"شكرًا لأنّ لي أمّ تصلّي..."
"كنتُ مدمنًا على المخدّرات ووحيدًا منغلقًا في غرفتي، لكنّني محظوظ وشاكر أمّي التي لم تتوقّف يومًا عن الصّلاة من أجل خلاصي. فأنا أقول للعالم أجمع أنّني بصحّة سليمة وبقلب نقيّ اليوم بفضل صلوات أمّي وبفضل الرّبّ العجائبيّ الرّحوم! أيّتها الأمّهات، لا تتوقّفنَ يومًا عن الصّلاة من أجل أطفالكنّ ومن أجل أحبابكنّ، لأنّ الرّبّ سيستجيب حتمًا عند الإستمرار في الصّلاة!"
هي شهادة إبنٍ عمت الشّهوات المهلكة عينيه فغرق في وحل الإثم قبل أن تنتشله أمّه إلى برّ الأمان بفضل مركب الصّلاة الصّادقة. فبالصّلاة تتفتّح أبواب النّعيم مستقبلة الطّلبات، بالصّلاة يتأهّب الرّبّ والقدّيسون لإيواء الفقير ونجدة الضّالّ، بالصّلاة يخلص العالم...
وها هي رسالة بولس الرّسول إلى تيطس 3/ 3- 7 تؤكّد ذلك: "لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ. لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ، خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.