"في الصمت المتواضع والصلاة الخفيّة تحدّد دقّات قلب المسيح إيقاع أيّامكم": البابا فرنسيس لكهنة قلب يسوع الأقدس
وجّه البابا فرنسيس كلمة إلى المشاركين في المجمع العامّ الخامس والعشرين لجمعيّة كهنة قلب يسوع الأقدس أشار فيها إلى أن المكرَّم ليون غوستاف ديهون علّمهم أن يجعلوا من الاتّحاد بالمسيح في محبّته للآب وللبشر، مبدأ الحياة ومركزها.
توقّف البابا، في كلمته، عند الوحدة وذكّر بأنّ يسوع طلب من الآب الوحدة لتلاميذه إبّان العشاء الأخير (يو 17: 23)، ولم يوص بها تلاميذه ببساطة كمشروع أو هدف لتحقيقه: "لقد طلبها لهم أوّلًا كعطيّة، وشدّد على أهمّيّة أن نتذكّر أنّنا لسنا قادرين على تحقيق الوحدة بمفردنا. يمكننا القيام بدورنا ولكنّنا نحتاج إلى معونة الله. فهو الذي يجمعنا، وإنّنا ننمو أكثر اتّحادًا في ما بيننا كلّما ازددنا اتّحادًا به بواسطة الحياة الأسراريّة، والتأمّل في كلمة الله، ومركزيّة الصلاة الشخصيّة والجماعيّة".
أردف البابا ولفت المشاركين في المجمع العامّ، إلى أهمّيّة "أن تكون الكابلّة المكانَ الأكثر زيارة في مراكزهم الرهبانيّة، مكانًا للصمت المتواضع والصلاة الخفيّة، وذلك لكي تحدّد دقّات قلب المسيح إيقاع أيّامهم وتدعم حماسهم للمحبّة. إنّ قلبه ينبض بالحبّ لنا ويعطينا الهدوء والوئام والطاقة والوحدة لا سيّما في اللحظات الصعبة. وكي يحدث ذلك، نحتاج إلى أن نفسح له المجال، بأمانة ومثابرة. نحتاج إلى الصلاة".
توقّف البابا فرنسيس مجدّدًا عند شعار أعمال مجمع كهنة قلب يسوع الأقدس العامّ، قال: "لنكون واحدًا ليؤمن العالم"، وتابع متسائلًا: "كيف نكون مرسلين اليوم في زمن معقّد، مطبوع بتحدّيات كبيرة؟ كيف نستطيع أن نقول في المجالات المتعدّدة للرسالة شيئًا مهمًّا لعالمٍ يبدو وكأنّه فقد القلب".
واقتبس البابا فرنسيس الإجابة من المكرَّم ليون غوستاف ديهون الذي قال، متامِّلًا في آلام الربّ إنّ "الجلد والشوك والمسامير" كتبتْ في جسد المخلّص كلمة واحدة هي المحبّة. فلتكن لنا المحبّة سرّ إعلانٍ صادق وفاعل يُكتب في أعمالنا الملموسة".
ختم البابا كلمته داعيًا المشاركين إلى أن يواصلوا رسالتهم بالإيمان والسخاء عينهما، وشكرهم على ما يقومون به في العالم كلّه، وأكّد لهم مرافقته إيّاهم بالصلاة، وطلب منهم ألّا ينسوا أن يصلّوا من أجله.