قدموس" و"بنت يفتاح" وغيرها من مؤلفاته التي أهّلته لأن يحتل مرتبة شامخة في دنيا الأدب. وأبى مرة رئيس الجمهورية الراحل شارل حلو، وكان مريضاً، إلا أن يشاطر سعيد عقل "لقاء الاربعاء"، فشدّ العزم وحلَّ ضيفا على المأدبة مستمعا الى قصائد يتلوها سعيد عقل، وعدد من المتيَّمين بشعره الوطني والقومي والوجداني والاجتماعي.
كان سعيد عقل يتقبل كل سؤال يطرح عليه، فيجيب بسرعة البديهة. والحوار بينه وبين المثقفين الحاضرين الى مائدة الاطايب مثمر دائما. وعندما كانت الذاكرة تخونه ينبري السفير الراحل فؤاد الترك لإكمال الأبيات الندية بطيب العبقرية.
أبو الطيب المتنبي ملأ الدنيا شعرا خالدا على مدى العصور. وسعيد عقل ملأ دنياه شعرا خالدا. أما شعره الوطني فأهداه الى لبنانه الاغلى. وأذكر انه، مرة، أنشد بضعة أبيات وهو فوق منبر الاونيسكو، مشاركا في مبايعة الاخطل الصغير إمارة الشعر، راداً على شاعر عربي غمز من قناة لبنان وهو يلقي قصيدته في احتفال المبايعة.
بعد سعيد عقل لن يقوم شعر عربي موزون. فالشعر الحديث المتفلت من أوزان الخليل هو المهيمن على الساحة الادبية. على ان شعر الذي أضنته الاعوام مغروز في تاريخ لبنان. ودوالي زحلة خير شاهدة، كما "لقاء الاربعاء".