ثقافة ومجتمع
01 أيلول 2016, 10:00

"لبنان الكبير".. و"الجمهورية الحُلم"

ميريام الزيناتي
يطلع فجر الأول من أيلول بشموخ وفخر واعتزاز، كيف لا وفي مثل هذا النهار أشرقت شمسه لتحتضن حدوداً جديدة.. كيف لا وقد بزغ اليوم فجر "لبنان الكبير".

بعد ليل طويل عانى منه اللّبنانيون، كان لا بدّ من ظهور أبطال ينتشلونه من ظلمة الإحتلال والمجاعة والفقر، من تمرّد الظّلم ومن شبح الإقطاعية، أبطال وطنيّون يؤمنون بلبنان سيّد الكيان، بلبنان الدّولة والحضارة، بلبنان الديمقراطيّة...  

ولعلّ أبرز أبطال النّضال اللبناني بطريرك ماروني حمل هموم أولاد بلاده ومعاناتهم، قطع الحدود ليفاوض باسمهم وليهديهم إعلان "لبنان الكبير".

البطريرك الياس الحويّك، ممثلاً اللبنانيين الباسلين كافة، كافح ليتحقق الحلم بولادة لبنان مستقلّ بإدارة شؤونه، له الحقّ بتشريع القوانين. كدّ لينال مجلس نواب بلاده الصّلاحيّات التي تتمتّع بها المجالس النيابية العالميّة، واجتهد ليصبح لبنان بلد الحريّة واحترام التعدّديّة.. ناضل وائتمننا على ثمرة هذا النضال، فكيف بادلناه الثقة ؟

بينما نحن نتغنّى بإنجازات أجدادنا، وفي الوقت الذي يسكر فيه الفجر بخمرة اشراقة سابقة على انتصار بلد عانى الأمرّين، يبقى كرسي الرّئاسة الأولى وحيداً يثقله حمل الفراغ، أما مجلس نوّابنا فيشتاق الى ولادة القوانين في حرمه، والى اكتمال نصاب نوّاب توانوا عن تسخير صلاحيّاتهم في خدمة الوطن.

شمس بلادنا التي أشرقت في ذاك الصّباح، عالقة اليوم بين الشّروق والغروب، وقلّة هم القادة المناضلون في سبيل ارتقاء لبنان الى مستوى الدّول الحضارية البعيدة عن الفساد، فهل ينجح هذا النضال لتسطع شمسنا افتخاراً بولادة "لبنان الحُلم"؟